أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - حقيقة الغضب في فيلم (12 رجلاً غاضباً)














المزيد.....

حقيقة الغضب في فيلم (12 رجلاً غاضباً)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


فيلم (12 رجلاً غاضباً ــ 12 Angry Men)‏ واحد من أهم أفلام الدراما الامريكية انتج عام 1957 من إخراج سيدني لوميت، تأليف ريجنالد روز، بطولة هنري فوندا.. ويحتل الفيلم المركز الثامن على وفق تصنيف أفضل 250 فيلم في التاريخ ويحظى بـ 8.9 في تقييم IMPD .
يحكي الفيلم قصة هيئة المحلفين المكونة من 12 رجلاً يتشاورون لتحديد براءة أو إدانة متهم شاب في جريمة قتل من الدرجة الأولى.
ومن المعروف في الولايات المتحدة، انه يجب أن يكون الحكم في معظم المحاكمات الجنائية بواسطة هيئة محلفين بالإجماع... ذلك ان قرار الهيئة يبرئ المتهم او يحيله إلى الكرسي الكهربائي الذي يعد وسيلة الاعدام الشائعة آنذاك..
اعتمد المؤلف في كتابة سمات الشخصيات الرئيسية في الفيلم (اعضاء هيئة المحلفين) على تنوع تلك الشخصيات واختلاف مستوياتها الثقافية واهتماماتها الاجتماعية، فضلاً عن تناقض السلوكيات والانفعالات والقناعات لدى كل شخصية، ليضع المتلقي أمام اختصار واضح وشامل للتنوع الاجتماعي...
تمثلت الشخصيات بـ (المدير او القائد، المعقد، الارستقراطي او رجل الاعمال، العامل الكادح، الانتهازي، المفكر صاحب الضمير، الخبير، الوقح، المهذب، المستهتر، شخص عادي من عوام الناس)
للوهلة الاولى تبدو الادلة واضحة وكافية لإدانة المتهم الشاب في جريمة قتل والده..
ومن خلال الأدلة التي تطرح على طاولة هيئة الملحفين يصوت 11 منهم على ثبات إدانة المتهم لتوفر أداة الجريمة وشهادة الشهود..
إلا ان الشخص المتبقي والذي يرفض التصويت على إدانة المتهم ويسهم بكسر الاجماع على الادانة.. ويقف على الضد من رؤية الجميع لأوراق القضية... يؤكد بأنه (ليس من السهل ان ارفع يدي واؤكد انه مذنب وارسل شاباً للموت من دون الحديث عنه اولاً)
من هنا يفتح باب النقاش.. نقاش حاد سرعان ما يتحول الى جدل، ومن ثم الى غضب عارم بين اعضاء الهيئة، فضلاً عن ايراد عشرات الادلة التي تثير الجدل بين الاعضاء.. وهو الامر الذي يزعزع قناعات الجميع عبر الحجة والبرهان، في مشهد حواري طويل وشيق؛ قائم على التحليل المنطقي الدقيق...
ما ان تتعمق مشاهد الفيلم حتى تدرك ان توقيته هو التوقيت الآني، بمعنى ان وقت الفيلم الاصلي .. هو وقت الحوار الحقيقي..
اعتمد الفيلم على موقع تصوير واحد باستثناء مشهد الافتتاح وبعض المشاهد القصيرة في النهاية.. حيث تقع أحداث الفيلم كلها داخل غرفة المحلفين... مما يضع المُشاهد أمام تجربة فريدة تقوم نمط الحوار الايقاعي المتغير الذي يسهم باشراك المتلقي بالحوارات الانفعالية الغاضبة، ليكون بذلك جزءاً من منظومة الغضب الذي اراد صُناع العمل ايصالها..
في فيلم (12 رجلاً غاضباً) لم يكن القاتل والقتيل وحتى الشهود على الجريمة جزءاً فاعلاً في مسار الفيلم ولم يُصور لنا لحظة الجريمة ومكانها او شكل القتيل او حتى قطرة دم واحدة.. والتفاصيل الشخصية للشهود، وإنما اكتفى صُناع الفيلم بالإشارة إليهم على نحو عابر في بعض الحوارات... وهو الامر الذي اسهم بإنتاج عمل ابداعي قائم على رؤية مغايرة للمتداول...
(12 رجلا غاضبا) يُعد واحداً من أعظم الأفلام على الإطلاق... لانه ركز على شفرات والغاز الجريمة التي يحلها الحوار الغاضب الباحث عن الحقيقة.. ليشكل فعلاً درامياً قائماً على قضية أكبر وأكثر أهمية من الفعل الاجرامي.. ألا وهو مسؤولية مصير انسان..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الموت والحياة وتوظيف الزمن الساخر..قراءة في (الساخر ا ...
- وزارة الشباب والرياضة.. دعوة صريحة لقتل الابداع العراقي
- الوصية ما قبل الأخيرة.. قصة قصيرة
- الموت والحياة .. أحياناً! / قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً (وطن خرافي، انحناء، عزلة الحب)
- بيت السيدة العجوز.. قصة قصيرة
- قبر فوق السحاب.. قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً (غرف غائبة ملاحقة)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)
- قصص قصيرة جداً (أنا وألبرت أينشتاين أنا وبول فاليري)
- ينقصنا شيء ما...
- قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة المو ...
- قصص قصيرة جداً (أنا وأنديرا غاندي، أنا وهيلين كيلر)
- قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبيرل باك، أنا ومارلين مونرو،أنا وبتي سم ...
- قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير ...
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج
- أنا والكبار.. قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - حقيقة الغضب في فيلم (12 رجلاً غاضباً)