نضال العبود
الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بحسب نظرية "الصراع الواقعي بين الجماعات" فإن التعصب يمكن أن ينتج من المنافسة بين جماعات متنوعة، و ذلك لتحقيق مصادر قيمية معينة بالنسبة لهذه الجماعات، كالمنافسة على وظائف معينة، أو الحصول على مكانة اجتماعية... هذه المنافسة الجماعية من المعروف أنها تسبب العدوان. فلو كانت هناك جماعتان لهما الهدف نفسه، و أن جماعة منهما كانت مصدر إحباط للأخرى، فمما لا شك فيه أن التعصب و العدوان داخل الجماعة سيكونان أمراً حتمياً. إن هذا التنافس الذي يحدث بين الجماعات يكون على مصادر الثروة، حيث إن كل جماعة تهدف إلى تهديد الأخرى، و ذلك التهديد هو الذي يوجد العدوان بينهم، و بالتالي فإن هذا العدوان يخلق بينهم تقييمات سلبية متبادلة بين الطرفين.
و هناك نظرية أخرى تؤكد أن الاستياء و عدم الرضا المميزين للتعصب ينشآن من الحرمان النسبي، هذا الحرمان النسبي ينتج من خلال المقارنة التي تحدث سواء بين فرد و آخر، أو جماعة و أخرى، و بالتالي فإن احتمال ظهور العداء بينهم من المؤكد حدوثه.
و يرى آخرون أن السبب الرئيسي لرد الفعل التعصبي هو الاختلاف في الرأي، فيميل الأفراد إلى كره الأفراد الآخرين الذين يختلفون عنهم.
مقاومة التعصب
إن مقاومة ظاهرة التعصب من أصعب المهمات التي تواجهها المجتمعات، و مع ذلك فإنه بالإمكان التخفيف من حدتها و التقليل من آثارها باستخدام أساليب متعددة منها:
الاتصال بين الجماعات
يعتقد أن أفضل الطرق لخفض التعصب هي جعل الجماعات تتعايش معاً، و وضعها في مواقف تستطيع كل جماعة من خلالها أن تتعلم المزيد عن الجماعة الأخرى، و أن تستطيع كل جماعة أن تنمي روابط دائمة مع الأخرى.
فالاتصال المباشر و الفعّال بين الجماعات يسهم في تخفيف حدة الأفكار النمطية و الاعتقادات الخاطئة والعمل على تغييرها، و أن التقارب و التفاعل يزيدان من المودة و المحبة، و يفضل أن يتم هذا الاتصال عن طريق غير رسمي، حيث يحصل الاتصال تلقائياً بدون قيود أو شروط.
البرامج التربوية
إذا كانت الأفكار النمطية و المعتقدات الخاطئة التي تمثل جوهر التعصب قائمة على خطأ و تشويه المعرفة، لذلك فالتعرف على الوقائع ربما يساعد في عملية تغيير التعصب على الأقل لدى المستويات التعليمية المرتفعة، فالطلاب الذين يدخلون الجامعة يكونون أقل تعصباً بوجه عام من أقرانهم الذين لم تتح لهم هذه الفرصة. فوضع البرامج التعليمية و التربوية الهادفة يعمل على خفض تأثير التعصب بين الطلاب عن طريق تدريب المدرسين و توجيههم إلى تبني سلوك التسامح و إعطاء الطلاب من مختلف المشارب و المذاهب الفرصة للتعبير عن أنفسهم بغض النظر عن خلفيتهم و العمل على بث روح التعاون بينهم عن طريق الأساليب التربوية المختلفة.
#نضال_العبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟