أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 09:27
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
بقُبَّعةٍ من حروف
وقميصٍ من نُقاط
ذهبتُ للقاءِ البحر،
فلم أجد البحرَ في مكانه.
بل وجدتُ قصيدةً عظيمةً زرقاء
مكتوبةً بآلافِ الحروف
ونقطةٍ واحدة.
*
دائماً أسألُ نَفْسي:
كم مَرّة في حياتي
كانَ ينبغي أنْ أطلقَ النّارَ على رأسي
لو لم أكنْ تَوأماً للساحر العظيم
الذي يُسمّى الحرف؟
*
أعرفُ الحبَّ نقيّاً كقطرةِ المطر.
ولذا فكلُّ ما يُقال
عن علاقةِ الحُبِّ بالأحلام
أو القُبَل
أو القصائد
أو حتّى الموت
هي مَحض أكاذيب وهَلْوَسات.
*
في المكتبةِ القريبةِ من البحر
وجدتُ كتاباً غامضاً عن البحر
كتبَهُ شاعرٌ مجهول
أُنتُشِلتْ جُثّتُهُ من بين الأمواج
وهي تغنّي أغنيةً هائلةً
عن الشّمسِ والنِّساءِ والسُّفن.
*
في حلمي البارحة
رأيتُ ناياً قديماً مصنوعاً من الحجر
مَرميّاً على فراشي.
وحينَ سألتُ مُفسّرَ الأحلامِ العجوز،
قال: لا تقلقْ.
هذا ناي شاعرٍ مجنونٍ بالعشق
أو ناي مجنونٍ يعشقُ الشِّعر.
*
في المنفى قلتُ لهم:
أريدُ وطناً.
فاعتذروا.
قلتُ: أريدُ امرأةً لا تملُّ من القُبَل.
فاعتذروا ثانيةً.
قلتُ: أريدُ عُزلةً مُدهشةً.
قالوا: خُذْها عُزلةً مُدهشةً إلى الأبد.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أستراليا 2020
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟