أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - *ضيفي اللزِج*














المزيد.....

*ضيفي اللزِج*


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 00:08
المحور: كتابات ساخرة
    


غادرَ ضّيفي – زميلٌ لي ثّقيلُ ولزجٌ وبخواصِ عنصرٍ كيميائيٍّ محظورٍ مُجتَنَب- بعدَ أحتسائِهِ لفنجانِ قهوةٍ مرّةٍ كمرارةِ قهقهةٍ منهُ ذي صَخَب, غادرَ بعد تَفَكُّهِهِ بي, ثم بطبقٍ من حَلوى ومن مثلِهِ من رطبٍ, وهناكَ طبقُ تينٍ وعرموطٍ وطبقٌ من عنب. مقاولُ بناءٍ هو, ولا يبني إلّا بنيانَاً ذا طبقٍ على طبقٍ مُنتَخب, وذاك هو شرطُهُ في كلِّ صفقةٍ وعقدٍ مُكتَتَب, طبقٌ على طبقٍ :ذاك شرطٌ معه مُصطَحَب, هو لايبالي بجيبهِ إن ربحَ الدراهمَ أو إن الجيبَ ضرب, وقد سألتُهُ -قبلَ المغادرة- مسألةً بِتَرَجٍّ ونَدب, بأن يجعلَ من أرضِ الأطباقِ صحراءَ جَدب, لا فاكهةَ تزهو ولا حلوىً تصهو, ولا حتى الرُطَب؟
قَهقَهَ وسألني بدهاءٍ وخُبثٍ منقوعٍ بعجبٍ ! عمّا أبتغيه من وراء ذلكَ وعن لُبِّ السبب؟ أجبتُهُ بهدوء سفيرٍ(دبلوماسيّ) نَسَفَ ما أبداهُ من عجب :
(لا شيء -ياصاحبي- يثيرُ في الطلبِ العجبَ؟ وإنما الأمر : كي أحبِطَ هجومَ أولادي على الأطباقِ ما إن تَغادرَنا وما جَلبتَ من قهقهاتٍ جَلَب).
ضَحِكَ بصخب, وتَعذّرَ بما فيهِ من داءٍ مزمنٍ وعطب, داءُ "سكريٍّ" متوارثٌ عبر الحقب, وأنّهُ يَخشى إرتفاعَ نسبتِهِ في دمّهِ بِتهوِّرٍ منهُ مُرتَكب.
لم أشأ أن أحرِجَهُ, بل كنتُ منشرحَ الصدرِ ثابِتَ الرُكب,لإنّ ضيفيَ الثقيل ورغمَ "السُّكريّ" قد غزا مضاربَ الأطباقِ بغزواتٍ تبب, فجعلَهُم جُذاذاً, فلا حلوىً هناكَ ولا فاكهة إلّا موزةً بربعِ ذنب, صفراءَ تلعقُ جراحَها و تأنُّ بحروفِ عزاءٍ ولوعةٍ وتَعَب, تستصرخُ بتأفّفٍ وتأوّهٍ وشجب , حبَّةَ عنبٍ في حضنِها, أو هكذا كانوا قبلَ الغزوِ ينادونَ الحبّةَ بهذا اللقب..
وَدَعّتُ زميلي بكلماتِ ثناءِ على شذا زيارتهِ (الذهب) , وسؤالهِ عنّي, وماعلِمَ أنَّهُ إلتقمَ تيني وإنتقمَ من وتيني وما أبقى لي شُعيرةً من عَصب. ثمَّ ..
أنتهَت حربُ الأطباقِ بين أولادي بسلامٍ رَكَنَ فإستَكَنَّ فإستتب.ثمَّ..
كَرَرتُ راجعاً الى حُجرتي لأستريحَ من ذاكَ العطب, وأستميحَ أطفالي في دقائقَ صمتٍ للحظاتِ حِدادٍ مُرتَقب, فأستزيحَ بهِ من وَجدِي ماعَلِقَ من هراءِ ضّيفٍ لزجٍ غضب.
أمتثلَ الأولادُ لرجائي ودخلتُ هُنيهةً بِرَغَب, في صمتٍ بهيجٍ, "واهٍ واه .. بالصمتِ وحده كلُّ فؤادٍ يُستَطَب", وفجأةً وإذ..
بصَرِ ريحٍ عاصفٍ أفزَعَني عندَ البابِ قد وَقَب!
كانَ العصفُ عصفَ"زوجي"المَصون ذي النسبِ, صَرَّحَتْ بعنفوانٍ مُصطنعٍ وشبهِ عَتَب :
- قد سَمِعتُ -يابعلي- قَهقَهاتِكَ وضيفِكَ وعَلِمتُ السبب, فلِمَ أفشَيتَ -يابعدي- سِرَّ هجومِ أولادِنا على أطباقِ التين والعنبِ؟ وقد تعلَمُ أنَّ أبناءنا هُمُ البهاءُ للأدبِ وهُمُ السناءُ للحسبِ؟
تَبَسَّمتُ وتَمتَمتُ : ( أبناءُ رابعة العدويةِ همُ أو أدنى من ذلك برمشٍ أو هدب!), لكنّي ما تَلَعثَمتُ في ردِّ حازمٍ وَجَب, فأنا الليث في العرينِ وماهي إلّا لبوةٍ ثرثارٍ بشَغَب:
- ويحَكِ يا إمرأة! ياعارضاً ممطراً من قِطَعٍةٍ من تنطعٍ وتكلّفٍ وزيفٍ صَبب! وياويحي أنا, وقد خَرَجتُ من هراءٍ أهوجٍ من ضيفٍ نَطَّ وذَهَب, فَعَرَجتُ في مراءٍ أعوجٍ من زّيفٍ حَطَّ وَوَثَب؟
أوَما عَلمتِ -يانجمةَ صبحي الحنون- أنّ هجومَهم ما كانَ يوماً نزاعٌ لأجلِ حبّاتِ عنبٍ في عنقودٍ, بل هو صراعٌ أزليٌّ لإثباتِ شقاوةٍ و وجودٍ, صراعٌ ماسَلِمَ ولن يسلمَ منهُ والدٌ ولا مولودٌ, ولا حتى ضيفُنا اللزجُ ولو زَقَّ أولادَهُ كلَّ نُصحٍ بجهود, ماسَلمَ منهُ مَن نعرفُ ومَن لانعرفُ في كلِّ أفقٍ ممدود. كُلٌّ مُتَقَهقِرٌ- يا هَجمةَ ظهرِي المصون- أمامَ صبيَتِهِ فلا ينفعُ لوماً ولا يدفعُ صُمود, (كذلكَ ومن يقرأُ سطوري هذه أراهُ الآنَ يعضُّ شفتهِ مُتَبَسِّماً, و مؤيّداً لي ومُحمَرَّ الخدودِ), ذاكَ أنَّ الصبيةَ - يارَجمةَ عصري المكنون-في طَورِ نشأتِهم هم أقربُ منهم للقرود, يَقصفونَ شذراً لاتُقيّدُهم حدودٌ, ويَقذفون مذراً لاتُحيّدُهم قيود, يُدَمِّرونَ كلَّ هدفٍ أمامَ أنظارِهم وحُشود: أجهزةً, دُمىً, ملبساً, نساتلَ, وحتى بِطيخاً أحمرَ غيرِ مُحصنٍ بحراسةٍ وجنود, جاثماً خلفَ كيس الخبزِ في ( الثلاجةِ) مرصود. هي فيهمُ فطرةٌ ورغبةٌ جامحةٌ كَرَغبَتي أنا في طلاقٍ منكِ مؤبدٍ غير مردود, فَأفِرُّ الى القفارِ آملاً هنالكا في نقاهةٍ و ركود, من حُرقةٍ وغُمَّةٍ قضيتُها معكِ في حالكِ تيهٍ وجمود, أو رغبةٍ دونَ ذلكَ مكنونة في الخافق منذ عقود:
" أن أقَصِفَ بيديَّ إخوان القردة يهود" .
خُذي عنّي ياعجمةَ الليلٍ المجنون :
[لو أنّ طفلاً مَلَكَ الأرضِ وما عليها, ما كانَ لِيَجنَحَ لِسَلَمٍ مع الأطباقِ ويَذَرَ هجومَ الأسودِ].
مَدِّدُوا أمدَ الصمتِ يا أبناء العَدويّة الورود, فأجعلُوهُ شهراً وتوقعوا مزيداً من مدود, فإنَّ هراءَ ضّيفٍ لزجٍ لَدودٍ , أهونُ وأخفُ وِطئاً من مِراءِ زوجٍ كَنود.
بغداد



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( أنينُ الجِسرِ : وفراكُهُم بَجَّانِي )!
- همسةٌ بقلم -الفيلسوف- عنترة بن شداد
- تأملات في أمواجِ فنجانِ قهوةٍ عربيٍّ
- ( سَأُحاجِجُكِ عِندَ ذي العَرشِ أُمَّاهُ )
- *لا قُبحَ في الوُجُودِ*
- * خَرِيفُ العُمرِ*
- * رِحالُ الكَلِماتِ!!!*
- *نَواميسُ الصُدفَةِ*
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مخابراتٍ
- إي وَرَبِّي : إِنَّ الأَرضَ بِتِتكَلِّم عَرَبيّ
- -لحظةَ أنْ سَبَّحَ البُلبلُ وسَبَحَ في صحنِ الوَطن-:
- (أيُّ الفَريقينِ لهُ حقٌّ أن بِضِحكاتِهِ يَزأر)؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - *ضيفي اللزِج*