أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد الغفار محمد سعيد - سيناريو العبث أو السياسة السودانية ومجافاة المنطق














المزيد.....


سيناريو العبث أو السياسة السودانية ومجافاة المنطق


عبد الغفار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


صراع الاسلامويين على السلطه

ماذا يجرى فى غرف المؤتمر الوطنى المغلقه؟
مايتثرب الان ينذر بتغيرات دراماتيكيه، رفض البشير المعلن وتحديه للامم المتحده مشهرا انه سيقود مقاومة قواتها فى حال دخولها لدارفور ، دون عرض قراره على مجلس الوزراء وفق الدستور الذى يشترط موافقه النائب الاول للرئيس فى مثل هذه الاحوال ، بالتالى تجاهل الرئيس وهو يمتطى وهم أستعادة ماضى الانقاذ موقف ورأى الحركة الشعبيه شريكته فى الحكم ، خلافا لنائبه على عثمان الذى اتفق فى بروكسل مع زوليك وألفا كوناري وسولانا على دور الامم المتحده فى دارفور، ثم سفر على عثمان الى استانبول ترافقه كل اسرته وتثرب انباء عن خلاف حاد بين الرجلين، وظهور مجموعة البشير تهلل له عبر اجهزة الاعلام المختلفه خاصة مجموعة منبر السلام العادل ، كل هذا يشير الى خلاف داخلى حاد فى المؤتمر الوطنى الحاكم.
يبدوا ان المرحلة الانتقالية الراهنة من عمر التنظيم الاسلاموى تحتاج لكبش فداء آخر من التنظيم شرطا للعبور الى مرحلة جديدة توافق مطالب المجتمع الدولى عموما والولايات المتحده على وجه الخصوص، هذا من ناحيه ومن ناحيه أخرى فشل قيادات التنظيم الاسلاموى فى الوصل لصفقه مع المجتمع الدولى يتم بموجبها منحهم الضمانات بعدم المحاكمة وفق لاهاى، هذا يفسر تشنج رئيس الدولة عمر البشير و رئيس جهاز الامن السودانى صلاح قوش وتورطه فى بيعة الموت ، بعد رحلاته الماكوكيه فى سيره التعاون المحمومه مع جهاز المخابرات الامريكى.
من المحتمل ان يكون الرئيس البشير قد ابتلع طعم اعد فى مطبخ تنظيمه الاسلاموى نفسه ، وبناء" على قراءة سريعة لمنهج التنظيم الاسلاموى فى طرق تملصه من مواقفه السابقه عن طريق التخلص من بعض رموزه، ذلك فى سبيل الحفاظ على وجوده وعلى مصالحه ومصالح قادته الماديه، نستطيع ان نتكهن بان البشير ربما يكون قد سقط فى فخ مجموعة على عثمان بسهولة، ولانستبعد هنا ان يكون بعضهم ضمن الذين حفذوه على الوقوف فى وجه الارادة الدوليه.
وخلافا لتوقعات نهاية تسعينات القرن الماضى والتى اتت فى سياق الضغوطات الامريكيه على النظام والتى ادت بالنظام للتعاون الامنى الكامل مع المخابرات الامريكيه وتسليمه لها ملفات الاسلاميين غير السودانيين الذين اقاموا لفتره فى السودان ، بان يكون على عثمان هو من سيقصى من السلطة بعد الترابى نسبة لتاريخه الدامى من حيث اشرافه على جهاز امن الجبهة القومية حتى قبل الانقلاب، ولان اجهزة أمن التنظيم الاسلاموى قد غرقت حتى النخاع فى الدم السودانى وباشرت ابشع الممارسات ضد المعارضين السياسيين، هذا بالاضافة لانه كان الرجل الثانى فى الجبهة القوميه الاسلاميه قبل وبعد الانقلاب ، وبما ان المجتمع الدولى له تحفظات كثيره تجاه هذا التنظيم الاسلاموى، لذلك كانت توقعات نهاية التسعينات ترشح اقصاء السيد على عثمان.
يبدوا ان السيد على عثمان يتمتع بقدر من المكر السياسى، الامر الذى جعله يدرك انه وتنظيمه غير قادرين على مخالفه المجتمع الدولى، هذا طبعا بعد ان اوصلوا البلاد الى حافة الهاويه، ذلك الادراك جعله يمسك بنفسه ملف السلام ويعرف اتجاهات الرياح ويخضع للاراده الدوليه، الامر الذى رفع اسهمه دوليا عموما وامريكيا على وجه الخصوص ونظرا الى ان الاطراف الدوليه تبحث عن من سيحافظ على مصالحها الاقتصاديه، ولايوجد فى السودان انسب من التنظيم الاسلاموى الخاضع، خاصة والمجتمع الدولى سيلوح له بكثير من الملفات والتى ستحفظ كى تكون اوراق ضغط عليه .
وبما ان المجتمع الدولى ماذال يدرك بان هناك الكثير من المتطرفين الذين يتمنون رجوع الانقاذ لعهدها الاول ولمشروعها الحضارى الغابر، لذك فانه يحتاج لاثبات عملى بان المؤتمر الوطنى يريد التخلص من عضويته المتطرفه ونهجه السابق، ولقد وفر الرئيس البشير بتهوره وسذاجته السياسية المناخ المناسب واصبحت الفرصة الان مواتيه لمجموعة على عثمان لتنفيذ عملية اخرى يخرج فيها البشير ومن معه من معادله السلطه ويستمر التنظيم ويحافظ على وجوده ومصالحه باٍسمه الحالى او بٍاسم اخر جديد لايهم المهم ان المصالح فى السلطه والثروه ستصان.
لكن كيف سيقوم على عثمان بذلك والجيش يدين بالولاء للبشير، هل يستطيع البشير التراجع عن موقفه المعلن وعن بيعة الموت التى عقدها له انصاره المتطرفين ويجد مخرجا لقبول القوات الدوليه هل سيحصل النائب الثانى للرئيس على عثمان على ضمانات خارجيه فى حال انقلابه على البشير ،ماذا سيكون موقف الحركه الشعبيه من كل ذلك ، ماهو موقف ودور الجماهير من هذا السناريو المحتمل فى ظل غياب معارضه فاعله ؟؟؟؟
منذ الان وحتى حدوث امر جديد سنشهد تراجع مضطرد فى المكتسبات القليله التى حققها الشعب فى اتجاه التحول الديمقراطى ، وفى ظل الخلافات والضعف الواضح فى اداء الحركه الشعبيه سنرى مجموعة البشير تسير بمعزل عن شركائهم فى السلطه تجاه الانفراد بها مستفلين ضعف الحركة الشعبيه، سيسعى جهاز الامن لتكبيل الحريات ونشهد المزيد من حالات التعزيب، و ستقمع الصحف ، وستدهور الاوضاع فى دارفور.



#عبد_الغفار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد الغفار محمد سعيد - سيناريو العبث أو السياسة السودانية ومجافاة المنطق