أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام عقيل - الدولة، والثورة، والأزمة [مقتطفات] لوي آلتوسير














المزيد.....

الدولة، والثورة، والأزمة [مقتطفات] لوي آلتوسير


هشام عقيل
كاتب

(Hisham Aqeel)


الحوار المتمدن-العدد: 6687 - 2020 / 9 / 25 - 18:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ترجمة وإعداد: هشام عقيل

[ هذا النص هو مقتطف من الحوار التلفزيوني الذي أجراه الصحفي والمحاضر ريناتو باراسكاندولو مع لوي آلتوسير في روما في أبريل 1980؛ أذيع هذا الحوار في التلفزيون الإذاعي الإيطالي في فقرة (الموسوعة الإعلامية للعلوم الفلسفية).]

* ما هي الظروف التاريخية المستلزمة لظهور عملية ثورية في الغرب اليوم؟

– إنها مسألة معقدة جداً وتتجاوز نطاق بحثنا؛ إنها معقدة جداً. على سبيل المثال، لنأخذ الوضع الإيطالي المسدود، كما هو الحال في فرنسا؛ رغم أنني أعتقد أنه مسدود في إيطاليا أكثر مما هو في فرنسا، لكن يبقى هذا مجرد رأي. وفرّ لينين الظروف العامة: حقيقة أن الذين يحكمون غير قادرين على الحكم هي صحيحة دائماً، وأن هؤلاء الذين في الأسفل لا يمكنهم الإستمرار في أن يبقوا محكومين هكذا؛ هذا هو ظرف واحد، لكنه لم يوجد بعد. صحيح أن الذين يحكمون غير قادرين على الحكم، لكن المحكومين – العمال، والفلاحين، والمثقفين، إلخ- لا يزالون قادرين على دعم وتأييد النظام القائم؛ أنهم لا يزالون يؤيدونه. يكفي أن نقول حين يرفض المحكومون نظام ما ستنشب الثورة.

*أنت تقول، إذن، إن الثورة الاشتراكية ستحدث فقط بفضل أزمات أنماط إعادة الإنتاج الرأسمالية؟

– أنماط إعادة الإنتاج الرأسمالية هي دائماً في أزمة؛ هذا هو تعريف ماركس للرأسمالية، أيّ الرأسمالية هي دائماً في أزمة، أو بكلمات أخرى: الأزمات هي أمر طبيعي بالنسبة للرأسمالية.

* أنت أيضاً قلت إن الأجهزة الأيديولوجية للدولة هي أبنية مهمة جداً لسيطرة طبقة معينة.

-نعم. لكنني أؤكد على “الدولة” وهذه هي المشكلة، لأن الكل أعتاد على أن يقول “الأجهزة الأيديولوجية“ وحسب. أنا لم أكن على علم بأن غرامشي إستخدم مصطلح “أجهزة الهيمنة”؛ لا يتغير أي شيء هنا، حيث تختفي فيه “الدولة” في كل الأحوال. أنا أصرّ على الإبقاء على “الدولة” لأنها أهم ما في المسألة: هذه الأجهزة الأيديولوجية هي عائدة للدولة. بلا شك، هذا الأمر أيضاً يعتمد على التعريف الذي تعطيه أنت للدولة؛ عليك أن تعطي تعريفاً آخر للدولة، فضلاً عن التعريف الكلاسيكي الذي قدّمه ماركس. نعم فهم ماركس بأن الدولة هي أداة للطبقة المسيطرة، وهذا أمر صحيح، لكنه لم يفهم أي شيء فيما يخص عمل الدولة، أو دعنا نقول فيما يخص مساحة الدولة.

*على سبيل المثال، تحدث غرامشي عن الصحف أيضاً؛ مؤكداً بأنه لا يهم كثيراً إذا كانت عامة أو خاصة. الصحف في كل الأحوال هي أجهزة هيمنة.

– نعم أتفق تماماً.

* الآن أجهزة إعادة الإنتاج هي ليست محصورة بوسائل الإتصال الجماهيري، مثل الأحزاب، والنقابات، والعائلة. فعلى سبيل المثال، المصانع أيضاً تولد أجهزة معينة لإعادة الإنتاج (على سبيل المثال: الهرمية، والمهنية، إلخ).

– صحيح بلا شك؛ أنا لم أتحدث عن هذا الأمر لكنه صحيح.

* أنت معروف، فوق كل شيء آخر، بإبتكار مفهوم جديد: “التحديد المضاعف”. أيمكنك تفسير هذا المفهوم؟

– لقد طورتُ هذا المفهوم عبر فرويد، وإستخدمته في الحقل النظري الذي ليس له أية علاقة بفرويد. في الوقت الحاضر، لا يمكنك أن تؤسس أية علاقة ما بين فكر ماركس وفرويد، بإستثناء علاقة تتعلق بالفلسفة، أيّ التجانس الفلسفي- المادية إلخ. إستخدمتُ هذا المفهوم لأتحدث عن أشياء متعددة في واقع المجتمع والأحداث التاريخية. هذا المفهوم لا يفهم دائماً كـ “تحديد”، بل أيضاً كـ “تحديد مضاعف” أو “تحديد ناقص”. هذا التحديد ليس بسيطاً، بل يجب أن يفهم بشروط التعدد؛ في هذا المتعدد، هناك تعدد أكثر أو أقل من “التحديد” الذي تفكره، أو الذي تعتقد أنك تفكره، أو الذي تعتقد أنك توصلت إليه عبر بحثك.

*أيمكنك أن تمدّنا بمثال ما؟

– قضية ستالين على سبيل المثال؛ إنها قضية “مضاعفة في تحديدها”. التفسير الذي قدّمه خروتشوف هو أن ستالين كان ببساطة مجنوناً، أنه مجرد أصبح مجنوناً؛ هذا هو تفسير “تحديدي”. لكن هذا التفسير ليس كافياً؛ ليس كافياً لفهم شخصية وعالم ستالين، ولفهم هذا الأمر يستلزم وجود “تحديدات” أخرى – “تحديد مضاعف” و”تحديد ناقص” – لأنك حين تؤمن بأنك قد فهمت أركان “التحديد”، فأنت لا تعرف أين أنت في هذا الواقع، أيّ أمام هذا الواقع؛ فإنك قد تكون متجاوزاً للواقع أو تحته؛ عليك أن تصعد إلى الأعلى أو إلى الأسفل.

* أيعني “فوق-الواقع” أنك متقدماً بالنسبة إلى الواقع؟

– إنه يعني أنك، بشكل عام، متأخراً في هذا الواقع؛ من الممكن أن يحصل في حالات معينة بأن يكون، على سبيل المثال، الشعراء، والموسيقون، والفلاسفة الطوباويون متقدمين على الواقع. في هذه اللحظة بالتحديد، على هذا السطح، نحن متأخرون أمام هذا الواقع؛ بلا شك، لأننا لا ندرك الواقع، نحن مجرد نحاول إدراكه.

* أنحن متحددون بشكل ناقص إذن؟

– نعم.

* قال إرنست بلوخ بإن قدر الإنسان هو أن يكون دائماً خارج الزمن؛ أن يعيش دائماً قبل تاريخه أو يعيش تاريخه عبر التفكير كما كان يفكر قبل عشرين سنة، أو قبل قرن.

– هذا صحيح؛ الإنسان هو دائماً متأخر. هذا صحيح لكن بلوخ لم يساعد على أي شيء، إنه كان يتحدث عن الآخرين لا عن نفسه.



#هشام_عقيل (هاشتاغ)       Hisham_Aqeel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية: علم أم فلسفة؟ [مقتطفات من كتاب تقديم الفلسفة للا- ...
- شبح مهدي عامل في شوارع بيروت
- العمالة الوافدة في أزمة كورونا
- واحة الفكر – اشتراكية الأعمال الخيرية: مقتطفات من كتاب (حول ...
- العودة إلى هيغل؟
- من يخشى النقد؟
- الماركسية والفلسفة: حوار مع لوي آلتوسير


المزيد.....




- -يحابي الأثرياء-.. بايدن يسارع بالهجوم على -نائب ترامب-
- من اليمين واليسار.. كيف انتشرت الشائعات عن محاولة اغتيال ترا ...
- القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية: إشادة بالطالبة المتف ...
- -صدمة اليسار-.. هل تحتاج أوروبا إلى مراجعات أيديولوجية؟
- شبيبة النهج الديمقراطي العمالي تدين السلوك الأرعن لعميد كلية ...
- بيان احتجاجي: المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان ...
- «انقطاع الكهرباء».. بين تخفيف الأحمال وبيزنس الطاقة المتجددة ...
- كرم الأغنياء وإيثار الفقراء.. تنافس قبلي في موريتانيا لدعم ا ...
- «أمن الدولة» تقرر حبس 70 شخصًا على خلفية دعوات «ثورة الكرامة ...
- لماذا يلقي الديمقراطيان ساندرز وكورتيز طوق نجاة لبايدن؟


المزيد.....

- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام عقيل - الدولة، والثورة، والأزمة [مقتطفات] لوي آلتوسير