أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ















المزيد.....

نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6687 - 2020 / 9 / 25 - 16:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بالتّعاون بين دار طباق للنّشر والتّوزيع في رام الله، وبين "البيت القديم متحف د.أديب القاسم حسين في الرّامة الجليليّة" صدر قبل أسابيع قليلة كتاب "الرّامة... رواية لم تُروَ بعد-1870-1970. تأليف د.أديب القاسم حسين، ونسب أديب حسين. يقع الكتاب في 640 صفحة من الحجم الكبير.
من يقرأ هذا الكتاب الموسوعيّ سيقف حائرا عن كيفيّة اشتراك المؤلّفين الدّكتور أديب القاسم حسين المتوفّى عام 1993م، وبين ابنته نسب التي لم تكمل عامها السّادس عندما توفّي. وكيف صدر هذا الكتاب في الرّبع الأخير من العام 2020، أي بعد وفاته بحوالي سبعة وعشرين عاما.
وهذا يستدعي منّا تعريف الباحثين قبل القرّاء العاديّين بالأديبة الشّابّة نسب أديب حسين.
عرفتُ الأديبة نسب أديب حسين في العام 2008 عندما جاءت لحضور أمسية ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة الأسبوعيّة الدّوريّة في المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ في القدس، وكانت قد التحقت بالجامعة العبريّة في القدس لدراسة الصّيدلة، وواظبت بعد ذلك على حضور النّدوة والمشاركة بنشاط لافت في فعاليّاتها. ولفتت انتباهي وانتباه غيري من روّاد النّدوة بتميّزها وتميّزها ثقافة وأخلاقا كفتاة في بدايات شبابها، وكشخصيّة قياديّة ثقافتها أكبر من عمرها بكثير.
وعرفت أنّه قد صدر لها رواية وهي طالبة في المرحلة الثّانويّة. فواصلت قراءاتها النّقديّة للكتب الأدبيّة التي تطرحها النّدوة للنّقاش، وللمسرحيّات التي كانت تعرض على خشبة المسرح. إضافة لكتابتها للقصص القصيرة التي كانت تشي بنفس روائيّ بائن.
ونسب ذات الطّموح الكبير واصلت دراستها علوم الصّيدلة بتفوّق، لم تكتف بالنّشاط الأسبوعيّ الثّقافي لندوة اليوم السّابع، فاشتركت مع زميلتها الشّابّة مروة السيوري في العام 2011 بتأسيس ملتقى"دواة على السّور" وهي نشاط ثقافيّ شهريّ جمعتا فيه أصحاب المواهب الشّابّة. وفي الوقت نفسه التحقت بجامعة القدس الفلسطينيّة، وحصلت في العام 2017 على الماجستير في الدّراسات المقدسيّة، وفي هذه الفترة صدر لها أربع مجموعات قصصيّة.
وفي العام 2015 حصلت على جائزة دولة فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانيّة عن المبدعين الشّباب، كما حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة نجاتي صدقي للقصّة القصيرة التي تشرف عليها وزارة الثّقافة الفلسطينيّة.
وبما أنّ نسب مبدعة وخلاقة فقد أسّست في العام 2006 متحفا تراثيّا في جزء من بيت العائلة الموروث أبا عن جدّ، ليحمل اسم أبيها الرّاحل د. أديب القاسم حسين.
وفي شهر أيلول-سبتمبر- 2020 صدر لها كتابان أوّلها " الرّامة -رواية لم تُروَ" وثانيهما هو" المتاحف والصّراع الفلسطينيّ على هوية القدس الثّقافيّة المعاصرة" وهو دراسة بحثيّة صدرت عن وزارة الثّقافة الفلسطينيّة.
وأنا هنا أرى أهمّيّة وضرورة لكتابة هذه العجالة للتّعريف على الكاتبة، قبل قراءة بحثيها المتميّزين آنفي الذّكر.
وفي الواقع أنّني شخصيّا لم أتفاجأ بصدور بحثي أديبتنا نسب أديب حسين، حيث أنّني أزعم بمعرفتي للكاتبة عن قرب، وبمعرفتي لقدراتها ومبادراتها الثّقافيّة اللامحدودة.
وما لفت انتباهي وأثار دهشتي وإعجابي هو العمل البحثيّ الذي قامت به نسب، هذه الفتاة الشّابّة التي تفوّقت في هذا المجال على نفسها وعلى من سبقوها، وعلى لاحقيها، فهي لم تترك للاحقين ما سيكتبونه عن "الرّامة" في الفترة التي طرقتها، فأن تقوم شابّة بهذا العمر وقد بدأت بحثها وهي في العشرينات من عمرها بالكتابة عن مراحل سابقة وعن أخرى معاصرة، فهذا أمر مثير للإنتباه، وهذا يذكّرني بالكاتبة التي كانت تقول وهي في بداية العشرينات من عمرها:" في أيّام زمان كنّا.....................!" وهذا ممّا كان يدفعني إلى الضّحك إعجابا وتساؤلا، فعن أيّ زمن ماض تتحدّث هذه الفتاة وهي لا تزال في نهايات مرحلة الطّفولة؟ وأنا الآن أتساءل حول إذا ما كانت تلك "الطّفلة" تختزن في ذاكرتها ما أتحفتنا به هذه الأيّام وهي في عزّ شبابها؟ أو هل كانت مشغولة بذلك وهي في تلك المرحلة العمريّة؟
لكنّ هذا لا ينفي دهشتي من كتابها البحثيّ عن بلدتها الرّامة، فقد فاق توقّعاتي، حيث وجدت نفسي أمام بحث موسوعيّ عن بلدة فلسطينيّة تقع على جبل حيدر، في الجليل الفلسطينيّ، وعلى امتداد سلسلة جبل الجرمق الفسطينيّ المحاذي للحدود الفلسطينيّة اللبنانيّة. هذا العمل الموسوعيّ غير المسبوق اعتمد على البحث المضني عن وثائق يملكها أفراد أو مؤسّسات، وعلى الرّواية الشّفويّة المتوارثة. ومع إصراري على أنّ أديبتنا الباحثة خلّاقة، إلا أنّني أعتقد أنّ من حرّضها على هذا البحث المضني الذي أخذ من وقتها أكثر من ثلاث سنوات، إلّا أنّ بحثها بأوراق المرحوم أبيها هو الذي دفعها لمواصلة ما ابتدأه هذه الأب الذي عاجله الموت قبل أن ينهي أبحاثه عن بلدته الرّامة. وبما أنّ نسب ابنة بارّة بوالديها، وعانت هي وشقيقتها جنان من اليّتم بوفاة والديهما، إلا أنّ هذا يؤكّد أيضا على العناية الفائقة التي أولته لهما والدتهما الرّائعة التي نتمنى لها الصّحّة والعمر المديد. وكان بإمكان نسب أن تبني على أوراق والدها، وهذا ما فعلته حقّا، إلا أنّها من باب الأمانة العلميّة، ومن باب برّ الوالدين والصّدق مع الذّات لم تنس فضل المرحوم والدها، فذكرت اسمه كمؤلّف شريك لها قبل اسمها، تماما مثلما أسّست متحفا تراثيّا يحمل اسمه.
وهذا ليس غريبا على نسب شديدة الفخر بوالدها، فقد ولدت في بيت علم وأدب، فعمّها شقيق والدها هو الدّكتور نبيه القاسم، وابن عمّ والدها هو الشّاعر العروبيّ الكبير الرّاحل سميح القاسم.
قرأت بحث أديبتنا نسب من الغلاف إلى الغلاف، وعدت إلى بعض صفحاته أكثر من مرّة، ووجدت نفسي أمام عمل موسوعيّ تصعب الكتابة عنه بمقالة أو أكثر، فكلّ باب منه يحتاج إلى دراسات. ففي الكتاب البحثيّ تأريخ لمرحلة سياسيّة ولحروب، ولعائلات ولشخصيّات من بلدة الرّامة، وعن الوضع الثّقافيّ والتّعليميّ والصّحّيّ، وعن دور العبادة والأعياد والتآخي بين أتباع الدّيانات المختلفة، وفيه تسجيل لملكيّات أراض وما صاحب ذلك من نزاعات وخصومات وفزعات وتحالفات عائليّة. وفيه مرور وتوضيح عن الطّائفة المعروفيّة "الدّروز"، وكيف قامت سلطات الاحتلال بمحاولة خلق ما يسمّى "القوميّة الدّرزيّة" في محاولة منها لسلخ الدّروز عن قوميّتهم العربيّة! وهناك تسجيل لعادات وتقاليد وحكايات وأغان شعبيّة وغير ذلك.
في البحث الذي نحن بصدده هناك تسجيل لمراحل وأحداث في زمن الإنتداب البريطانيّ، وذِكرٌ لأسماء الشّهداء والأسرى من أبناء الرّامة الذين شاركوا في مقاومة المستعمرين البريطانيّين، ولمن شاركوا في المقاومة في مرحلة نكبة الشّعب الفلسطينيّ الأولى في العام 1948. وكيف تشتّت عائلات بين من تشرّدوا في الدّول المجاورة خصوصا في لبنان وسوريّا ومن بقوا في البلدة.
هذه لمحات وإشارات سريعة مضمون الكتاب الموسوعيّ الذي يشكّل إضافة نوعيّة للمكتبة الفلسطينيّة والعربيّة، وهذا لا يغني طبعا عن قراءته، وهذه دعوة للمختصّين وأخصّ المؤرّخين والمهتمّين بالتّراث كي يولوا هذا الكتاب ما يستحقّه من عناية ودراسة.
25-9-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- اسرائيل لم تخترق جدرانا
- بدون مؤاخذة-تصريحات فريدمان ليست عفوية
- بدون مؤاخذة-تعبئة عربية لتكريس الاحتلال
- بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها
- بدون مؤاخذة-محمية البحرين والمتصهينون العرب
- بدون مؤاخذة-الدعارة السياسية
- رسائل الأسير حسام شاهين إلى قمر
- أنا اسمي رفيف قصّة عن ذوي الاحتياجات الخاصّة
- بدون مؤاخذة- قانون القوّة
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا
- بدون مؤاخذة-المقاطعة الثقافية عربيا
- بدون مؤاخذة-بداية النهاية للإمارات
- بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ