أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - سيدة الأرض تعلن أن (العزم ما غاب)














المزيد.....

سيدة الأرض تعلن أن (العزم ما غاب)


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 6686 - 2020 / 9 / 24 - 18:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب أحمد بشير العيلة
أن تؤمن بقضية؛ فأنت صاحب رسالة، وإن وصل الإيمانُ إلى الحب فأنت قد منحت الرسالةَ أجنحةً ومكّنتها من تجاوز المكان، أما إن غنيتها وغيت لها فأنتَ قد منحت الرسالة فضاءً أوسع لتحلق وتؤثر، كيف لا.. وفي الموسيقى سحر الانسكاب في الروح، وقدرة على إنبات المزيد من الجذور في تربة الوجود حيث يكون لتلك القضية أصلٌ ثابت وفرعٌ باسق.
هذا تمامًا ما أكدته الفنانة المغربية سلوى الشودري في عملها الجديد المعنون بـ (يما العزِمْ ما غاب) من إنتاج مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية، وهي تتغنى بالوجع الفلسطيني المغموس بوجع الأمة كلها شامها ويمنها وعراقها ولبنانها وليبياها، هي تحكي بكل هذا الغناء أن جرح فلسطين لم يعد منفرداً بربابةٍ باكية في ركن الأمة، بل صار هذا الجرح سيمفونية متكاملة من الآلام في الجسد والروح، الأمة العربية كلها تنزف اليوم، ومن لنا غير الغناء كاشفاً زوايانا المعتمة.
لقد نجحت مؤسسة (سيدة الأرض الفلسطينية) في أن تجعل من الفن رسالة صادقة، بل وسلاح دائم التأثير، لا تتوقف إطلاقاته، فالقائمون على رأس هذه المؤسسة الفلسطينية التي تعمل من وسط فلسطين، من خيرة أبنائها الواعين بإدارة الصراع وخاصة من الناحية الثقافية، فصراعنا مع العدو الصهيوني صراع وجود، وصراع الوجود هذا؛ ليس وجودنا المادي أجساداً وتراباً، بل الوجود الإنساني بكامل طيفه، الوجود المرتكز على القيم والأصالة المتجذرة في الوجدانات والمشاعر، من هنا كان الاختيار الدقيق للأعمال الثقافية والفنية التي يمكنها أن تواجه، ويمكنها أن تناضل وتقهر كل قبيح، ولعل الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين يأتي في ذروة القبح الإنساني والتاريخي، لقد أبدعت مؤسسة سيدة الأرض في التصدي لكل هذا القبح بِدءًا من اسمها وعبر كل ما تُنتِج إلى جمالٍ صلبٍ قويٍ لا يوصف، ومنها أغنية: يما العزم ما غاب.
(يما العزم ما غاب) ... أغنية دلالية بكل معنى الكلمة، فهي تعبير صادق عن المرحلة، وندرك ذلك من التقابل المبنية عليه لازمتها (الكوبليه)، بين الإصرار على بقاء العزيمية في نداءٍ موجع (يما) مقابل الزمن الخائن الذي طعن الشعب الفلسطيني في ظهره، فالقضية الفلسطينية ظهرت – للأسف - في مُناخ خيانة عربي يندى له الجبين، وهذا التقابل الفني قوّى من اللازمة وأعطاها مكانة المثل، فيمكن بعد ذيوع الأغنية أن تذهب اللازمة مَثلاً:
يما العزِمْ ما غاب
بس الزمن خاين
ومن الدلالات التي تحتملها الأغنية، أنها جمعت حُزيْن ووجعين وألميْن في حزنٍ واحد ووجعٍ واحد وألمٍ واحد، إنه الألم الفلسطيني الجامع لكل آلام الأمة، وقد عبّرت الكلمات عن هذه الدلتا الوجعية ، فالشاعر سامي مهنا فلسطينيٌ أدرى بالوجع، ويعرف من أي جرحٍ ينبع وفي أي وجدانٍ يصب:
يمّا الفجِر ما طَلْ .... والشام منكوبِه
واليمنْ عَمْ ينذَلْ ... والقدس مصلوبِه
يمّا العراق جروح ... وفي ليبيا الأحزانْ
وبيروت عم بتنوح ... يادمعتي لبنان
*
ومن الدلالات أنّ من غنى وأنشد هو صوتٌ مغربي أندلسيّ من تطوان، التي كنا في أناشيد القراءة نحفظ اسمها دلالة على أقصى المغرب العربي في أراجيز الوحدة، بلاد العرب أوطاني الذي نظم كلماته الأستاذ فخري البارودي هو نشيد عربي يتغنى بالوطنيّة القومية العربيّة ويمتدح الوحدة.
بلادُ العُربِ أوطـــــــــــــــاني مــــنَ الشّـــــــــــــامِ لبغدان
ومن نجدٍ إلى يَمَــــــــــــــــنٍ إلى مِصــــــــــــــرَ فتطوانِ
فلا حدٌّ يباعدُنا ولا ديــــــــنٌ يفرّقنا لسان الضَّـــــادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ
إن من غنى (يما العزِمْ ما غاب) هو صوتٌ نقي صافٍ واسع الطبقات وبارع العُرب، وقديرٌ على محاكاة موضوع النص، إنه صوت أستاذة الغناء (سلوى الشودري)، ولعمري إنك تحسب هذا الصوت فلسطينياً من كثرة ما عبّر لنا عن الألم الفلسطيني، كيف لا وهي التي لحّنت العمل حتى أبدعت ولوّعت.
ولكي تكتمل عناصر العمل كان ولا بد من توزيعٍ موسيقي مشحونٍ بالأوركسترالية، فالتعبير الموسيقي الوطني يحتاج كل هذا الزخم الذي برع فيه الفنان كريم السلاوي، وهو من كبار الملحنين والمطربين في المغرب، وحتى اسم الموزع الموسيقي لا خلو من دلالة الالتحام الفلسطيني المغربي، فالسلاوي من أسماء العائلات الفلسطينية الجنوبية التي تقطن مدينة خان يونس، وأيضاً هو في المغرب يطلق للعائلات المنسوبة إلى مدينة (سلا) المغربية ذات الاسم الشاعري التي تغنى فيها عديد الشعراء.
على الرغم من قلة وشح الإمكانيات، إلا أن (العزم ما غاب) وظل هذا العزم وقّاداً يفل كل الحواجز ويقهر الآلام، كيف لا هو عزمٌ وُلِد في طريق الآلام، جرجره المسيح الفلسطيني، إثباتاً لحقيقة أن الأرض لنا، نتغنى بها مشرقاً ومغرباً، فطوبى لعزمنا ، وطوبى لعشقنا، وطوبى لسيدة الأرض ولمن والاها.



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسير المرابط ماهر يونس.. أيقونة المعتقلات
- الأوروبيون لا يريدون طالبي اللجوء المسلمين
- محارق الصهيونازية.. الأسير الفلسطيني كمال أبو وعر نموذجاً
- جمعية الرعاية الإنسانية المغربية تعقد مؤتمرها السنوي الثاني
- أقدم سجين في العالم كريم يونس.. مانديلا فلسطين
- مسلسل -أم شارون- تزوير للتطبيع.. فلسطين أم الشهداء
- أن تكون عنصرياً ضدي لأنني فلسطيني
- الأقفاص البشرية.. ما بعد كورونا
- الإغراق الإعلامي.. تصنيع الكذب والتضليل
- الأدوية الذاتية.. العلاج بالضحك
- الكوروجينيا.. من الانتخاب الطبيعي إلى الانتقاء الموجه
- لماذا نحب المغرب؟
- الدبلوماسي المتمرس جمال الشوبكي السفير الفلسطيني في المملكة ...
- في الشرق المرعب
- محنة العقل العربي بين الاستبداد السياسي وسطوة التراث
- محنة اليسار العربي.. اغتراب واحتضار
- الماركسية بثوبها العربي.. ديالكتيك التفسير لا التغيير.. مادي ...
- مؤسسة سيدة الأرض تطلق كتاب ضاحية قرطاج
- اليسار حين يصبح يمينياً.. الرجعية الناعمة
- حكاية وطن.. الجزائر الفلسطينية وفلسطين الجزائرية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - سيدة الأرض تعلن أن (العزم ما غاب)