أقيلوا الوزير سالم خزاعلة

كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 04:45
المحور: كتابات ساخرة
    

آخر ما كنتُ أتوقعه ؛ أن يكون معالي سالم خزاعلة شاعراً وأديباً ..!! صحيح شكله ( إمْجَعْلَكْ ) كبقيّة الأدباء العرب ..وصحيح أنك تشعر ببعض الجنون يشعّ منه ..هذا الجنون الخاص بالشعراء وشياطينهم ..!! ولكنّ معالي ( أبو أحمد ) لم يكن بالنسبة لي أكثر من وزير ..يُبرطم كما يبرطم الوزراء ..ويستخدم أقنعة البيروقراطيّة العربيّة كبقيّة المسؤولين الكبار ..!! ولكن ..أن يكون تحت هذا الإهاب الحكومي شاعريّة بأحاسيس قرويّة عالية الفولت ..فهذا ما لم يكن بحُسباني ..!!
والمشكلة ليست هنا ..المشكلة عند الحكومة ..وبالذات عند مولانا الرئيس ..فإن كان لا يعلم أن وزيره شاعر ..فمولانا لا يعرف ( زُلْمَه ) إذَنْ ..وهذه مصيبة في الحكم ..!! وإن كان يعرف ..فهذه مجزرة أدبية يرتكبها مولانا بحق الأدب العربي ..!! فباستطاعة مولانا الرئيس أن يأتي بمن شاء وزيراً يتكلّم بالأرقام والقوانين الناظمة وغير الناظمة ..باستطاعته أن يُرسل وراء ( أبو عبده الفرّان ) ويجعل منه وزيراً للخارجيّة مثلاً ..أو أن يحوِّل ( مكشِّرْ أبو كيف ) إلى وزير داخليّة كمثال آخر وبجرّة قلم واحدة ..!! ولكنه لن يستطيع أن يحوِّل استاذ جامعة يحمل الدكتوراة في اللغة العربيّة وأسرارها إلى شاعر و أديب ..!!!
المسكين سالم خزاعلة ..صرفوا له لقب معالي ..وضحكوا عليه ..لا أحد يعلم أن هذا المعالي يبيع الوزارة ببيتين من الشعر ..!! الكل يعتقد أن الخزاعلة يتمدّد على فراش المصاري ..ويشخور قرارات ناس كبار ..ويحلم كيف ينقضّ على منصب رئيس الوزراء ..ويفرك عينيه عندما يصحو على الخدم والحشم ..!! لا أحد يعلم بأن الرجل مضحوك عليه بإمتياز ..وأن الأردن خسر أديباً يحمل القريّة وكهرباءها التي ما جاءت إلى قريته إلاّ سنة الخمسة وثمانين ..وأن أوّل لقاء بينه وبين الكهرباء كان في أوّل زيارة له لعمّان ؛ عندما جاءها طالباً جامعيّاً في بداية الثمانينات..!!
لذا ..فإنني أضع مولانا الرئيس أما مسؤوليّاته التاريخيّة ..وأن يقوم على الفور ..بإقالة سالم خزاعلة من الوزارة في التوّ واللحظة ..وأن يُفهِّمْ سالم بأن لا وزارة له بعد اليوم ؛ لا اليوم ولا بُكرة..!! وأن يحجزوا له مقعداً دائماً في أي قهوة شعبيّة ؛ مدفوعة الطلبات سلفاً ..وأن يصرف له كميّة كبيرة من الورق إللي يحبه قلبك ..ومجموعة لا بأس بها من الأقلام المفطوعة وغير المفطوعة ..وأن يتم استبدال راتبه التقاعدي بدل المصاري يعطوه كتب لأنه الزلمة خرّيم قْراية..والزلمة كمان لا يشرب لا قهوة ولا شاي ولا دخان لا ميركوري أحمر ولا أصفر ..بس شرّيب ميّة صحة درجة أولى ..فخلّوا الميّة عليه طَسْ..!!
مولانا الرئيس : تستطيع أن تصنع وزيراً متى شئت ..ولكنك لن تستطيع تعويض مبدع واحد يضيع في زحمة الوطن المهموم دائماً بلعنة عدم الالتفات ...!!

#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات