محمد خدام عبد الكريم
كاتب
(Mohamed Khadam Abdalkareim)
الحوار المتمدن-العدد: 6686 - 2020 / 9 / 24 - 04:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أوراق السلام.. قراءة تاريخية (25)
مذكرة ناكوروا يوليو 2003م
ما زالت الجهود الأفريقية تسير على قدم وساق من أجل تحقيق السلام في السودان وإيقاف ويلات ومرارات الحرب، ففي 6 يوليو عام 2003م قدم وسطاء دول منظمة الإيقاد وثيقة إتفاق شامل إلى طرفي الحرب خلال مفاوضات تُعقد بمدينة ناكوروا الكينية، لكن حكومة الإنقاذ رفضت مقترحات الإيقاد واعتبرتها غير منصفة وتهدم ما بنته المفاوضات السابقة، وقبلت بها الحركة الشعبية واعتبرتها خطوة مهمة نحو تحقيق السلام.
تضمن مقترحات ناكوروا ما يلي:
- إعطاء صلاحيات واسعة لنائب الرئيس الذي يتم اختياره من الحركة الشعبية.
- قيام جيشين أحدهما تابع لشمال السودان والاخر إلى الجنوب.
- اقتطاع أجزاء من العاصمة الخرطوم تستثنى من تطبيق الشريعة الإسلامية.
واضح من هذه المقترحات نية مذكرة ناكوروا المبكرة ورغبتها الأكيدة في الإنفصال مقابل السلام، وإلا ماذا يعني وجود جيشين في دولة واحدة كل منهما يحتفظ بقوته وجنوده وسلاحه، كما أن تمتع النائب الجنوبي بالصلاحيات الواسعة فيه إشارة خفية إلى ما ذهبنا إليه من أن دول الإيقاد كان في بالها الإنفصال وهي تتقدم بمقترحاتها إلى طرفي النزاع المسلح في السودان.
دائما هذه هي النتيجة عندما يأتي الحل من الخارج، لأنه لا يعبر عن تطلعات أصحاب المصلحة في السلام، وإنما يحقق أهداف الغير في تفتيت وتمزيق بلادنا، وهذا ما حصل في إتفاقية السلام الشامل بين الإنقاذ والحركة الشعبية في عام 2005م فقد قرر الجميع في هذه الإتفاقية الملعونة فصل الجنوب ، وبالتالي دفع الشعب السوداني فاتورة الإنفصال وربما يدفعها في جزء آخر من بلادنا في المستقبل.
#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)
Mohamed_Khadam_Abdalkareim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟