محمد جبار فهد
الحوار المتمدن-العدد: 6686 - 2020 / 9 / 24 - 00:10
المحور:
الادب والفن
كنت أمام حديقتنا في بيتنا القديم وأبي يقف بجواري..
أمسكُ في يدي عصفورٍ.. أشعرُ بالحنان وبالدفئ تجاه هذا الكائن الرّمادي الهادئ ذو القلب الصغير، ويشعرُ هو بحرارة كف يدي تحرقه..
يشعرُ بأنّه أسير وحشٍ ويريد أن يتحرّر..
فربت أبي على كتفي وقال؛ ”حرّره يا بُني، فما ترغب به يرغب به الآخرون، وإن كنت تختلف يا حبيبي، وإن كنت تختلف“..
فأدمعت عيني، وأنا أنظرُ تارةً إلى العصفور المسكين وتارةً إلى بؤبؤ أبي النبي، وقلت له؛ ”أبتي هذا الذي أحملهُ في يدي ليس عُصفوراً، بل هو أنت، فكيف تُريدني أن أطلقُكَ إلى زنزانة الهواء حُرّاً؟؟“..
فتفرّس في وجهي مهمهماً بعد أن أوقد سيچارته من نوع (أڤيار) وراح ينثر حكمته؛ ”بُني، هذا الذي تراه ما هو بعصفورٍ وما هو بأنا.. إنّه هو أنت.. إنّه هو أنت“...
صَمتَ أبي.. صَمتُ أنا.. ومات في يدي العُصفُور..
#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟