حسن الشنون ... ابي ايها الماء ...

مصطفى مراد

الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 21:10
المحور: الادب والفن
    

في استيقاظها الصباحي المعتاد اتجهت إلى فرن الصمون القريب لاعداد الفطور وعند المنعطف واذا بلفافة طفل ولد لساعات زج به للمجهول من انتاج النزوة الحرام وبدون تردد التقطتها المرأة الاربعينية العاقر وعادت مسرعة الى الدار لتوقظ زوجها الخمسيني
لتطلعه على الصيد الثمين حيث المداولات بينهما على التبني بعد ان عجزا عن تحقيق رغبتهما بطفل يملأ الفراغ بعد ان بذلا المال والجهد دون جدوى
تردد الرجل ثم رضخ لرغبة زوجته وعاطفته واحاسيسه وهو يتطلع في وجه الطفلة وهي في عمر الصفر
تمت عملية تسجيل الطفلة باسمهما واسموها انعام
بمرور الأيام اصبحت ثالث شخوص العائلة التي ملأت الدار ألفة ومودة فنشأت انعام بين الرجل والمرأة نشأة الوحيدة المدللة لا سيما وقد حباها الله بالجمال في كمال الصورة والجسد فسخرا كل اهتمامهما لتربيتها وتعليمها ومنذ الابتدائية كانت متفوقة في الدراسة والسلوك مما زاد في الحرص عليها حتى وصلت الجامعة وهي بذلك الزخم من التقدم والنجاح
منذ الأيام الجامعية الأولى تعرفت على زميل لها بنفس القسم والمرحلة شاب وسيم حسن الاخلاق والسلوك
تشابك قلبيهما بمرور الزمن فالتحما وتعلق احدهما بالاخر اشد التعلق فتخرجا من الجامعة وهم على عهد الزواج وبناء الاسرة والحياة لاسيما وانعام في اعلى درجات الحشمة والعفة والاخلاص لفتى احلامها عادل الذي يبادلها ذلك الشعور
لم تمضي أيام على التخرج حتى جاء والدها بخبر ساقته لانعام والدتها يفيد بتقدم احد ابناء الجيران لخطبتها
احرجت انعام اشد الحرج ودهش والدها لرفضها القطعي اما والدتها فتولتها الحيرة
وبعد الضغط اخبرت والدتها بعلاقتها وانه سوف يتقدم لخطبتها قريبا جدا اظطر الوالد لمعرفته بمزايا ابنته الى اخبار الخاطب بعدم موافقتها وانهاء الموضوع
بعد ايام جاء عادل مع اهله وتمت مراسيم الخطبة وبوشر بالاعداد للزواج
تحركت النفس الخبيثة لدى الخاطب الاول من جراء رفضه بعد ان استلم معلومة سرية جدا من احدى الجارات وارسلها بطريقة وباخرى الى عائلة عادل فجن جنونهم وعندها اخبروا عائلة انعام بابطال الخطوبة وانفضح الامر لدى الجميع
اما انعام وفي حالة هستيريةوفي المساء عند حلول الظلام تسللت
خارجة من الدار بدون أن يلمحهااحد وبعد برهة اكتشفت والدتها عدم وجودها وهب والدها للبحث عنها في مضانها ولم يتم العثور عليها طيلة الليل حتى الصباح الذي جاء بنبأ مفجع انتشر في المدينة لقد عثر على جثة فتاة طافية على سطح الماء في النهر جنوب المدينة

#مصطفى_مراد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات