|
عاجل :لا تقتلوا جلعاد..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:47
المحور:
القضية الفلسطينية
لم اتعود كسر عادتي شبه الاسبوعية في تصدير مقال إلى شبكة الانترنت إلا لضرورة أو مايستحق وليس هناك مايستوجب ذلك أكثر من هذا النداء من أب فلسطيني مثقف إلى مختطفي الجندي الاسرائيلي.. اللحظات المصيرية الحاسمة التي تشكل مفترق طرق.. والاحداث المتوقعة التي توصل إلى نقطة اللاعودة بسبب تصرفات متسرعة يحكمها رد الفعل دون تبصر للعواقب يجب أن تجعلنا قادرين على التفكير السليم وبعقل بارد بعيدا عن ضغط الوقت أو الازمة أو العواطف..!!
إن دراسة متأنية لتفاعلات الازمة التى تولدت عن خطف الجندي تؤكد إن قتله تحت أي مبرر سيكون خطأ فلسطينيا قاتلا لايقل خطورة وأثرا عن قتل الجنود الاسرائيليين في رام الله والذي اتخذته اسرائيل ذريعة - رغم انها لاتحتاج إلى ذلك -لاجتياح كامل الضفة الغربية وارتكابها في حينه ابشع المجازر في رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس..!!
أرجو إلا يظن أحد ان هذا منطق الخوف أو لغة النزول عن قمة الشجرة ففي اللحظة العصيبة يجب على المرء إن يتوقف قليلا للتأمل واللجوء إلى عقله خاصة عندما تكون كل الظروف المحيطة في غير صالحه فعملية خطف الحندي في حد ذاتها شكل مقاوم ومشروع يجب توظيفه في الاتجاه الصحيح بالذكاء والمنطق الذي ينادي باطلاق سراح السجناء من النساء والاطفال دون الثمانية عشرة حتى ولو تشنجت اسرائيل ورفضت ذلك علنا فالامر فيه جرح غائر لكرامة الاسطورة العسكرية التي لاتقهر ولكن الرفض العلني شيء والمفاوضات السرية شيء آخر..!! والذي يستمع جيدا إلى النشرة العبرية للتلفزيون الاسرائيلي يلحظ بسهولة إن هناك رايا عاما بدأ في التبلور يميل إلى التفاوض من أجل اطلاق سراح الجندي مع وجود تخبط أرعن وعنيد من المؤسسة العسكرية لذلك. ومن المطلوب فلسطينيا استغلال ذلك وعدم اعطاء فرصة مجانية للاسرائيليين للقتل والتدمير وسط انهماك عربي مونديالي واضح ولامبالاة عالمية شبه كاملة وكذلك عدم توحيد اسرائيل أمام قتل الجندي كما توحدنا ِأمام خطفه..!! خاصة وان علينا إن نعترف بان اسرائيل استطاعت في ظل التتابعات الدراماتيكية ووسط التهالك الاعلامي الفلسطيني والعربي إن تصور غزة للعالم اللامبالي أصلا على انها خلية ارهابية كبيرة يجب تحطيمها وتفكيكها.
صحيح إن من حق أطفالنا ونسائنا ان يطلق سراحهم فورا لان بقاءهم خلف الشمس عار اخلاقي وانساني لايطال المحتلين فقط وانما العالم كله ولايستطيع أحد غير الفلسطيني تصور عمق مأساة الاعتقال التي لايخلو منها بيت تقريبا ومع ذلك فالامر يحتاج إلى طول نفس تفاوضي وارتفاع إلى مستوى المسئولية الاستراتيجية لشعب بكامله وليس لفصيل أو مجموعة..!!بحيث لا يجب إن نقطع شعرة معاوية بمعنى إن قتل الجندي سيكون بمثابة وقوع سلة البيض..!! ومن الممكن التفكير بسيناريو أخر أكثر تفاؤلا من السيناريو القاتم الذي ينتظر مع الدبابات كأن نقبل باطلاق سراح الجندي مقابل ضمانة امريكية أوروبية مصرية باطلاق سراح اسرانا بعد اسبوعين أوثلاثة.. وحتى لو رفضت اسرائيل ذلك فبقاء الجندي حيا في ايدينا يشكل ضغظا متصاعدا على اسرائيل بعكس قتله الذي سيحررها من أي ضغط ..!!ولن ابالغ اذا ما قلت إن قادة اسرائيل باتوا معنيين بقتل الجندي أكثر من وجوده حيا لاشعال كل المنطقة وتمرير مخططاتها وما الغارات الوحشية ومحاولة استفزار سوريا وجرها إلى المعمعة إلا دليل حي على ذلك. إن مافعلته اسرائيل في غضون عشرة ايام بما فيه قصف محطة الكهرباء واستهداف نشطائنا وقادتنا قد أعادنا باعترافنا عشر سنوات إلى الوراء فكم سنة سيعيدنا إلى الوراء تغول اشد من بيرتز والمرت اللذين يريدان اثبات جدارتيهما حتى ولو تحولت غزة إلى قطعة فحم في اوشفتس جديدة..!!
قد يخرج من بيننا قائل انهم يألمون كما نألم ويخسرون كما نخسر وهذا صحيح مع الفارق ولكني كمواطن فلسطيني لا أرى اسرائيل كلها تساوي عندي حرمان اسرة من طفلها الشهيد ولاتساوي صرخة طفل رعبا من قصف وهمي فما بالنا اذا كان الامر يتعلق بمجازر يمكن تجاوز حدوثها لو تمسكنا بمنطق العقل كما نتمسك بالبندقية المقاومة..!! اني وبصراحة لم أكن مع الخطف أساسا لصعوبة الظروف المحيطة بنجاحه ولكني كنت ولازلت مع المساومة خاصة وبعد هرولة اسرائيل الرعناء إلى امطار الصيف ولن أكون بأي حال مع قتل الجندي بايدينا مهما كانت الاسباب لان ذلك لن يحقق لنا شيئا بل وسيجر كارثة لايعلم حدودها إلا الله بل اني ولو لزم الامر مع اطلاق سراح الجندي حتى بدون مقابل لكي نثبت لوالديه وللرأي العام الاسرائيلي والعالمي اننا حقا شعب مقاوم لاقاتل ولنا اخلاقياتنا وقيمنا التي لاتقارن باخلاقيات عدونا ويكفينا مكسبا من وراء هذه العملية توحدنا من جديد بعدما تمزقنا على رقعة الألوان وفتنة تبخرالرواتب. إن من الطبيعي إن أجد من يحتج على هذا الرأي ويستنكره مزايدا ربما من باب الاخلاص لعواطف ونوازع أحترمها بلا شك بل قد أجد من يرجمني باتهامات جاهزة كانهزامي أو مرجف ..لابأس طالما اني أومن بما أعتقد فمهمة المثقف إلا يرى ما يراه العامة ويوافق هواهم بالضرورة بل إن عليه واجب الكشف والاستكشاف وتبصرمصلحة شعبه فيما هو قادم بموضوعية وشجاعة.واني على ثقة من حكمة الخاطفين وشعورهم بالمسئولية.. اللهم اني اجتهد.. ولا حول ولا قوة إلا بك.
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المحيط قي خطف شاليط
-
مهاتفة..لن تصل إلى بدوي أحمر..!!
-
برقيات ..فضفضة..!!
-
صوما-طين
-
مونديال مغمس بدم..!!
-
عائد الى هيفا..!!
-
رسالة في قمة الوجع..!!
-
على بلاطة
-
..!!كوع في الممنوع.
-
!!..سوق للمقاومة
-
ياعيب الشوم..!!
-
لأ
-
345
-
أرجوك..يامشعل..!!
-
لاتفتيح..ولاتحميس..
-
صورة بالألوان..مع هنية..!!
-
ساخرا..لازلت بيننا
-
أمريكا..مرت من هنا
-
خمسة شوربة..!!
-
انفلونزا اسلامكو أراب..!!
المزيد.....
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|