أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - حكايات التوافق بين المركز والاقليم الفيدرالي














المزيد.....

حكايات التوافق بين المركز والاقليم الفيدرالي


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق الاتحادي، يتوجه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الى ايران لاجراء فحوصات طبية، ليس لعدم توفر العلاج، لا قدر الله، في سلسلة المستشفيات التي بناها في فترتي ولايته والنظام الصحي المذهل الذي أسسه في البلاد، بل فقط لكي لا يزاحم عراقيين آخرين من متوسطي الدخل على العلاج في هذا الوقت العصيب ولا يكلف الدولة ثمن علاجه.

طبعا النظام الصحي العظيم الذي أسسه لا يضاهيه سوى النظام الرائع في محاصصة المغانم والذي تم تثبيته بكل قوة خلال فترة الولايتين، ومعه تحولت الأحزاب الى شركات مقاولات، مكنت حتى صغار المسؤولين من تقديم خدمات جليلة للشعب عبر بناء متاجر ومولات وجامعات ومدارس خاصة ومستشفيات أهلية لتطوير كل مناحي البلاد.

وفي العراق الاتحادي أيضا، وبعد اشهر من اعلان فتح ملفات قتل أكثر من 500 متظاهر وسلسلة عمليات اغتيال تالية، تبشر الحكومة الجديدة النشطاء والمواطنين عن "قرب تشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة قتلة المتظاهرين"، وتؤكد بكل ثقة وحماسة انها أمسكت "ببعض الخيوط" التي يمكن ان تحدد هوية بعض القاتلين. وتضيف "قريبا قد تسمعون" أخبار عن الاطاحة باسماء مهمة واحالتها للقضاء نتيجة ملفات فساد.

وفي الاقليم الفيدرالي شمالاً، حكمت محكمة دهوك على المُعلِم والناشط المعروف بدل برواري، بدفع مليوني دينار، بعد مطالبته "غير المسؤولة" لحكومة الاقليم ودون تفهم الوضع العصيب الذي تمر به، بتسديد رواتب الموظفين بشكل شهري ودون قطع. وجاء قرار المحكمة في اطار حرصها الكبير على تطبيق مواد قانون "إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية".

ورفضت المحكمة الافراج عن برواري بالكفالة في قضية اخرى يحاكم عليها "لدعوته الخطيرة" الى تجمع للموظفين للمطالبة برواتبهم المتأخرة والمقطوعة. المحكمة في اطار حرصها على القانون وأمن الاقليم ورفاه أهاليه رأت في دعوة برواري للتجمع (الذي لم يشارك فيه بسبب اعتقاله المسبق) دعوة للتظاهر غير المرخص وخرقا فاضحاً للقانون.

ذات الحكومة التي تؤكد دائما في كل محفل دولي وأمام كل مسؤول غربي، على حق التظاهر وحق المواطن في حرية التعبير، رأت أن توقيفها لعشرات النشطاء طوال ايام كان "إجراء احترازيا لمنع جهات معادية من استغلال التظاهرات ولمنع تعكير اجواء الأمن والرفاه في الاقليم". لكنها لا تتذكر متى آخر مرة وافقت فيها على تجمع مطلبي او تظاهرة احتجاجية على قرار حكومي، ليس لرفضها حق التظاهر، لا سامح الله، بل لكون المطالب السابقة جميعا ظلت تنقصها تفاصيل فنية ولم تتوافق مع القوانين ودائما كانت هناك أيادي خارجية وراءها.

وفي ذات الاقليم وبعد ست سنوات من الصرف دون موازنة، تقدم 16 نائبا (فقط) وفي خطوة ثورية تقدمية غير مسبوقة بطلب الى رئاسة البرلمان من أجل مطالبة الحكومة واقناعها بالتفضل مشكورة بتقديم مشروع قانون موازنة للاقليم للعام 2021. ويبدو ان 95 نائبا آخر غير مهتمين ولا مقتنعين بتقديم موازنة، ويرون ان الأمر متروك لتقدير الحكومة ورؤيتها الحكيمة، كما الحال مع القطع غير القانوني للرواتب بنسبة 21% والتأجيل المستفحل لقرار الغاء رواتب الفضائيين ومزدوجي الرواتب، ففي تأجيل تلك الملفات حكمة عظيمة لا يفقها نواب ومواطنون بسطاء محدودي التفكير.

كما ان البرلمان الكردستاني ليس لديه وقت لمناقشة مثل هذه الأمور الشكلية البسيطة، خاصة مع انشغال معظم النواب في ادامة أعمالهم السابقة كفنانين ورياضيين وصحفيين واعلاميين وخطباء جوامع وكتبة تقارير ومحرري بيانات حزبية، ولا وقت لهم "للمراقبة والتشريع واقرار الموازنات" فهذا ليس من صلب مهامهم الوطنية.

ولا ننسى ان تلك الملفات يحاول البعض اثارتها "بدواعي خبيثة" في ظل الانقطاع الاضطراري لأشهر عن الدوام بسبب كورونا، ومع قرار رئاسة البرلمان بعقد الجلسات مساءً بعد عجز النواب عن الحضور في الساعة 10 صباحاً "بسبب التزاماتهم القومية الكبرى" وعجزهم عن الحضور في الموعد الجديد الذي حددته الرئاسة في الساعة 11 صباحا، واستمرار التغيب عقب الاتفاق على عقد الجلسات بعد الساعة الواحدة ظهرا. مع التمنيات بالنوم الهنيء لجميع المجاهدين على حفظ مصالح الرعية.



#سامان_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف قوي من -المرجعية- ينتظر تحركا جديا من الحكومة
- المستنقع ... ذلك الذي يدر المال والأصوات ويعانق أحلام السلطة
- المشهد الكردستاني ... دراما المصالح الحزبية
- البرلمان الكردستاني ... الغائب الدائم الا عن المباركات
- الثقوب السوداء ... وقطار الاصلاحات المتعطل في محطته الأولى
- -قيصر- من تعذيب السوريين الى أداة لتجويعهم
- حديث السوشيال ميديا الكردية .. رواتب ومواجع وفواجع
- أيها الحاكمون ارحمونا من صولاتكم
- ماذا بعد اتفاقيتي -المنطقة الآمنة-؟ .. وقائع ومتغيرات بمناطق ...
- الحقائق المرة.. عن تظاهرات الباحثين بأرواحهم عن التغيير
- أسئلة محورية عن تظاهرات العراق... وسط النار !
- التعليم .... وسياسة التجهيل الحزبي!
- أبناء نينوى ... هل تعلموا الدرس وهل يملكون الحلول؟
- أحزاب ومليشيات ومال وسلاح في مواجهة الصحافة والحريات!
- -أبناء المجهول- مشكلة متعاظمة .. أطفال بلا وثائق ولا رعاية ف ...
- الأسس التي حولت رواندا من بلد مدمر الى أسرع اقتصادات افريقيا ...
- تحذيرات من تنامي خطاب الكراهية
- انحطاط المجتمع
- -زمن داعش-.. توثيق للوقائع الدموية وتحليل للأسس البنيوية وتن ...
- الورطة الكبرى التي أسسوا لها باتقان


المزيد.....




- إلغاء حفل شيرين عبد الوهاب في بيروت وشاعر مصري يطمئن محبيها ...
- روسيا - عُمان .. أبجديات التعاون
- حكم غيابي.. محكمة روسية تحكم بسجن صحفية أميركية
- بعد عامين.. الإمارات ونيجيريا تتفقان على استئناف السفر بينهم ...
- مشاهد جوية من مكان محاولة اغتيال ترامب في ولاية بنسلفانيا
- نتنياهو: هناك دلالات على أن عملية اغتيال الضيف نجحت ولن أؤكد ...
- مسؤول أمريكي سابق: واشنطن تعتزم فتح جبهة ثانية ضد روسيا لدى ...
- ترامب يدعو لحماية كينيدي جونيور من قبل الخدمة السرية
- الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على مستوطنين إسرائيليين
- مقتل رجل أعمال مقرب من الأسد ومدنيين لبنانيين في ضربات إسرائ ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - حكايات التوافق بين المركز والاقليم الفيدرالي