فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6681 - 2020 / 9 / 19 - 12:05
المحور:
الادب والفن
كنتِ تنتظِرِينَنِي ...؟
قالت البئرُ للعتمةِ :
كنتُ أخيطُ الدِّلاءَ
والْجِرَاءُ تنظرُ إلى الماءِ ...
يتدفقُ من أثداءَ
لَا علاقةَ لهَا بالثَّدْيِيَاتِ...
الدجاجةُ تحِنُّ على الفراخِ...
بينما يلحسُ بطنَهَا
جروُ الجيرانِ...
تسترخِي على جنْبِهَا
يَنْفشُ ريشَهَا ...
يمصُّ أجنحتَهَا
لِتطيرَ...
تطيرُ على الخُمِّ
تبحثُ عن بيضةٍ...
تفقسُهَا لعابرِ سبيلٍ
يضربُ سيفَهُ بالعتمةِ...
كي ينجلِيَ عن الجدارِ
طلاءُ الأظافرِ....
تموتُ من الرائحةِ
سيدةُ الحارةِ ...
لتنعسَ على قلبِهَا
تدلَّتْ شفاهُهُ...
ولَمْ يشربْ قطرةً
من بكاءٍ...
أسمعُ في الباحةِ نُباحاً...
أبحثُ عن مصدرِهِ
هناكَ جروٌ...وَجروٌ... وَجروْ...!
هل علمتْهُ الدجاجةُ
صوتَ أبيهِ...؟
هل فقسَ بيضَتَهُ
وتعلمَ من قَوْقَأَةِ الأمِّ النُّبَاحَْ...؟
نزلَ عن ظهرِ سيدةٍ
جدارٌ و جدارٌ...
مِنْ غرفةٍ مهجورةٍ
مالَ على صوتٍ خافِتٍ...
قِيلَ :
إِنَّ جِنِّيًا أزرقَ
هربَ من السماءِ...
و اختلَى بالسيدةِ
فولدتْ دِسْتَةَ أحزانٍ ...
وقليلاً من نشوةٍ
لَا تشيخُ ولَا تبيضُ...
إلى زمنٍ ما ...
قِيلَ :
يموتُ الترابُ...
يَظْمَأُ الماءُ
ولَا تأكلُ الأَرَضَ ...
أَرَضَةٌ أوْ جرادَةٌ
لكنَّ السماءَ...
يأكلُهَا الدعاءُ فيأكلُ البئرُ
ثَدْيَهُ...
و ينامُ على دمعِهِ
المطرُ...
قِيلَ :
إنَّ اللهَ ينزلُ من بيتِهِ
إلى كنيسةٍ ...
يتأملُ السماءَ
قد غدَتْ دخاناً...
سمعتُ الصهيلَ...؟
هناكَ شمعةٌ تذوبُ...!
هل صارَ الحصانُ ظلاًّ
للضوءِ...؟
أمْ صارَ ظلاًّ للهِ...؟
لَعَلَّهُ الْبُرَاقُ
يعيدُ اللهَ إلى السماءِ ...!
سمعتُ أصواتَ الجِرَاءِ...
وَوَصْوَصَةَ الفِرَاخِ
لِلْأَمكنةِ كلُّ الأصواتِ
لِلذَّاتِ رَجْعُ الصَّدَى...
لَعَلِّيَ مَنْ تُصْدِرُ أوْ تَصْدُرُ
عنها هذه الأصواتُ...!
إِنَّهُ الجحيمُ مرةً أخرى
يفتحُ الأبوابَ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟