|
لا تراهنوا على الروس أبداً
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 6679 - 2020 / 9 / 17 - 20:53
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أن يأتي الاعتراف، بفشل روسيا وعدم كفائتها الاقتصادية، من قبل أكاديمي روسي مرموق، فهذا امر يسهل مهمة الدفع والطلب بعدم الثقة بالروس اقتصادياً، وأنه لا مستقبل لنظام ودولة يسلم "ذقنه" للروسي الفاشل اقتصادياً وإداريا. فقد تناول المدير العام لـ”مجلس الشؤون الدولية الروسي” أندريه كورتونوف، هواجس روسيا الناجمة عن ضعف قدراتها الاقتصادية، مقارنة بالعسكرية. وقال كورتونوف لصحيفة “إزفسيتا”: “يُظهر التاريخ أن روسيا تفوز أحياناً بالحـرب، لكنها تخسر السلم”.وأضاف بأن هذا يعني أن روسيا تساعد على الانتصار، ولكن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، يأتي شركاء آخرون ويفوزون بالبلاد. ومن المعروف بالتاريخ القريب، أن الروس (السوفييت)، استطاعوا الوصول لقلب الرايخستاغ ورفع العلم الأحمر فوقه، فيما أطلقوا عليه يومها بـ"المأثرة العظمى"، و"الانتصار على الفاشية"، وبعدها، تم وبموجب، بيالطا، اقتسام ألمانيا بين ما كان يعرف وقتها بالمعسكرين الشرقي والغربي، فكانت "جمهورية ألمانيا الديمقراطية"، أو ألمانيا الشرقية من حصة الروس، التي حولوها لمربع أمني ومجرد سجن كبير ومفرزة أمنية كبيرة على النمط الروسي "السوفييتي" الكئيب، وصارت دولة جائعة معزولة عن محيطها الأوروبي الذي كان ينمو ويتطور ويزدهر اقتصادياً، ومادياً وتكنولوجياً وصناعياً فيما تحولت هذه الجمهورية الناشئة إلى معسكر اعتقال حقيقي للألمان الشرقيين تديره الـKGB، عبر فرعها الألماني الإجرامي الرهيب المنعروف بالشتازي وتعني حرفيا أمن الدولة "Staatssicherheit"، الذي روع الألمان وأحال حياتهم إلى كابوس، وجعل المواطن الألماني الشرقي يطارد لقمة الخبز ويبحث عن حاجياته الأساسية ويطصف بطوابير الذل، كحال طوابير الذل والجوع السورية اليوم، للحصول على قوته اليومي، في الوقت الذي كان فيه "المارك" الألمان الغربي، وعلى الضفة الألمانية الغربية، يكاسر ويناطح الدولار و"يقلع عينه"، ويصطف بشموخ مع العملات العالمية الرئيسية، وكانت الصادرات والصناعات الألمانية الغربية الراقية، تغزو العالم، وصارت إشارة "المرسيدس" رمزاً للثروة والجاه والعز والبحبوحة، وقد غزت هذه السيارة الفارهة أسواق العالم وبات اقتناؤها محل مفاخرة ومباهاة من قبل المشاهير ونجوم السينما وكبار الصناعيين ورجال الأعمال، وحتى أن الكثير من الحكومات حول العالم اعتمدتها كسيارة رسمية لاستقبال واستخدام زعماء الدول، في الوقت الذي كان فيه الألماني الشرقي، تحت الإدارة السوفييتية (الروسية)، لا يحلم باقتناء دراجة هوائية، وكان يئن ويترنح ويعاني الويلات من الجوع والقهر والطاعون الأمني ومظاهر الدولة الأمنية الاستبدادية التي صدّرها لهم الاستبداد الشيوعي الروسي وأحال حياتهم لجهنم الحمراء. وهذا الأنموذج الروسي (السوفييتي) الرث، ينطبق على كل المنظومة التي استولى وهيمن عليها المستعمر الروسي "السوفييتي"، وكبـّلها بمعاهدات "صداقة وتعاون" جوفاء فارغة لا تقدم ولا تؤخر، ولا تفعل شيئاً إلا في زيادة جرعات التخلف والفقر وجوع وانحطاط حلفائه الذين شاءت أقدارهم السوداء أن يكونوا حلفاء للروس، ولكم في دول فقيرة وجائعة ومفلسة ومنهكة خير دليل ككوبا كاسترو، ومصر ناصر التي انهارت في عهده الميمون وتحولت لدولة فاشلة، وإثيوبيا مينغستو هيلي ميريام، وفييتنام، وكمبوديا، ولاووس، وسوريا البعث، وعراق صدام-البكر، وليبيا القذافي، وجزائر بومدين، وكوريا الديمقراطية (رجاء ممنوع الضحك) أو الشمالية نظام الاستبداد الوراثي الفقير المفلس الشهير، والاتحاد اليوغوسلافي، وفنزويلا اليوم، والمنظومة الشرقية الفقيرة برمتها التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي لاحقاً، وعلى رأسها رومانيا بؤرة الفساد والاستبداد والدولة الأمنية الفاشية ومركز العصابات والمافيات الدولية والاستبداد واللصوص، كلها دول حولها الروس إلى دول فقيرة جائعة، تفكك بعضها وانهار لاحقا وزال من الوجود تماماً. لا يمكن، ومن باب الإنصاف الوجداني، تجاهل ونسيان ما قام به الروس في الحرب العالمية الثانية، ومن مساهمة فعالة في اجتثاث رجس الإرهاب المتطرف من سوريا أو ما يعرف بـ"الثورة السورية"، ولكن أعتقد جازماً أن هذا سقف ما يمكنهم الوصول إليه، وجل ما يستطيعون فعله، وتقديمه، ولا تزال الكثير من خصائص وسمات الدول العالمثالثية الفقيرة تغلف روسيا كالعسكرة والاستبداد السياسي والقبضة الأمنية وانعدام الحريات وتجريم وتخوين ومطاردة و"تسميم" المعارضة السياسية والديكتاتورية والزعامة الفردية وتغيير الدساتير وتعديلها واللعب بها لتناسب مقاس فلان وعلان والمركزية واحتكار القرار...إلخ والثروات بالتوازي ما يعيشه الروسي نفسه من تقتير، و"قلة" وفقر ووضع مادي مزر في قلب روسيا نفسها ومظاهر بؤس وضنك وضيق ذات اليد لا يتيح له مد يد المساعدة الاقتصادية من أي نوع كان للأصدقاء والحلفاء، وكما قالوا بالأمثال: " الميت لا يجر ميت".
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملكيون أكثر من الملك
-
رسالة إلى الرفيق الأمين العام المساعد
-
بروفة ودرس عملي بالصمود والتصدي
-
حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس
-
استعمار حلال واستعمار حرام
-
طلب إلى السيد النائب العام المحترم/سوريا
-
حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة
-
هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟
-
فيروز: رئيس جمهورية لبنان
-
ما الذي يجمع بوتين بغازي كنعان؟
-
إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم
-
خرافة العلوية السياسية
-
مناهضة الحداثة والإجهاز على الدولة الوطنية الحديثة
-
جواز السفر الإماراتي والسوري
-
أوقفوا عدوان أردوغان وبني أمية على التراث الإنساني:
-
في عيد الإب: اية ذكريات
-
الخطوة الألمانية والشيزوفرينيا القريشية
-
خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية
-
سوريا: فتوحات الأمن الجنائي وبطولاته الدونكيشوتية
-
تقزيم ونسف الهوية الوطنية السورية
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|