أزمة كورونا وأثرها في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأردني

شيرين عودة راشد بصبوص

الحوار المتمدن-العدد: 6676 - 2020 / 9 / 14 - 14:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عانت المجتمعات البشرية مطلع عام 2020 من ظهور فيروس مستجد وهو ما أطلق عليه (كورونا 19) أصاب مختلف دول العالم على حد سواء نتيجة انتشاره السريع حيث ظهرت بداياته في دولة الصين الشعبية وسرعان ما انتشر هذا الفيروس إلى مختلف دول العالم، وهذا تطلب من دول العالم بأخذ الحيطة والحذر من خلال إغلاق المطارات وأماكن التجمعات الرياضية والثقافية والاجتماعية للحد من انتشار هذا الوباء والتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط بالآخرين. (الباحثتان)
وقد عرفت منظمة الصحة العالمية هذا الفيروس "بأنه سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض كوفيد-19" (منظمة الصحة العالمية، 2020).

ومن الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بفيروس كورونا:
العطاس، وسيلان الأنف، والشعور بالإعياء والإجهاد، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والسعال، والربو، ضيق النَفَس أو صعوبة في التنفس، آلام العضلات، القشعريرة، الصداع، ألم الصدر (منظمة الصحة العالمية، 2020).

كيفية الوقاية من فيروس كورونا المستجد:
على الرغم من عدم توفر لقاح للوقاية من كوفيد 19، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتقليل خطر الإصابة به. توصي منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة باتباع الاحتياطات التالية للوقاية من كوفيد 19:
• تجنب حضور الفعاليات والتجمعات الكبيرة.
• ينبغي تجنّب المخالطة اللصيقة (ضمن مسافة 6 أقدام أو 2 متر) مع أي شخص مريض أو لديه أعراض.
• قد يكون بعض الأشخاص مصابين بكوفيد 19 ويمكن أن ينقلوه للآخرين، حتى إذا لم تكن لديهم أعراض أو لم يعرفوا أنهم مصابون به أصلًا.
• اغسل يديك كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدم مطهرًا يدويًا يحتوي على الكحول بنسبة 60٪ على الأقل.
• ارتدِ كمامة قماشية في الأماكن العامة، مثل محلات البقالة، حيث يصعب تجنب المخالطة اللصيقة بالآخرين، خاصة إذا كنت في منطقة تشهد انتشارًا محليًا للمرض. ولا تَستخدِم سوى الكمامات القماشية غير الطبية — أما بالنسبة للكمامات الجراحية وكمامات N-95، فيجب أن يَقتصر استخدامُها على مزودي الرعاية الصحية.
• يجب تغطية الفم والأنف بالمرفق أو بمنديل عند السعال أو العطس. ثم تخلص من المنديل بعد استخدامه، واغسل يديك فورًا.
• تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.
• تجنب مشاركة الأطباق وأكواب الشرب والمناشف وأغطية الفراش والأدوات المنزلية الأخرى إذا كنت مريضاً.
• نظّف وعقّم يوميًا الأسطحَ التي تُلمَس بكثرة، مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والإلكترونيات والطاولات.
• إذا كنت مريضًا فالزم منزلك ولا تذهب للعمل أو المدرسة أو الجامعة، وكذلك الأمر بالنسبة للأماكن العامة، إلا إذا كان ذلك بهدف الحصول على رعاية طبية. إذا كنت مريضا، تجنب وسائل النقل العام وسيارات الأجرة، بما فيها تلك التي تُطلَب عبر التطبيقات الذكية (منظمة الصحة العالمية، 2020).
دور المملكة الأردنية الهاشمية في التعامل مع فيروس كورونا
تعد الأردن من الدول الاستباقية التي وضعت خطط صارمة للتعامل مع هذا الوباء بدءً من إغلاق المطارات والحدود والبرية مع الدول، وفرض حضر شامل امتد لعدة أسابيع كان الهدف منه الحد من انتشار هذا الوباء بين مختلف أطياف الشعب الأردني، ونشر الوعي بين أبناء المجتمع الأردني بضرورة اخذ الاحتياطات اللازمة من خلال التوعية الصحية والاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن مخالطة الآخرين وارتداء الكمامات ومختلف أدوات السلامة العامة وقد كان لهذه التدابير الأثر الكبير في الحد من انتشار فيروس كورونا في المجتمع الأردني، وتجلى ذلك من خلال الإحصائيات المتدنية مقارنة مع مختلف دول العالم .


ومن الآثار السلبية لفيروس كورونا في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأردني:

1. التباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط مع الآخرين.
2. عدم مشاركة الآخرين أفراحهم وأحزانهم كون المجتمع الأردني يتميز بالنسيج الاجتماعي المتقارب.
3. اقتصار أفراح الزواج على أهل العريس والعروس فقط، دون التوسع في اجراءات الزواج.
4. الركود الاقتصادي وانتشار البطالة وخاصة مما يعملون في المهن الحرة.
5. الابتعاد عن دور العبادة وخاصة ممن هم في كبار السن والمرتادون للمساجد بشكل يومي.
6. عدم إقامة الشعائر الدينية من عمرة وحج نتيجة هذا الوباء.

ومن الآثار الايجابية لفيروس كورونا في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأردني:
1. تشكيل حالة من الوعي والثقافة الاستهلاكية لدى افراد المجتمع الأردني نتيجة القيود التي فرضتها الحكومة الأردنية للحد من هذا الوباء.
2. التضامن الاجتماعي بين مختلف أبناء المجتمع وتقديم المساعدات للمحتاجين.
3. الشعور بالآخرين وهنا تتجسد معاني الألفة والرحمة .
4. عدم الإسراف في إقامة المناسبات الاجتماعية سواء في حالات الأفراح والأتراح.
5. الاهتمام بالجانب الصحي والتوعية الصحية والالتزام بالنظافة الشخصية.
6. التخفيف الاقتصادي على افراد المجتمع من خلال الاستعاضة بوسائل التواصل الاجتماعي لتقديم التهاني بالمناسبات الاجتماعية أو في حالات الوفاة.
7. الوحدة الأسرية من خلال تفاعل رب الأسرة مع أبناءه وزوجته .
8. التحول الرقمي نحو التعليم الرقمي عن بعد.
9. الاهتمام بالبحث العلمي الطبي وبالمهن الطبية وخاصة أنهم كانوا صمام الأمان بالنسبة للأردنيين .

ومن الأمثلة الواقعية لفيروس كورونا في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأردني:
1. اقتصار حفلات الزواج على أهل العريس والعروس فقط.
2. حالات الوفاة تقتصر المشاركة على أهل المتوفى فقط، ويتم تقديم التعازي من خلال وسائل الاتصال المختلفة.
3. استغلال التكنولوجيا ومنها التعليم عن بعد، واقامة المؤتمرات العلمية واللقاءات عن بعد مما يقلل من كلف التنقل والضيافة.
4. تشكيل حالة من الوعي الصحي والنظافة الشخصية .
5. تشجيع السياحة الداخلية.
6. التخفيف من حدة التلوث البيئي وأثاره السلبية على الأفراد والمجتمعات .


يلاحظ مما سبق أن لهذا الوباء المستجد كان ذو حدين على المجتمع الأردني جانب سلبي تجلت في النقاط التي تم ذكرها سابقاً وكان للجانب الديني الأثر الأكبر في نفوس الأردنيين في هذا الوباء، اما في الجانب الايجابي فقد برزت المسؤولية الاجتماعية بشكل كبير والتعاضد والشعور بالآخرين وعدم الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية وهذا شكل حالة من الوعي لدى مختلف أطياف الشعب الأردني بمتطلبات الحياة الاجتماعية .








المراجع
موقع منظمة الصحة العالمية، (2020) استرجع بتاريخ 14-7-2020 متاح على الرابط https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/advice-for-public/q-a-coronaviruses

#شيرين_عودة_راشد_بصبوص (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات