جلال الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 17:27
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لم يبقى سوى ايام قليلة تفصلنا عن الذكرى الاولى لانتفاضة اكتوبر، الحدث الذي ارجع للجماهير ثقتها بالتغيير وقدرتها على المبادرة، بعد عقود من سيطرة القوى الفاشية سواء اكانت بعثية قومية أم كانت اسلامية طائفية، انها المرة الاولى في تاريخ العراق الحديث الذي تثور فيه الجماهير بعيدا عن تحكم وسيطرة العسكر وانقلاباتهم.
أكتوبر على الابواب ليستعد الشباب والشابات لجولة جديدة ضد الطغيان والنهب والقتل، وليشد العمال والمعطلين عن العمل احزمتهم لخوض غمار معركة الحرية والعدالة والحقوق، بالضد من دولة المليشيات والطوائف، دولة الرجعية والتخلف، لنتحد جميعا لنردد شعارنا الأول " الشعب يريد اسقاط النظام" ونمضي قدما لدفن كل مخلفات الهيمنة الامريكية والايرانية النتنة، التي أشبعتنا موتا وتهجيرا وحروبا أهلية... التي أذاقتنا البؤس والفقر والبطالة.
اكتوبر على الابواب وكلنا نتذكر نساء النجف والبصرة وبغداد المناضلات اللواتي يبحثن عن الحقوق والمساواة والحرية. صوتهن الذي ارعب عمائم الدجل والتخلف والسرقة، اعطى قوة هائلة للانتفاضة منذ بداياتها العام الماضي، وحقوق النساء لا تؤخذ الا بإسقاط هذا النظام المتخلف.
أكتوبر على الابواب وليس أمام طلبة العراق غير استعادة زخم الانتفاضة ايام توهجها، عندما كان الطلبة عمودها الفقري، ليس عليكم سوى الاستمرار يا اصحاب القمصان البيضاء لتقتلعوا جذور هذا النظام الذي يحرمكم أبسط شروط العيش الكريم.
أكتوبر على الابواب وجميع فئات وشرائح المجتمع من المعلمين والمهندسين والاطباء والمحامين والمزارعين وسائقي الاجرة، امام تحدي الخلاص من شلة العصابات والمجرمين التي تحكم البلاد لنتنظم جميعا ونعمل سويا من أجل تجاوز أخطاء الماضي وأن نتعلم من التجارب السابقة.
أكتوبر على الابواب وما على الجميع الا عزل كل قوى الثورة المضادة والقوى الاصلاحية التي تهدف لاجراء ترقيعات شكلية على النظام الحالي، هذه القوى التي ضربت الانتفاضة وشوهتها، ولا تزال تتحين الفرص من أجل القضاء عليها، يجب فضح هذه الجهات وتعريتها والعمل بعيدا عنها، وعن خطابها التخديري.
اكتوبر على الابواب وليس امامنا سوى حشد كل الجهود واستكمال نضال الجماهير من اجل الوصول بالانتفاضة لتحقيق اهدافها باسقاط النظام الحالي، واقامة نظام جديد عموده الفقري، حكم الجماهير لنفسها، والخلاص من هيمنة الإقليم والقوى العالمية على قرار الجماهير في العراق.
#جلال_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟