أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - مصطفى محمود.. ومأزق الكتابة














المزيد.....

مصطفى محمود.. ومأزق الكتابة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 21:09
المحور: الادب والفن
    


كنّا قد نشرنا مقالاً، قبل فترة وجيزة، عن مصطفى محمود بعنوان "مصطفى محمود ونشره الخرافات" ووعدنا القارئ الكريم بأن نعزز ما ذكرناه هناك بمقال آخر، يخص ما نحن بصدده؛ وها نحن نفي بوعدنا.
نستطيع أن نقول: مصطفى محمود "قبل"، ومصطفى محمود "بعد"، (لا هي القبلية والبعدية التي تبناها الفيلسوف الالماني ايمانويل كانت -1724 1804) أي قبل رحلته المزعومة، وبعدها، فهو، حتى وأن كانت كتاباته (قبل) فمعظمها تتصف بالسذاجة والهامشية والسطحية، وخصوصًا، القصصية منها، وعلى سبيل المثال، القصة الطويلة التي اسماها "المستحيل" والتي افرغت منها للمرة الثانية قبل شهرين، فهي اشبه بالحدوتة المصرية، وقراءتها تعُد مضيعة للوقت، لكني قرأتها من باب الفضول، فهي لا تصلح حتى للمبتدئ في عالم القراءة، فضلا عن القارئ المحترف.
فالرجل أراد أن يقرن نهجه بنهج "ديكارت"، فأين منهجيته ومنهجية ذلك الفيلسوف الكبير، تلك المنهجية التي اصبحت كقاعدة فلسفية، "إذن أنا موجود" ففيها التفكير الصحيح الذي يفضي الى وجود الذي لا يتسرب اليه الوهم، ويعد ذلك الوجود لا مناص عنه، بمعنى أنك اذا شعرت بشعور سليم يناغم ذهنيتك بتفكير واعي، فأن ذلك سيفضي بك –لا محالة- الى الوجود الذي ترغب فيه، وتسعى الى الامساك به من تلابيبه.
وبصرف النظر عن الانتقادات التي واجهها "ديكارت" من قبل الكثير من الفلاسفة والمفكرين الذين انتقدوا هذه القاعدة الديكارتية.
وعلى كل حال، كانت الكوابيس التي تقطع نوم مصطفى محمود وتحرمه من لذة الوسن، نقول الله يعينه عليها، لأن المرض لا يُألم صاحبه، ولا يمكن للآخرين الشعور بذلك حتى اقرب الناس اليه. الكوابيس كانت تغزو افكاره، وتمنعه من اراحة جسده من النوم، بعد تعب النهار بشقاء العمل، فيذهب الى الرقاد، لكن دونما جدوى، فهي تتربص به، كأنها عدو يريد القضاء عليه، بخنقه وهو على فراش النوم، فيستيقظ مذعورًا، فلا يجد أي ملجئ يلتجئ اليه. هذه الكوابيس تتكرر أيامًا وايام. وكان يتصور أن الله يريد أن يعاقبه كونه لا يؤمن به، ولا يرضخ الى تعاليمه، هكذا كان يتصور الرجل. وهذه خلاصة فكرته التي وضعها في كتابه "رحلتي من الشك الى الايمان" وهو كتيب صغير بلغ مائة واربع صفحات من القطع الصغير.
ونحن، قد لا نلوم الرجل، فهو قد رأى أن الطرق مؤصدة امام ناضريه، والابواب مقفلة امام مسيرته الفكرية، بل وحتى العملية، فأتجه الى الحل الذي كان يراه أنه الحل الناجع.
وكتاباته ما بعد الرحلة، وصفها بعض الكتاب بالكتابات البائسة، لأنه اخذ يناقض افكاره الاولى، بل ينتقدها، ويتبرأ منها، فخرج لنا بأفكار جوفاء، وليته بعد الرحلة الطويلة لو أنه انقطع عن الكتابة وطفق يشغل اوقاته بمشاكل العمل، والقضايا الاخرى الكثيرة.
كأنه وقع اسيرًا تحت مأزق الكتابة، لا يستطيع أن ينفك عنها، ولو كان قد توقف عن ذلك كان الاجدى والاولى.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم القصيدة ورسالة الشعر عند الشاعر فاضل حاتم
- من أمسك بتلابيب ذهولي؟
- ظاهرة (الشعر الشعبي) آفة تستفحل
- القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية(1)
- أرُيدُ أن اطعن ثغركِ بالقُبلات
- القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية
- تسلية في فراغ جامح
- الفيلسوف الذي انتقد ماركس بشدة ووصفه بالنبي الكذاب
- تحدي
- بقايا وطن
- مجنون!
- رجلٌ مرشّح للهذيان
- هذيان في الحجر الصحي!
- انت تدخّن ايامك
- في ذلك الشارع الهرم!
- الحُسين!
- الحاكم العربي
- بساتين أحلامنا غزاها الشيب
- إنها الحرب يا صديقي
- اغتيال قصيدة!


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - مصطفى محمود.. ومأزق الكتابة