أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - ن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !














المزيد.....

ن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 09:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !


من مشتقات كلمة العيد استعادة او اعادة و هى سعى المؤمنين استعادة الزمن المقدس .و العيش فيه عبر الاحتفال به او تكراره فى الزمن ليظل حيا .و التكرار فى هذه الحالة يجعل الحال و كانه كما كان من قبل .
و عيد الاضحى مرتبط بالقصة الاسلامية ان الله طلب ذات يوم من ابراهيم طلبا غريبا.طلب منه ان يذبح ابنه ليمتحن ايمانه.لا شك ان هذا الطلب كان من اقسى ما يمكن ان يطلب من الانسان.و ابراهيم عرف انه طلب فوق قدراته الانسانية .و لكن النبى ابراهيم قرر قبول التحدى .و لو تمرد على هذا الطلب لعله فقد صفته المقدسه و صار شخصا عاديا .و نحن نعرف ان ادم و حواء تمردا فكان القرار الالهى بالطرد الفورى فتم نفيهما الى مكان مجهول لهما .و لعل ابراهيم فكر فى عاقبة التمرد او انه قرر ان يمارس ايمانه حتى الحدود القصوى فاذعن لطلب الرب. على كل الاحوال نحن امام تراجيديا حقيقية بطلها الانسان .
و هذا التراجيديا عرفها الانسان طوال وجوده على الارض .فذات مرة قرر الله اغراق الارض و التضحية بكل سكانها تقريبا من اجل ان يتم تصفية الفساد منها .و هكذا كانت سفينة نوح بركابها استثمار الله فى مجموعة صغيرة من المؤمنين عسى ان تسير الاحوال كما يريد الله . لكن الفساد عاد و عم كما كان .و الطبيعة البشرية من انانية و حسد الخ لم تتغير رغم كل هذه الاجراءات و سواء سكن الانسان القصور ام المغاور .لذا نجد فكرة التضحية بالانسان فكرة اساسيه فى الاديان الايراهيمية الثلاث .و هكذا جاء المسيح ليكون ضحية او فادى للبشرية فى سياق ثقافة تزخر بمثل هذه الافكار .
ففى تاريخ الاديان هناك لحظات حاسمة اى تغير طفيف بها كان يؤدى الى تاريخ اخر غير الذى نعرفه .
ماذا لو تمرد ابراهيم على اوامر الله ؟ هل كان سينفى الى مكان قصى ام ماذا . ماذا لو نجح تلامذة المسيح بتهريبه من الرومان و اليهود الى اماكن امنة فى بلاد فارس مثلا ؟ هل كانت المسيحية هى ذاتها التى نعرفها الان . ماذا لو عرف معارضو النبى محمد انه فى غار حراء و دخلو ا عليه و قتلوه ؟ هل كان الاسلام سيظل ما نعرفه الان ام سيتغير ؟ .اسئلة تطرح و لا يمكن الاجابة عليها بطبيعة الحال لانه من غير الممكن فهم كيف كان سيكون عليه الامر .
لكن المؤكد ان العيد هو عمل طقسى يهدف الى استعادة الزمن المقدس اوالزمن الاول. انه سعى الانسان ان يبتعد عن واقعه الفعلى لكى يعيش فى ما يعتقده انه زمن مقدس او زمن نقى افضل من زمنه .و هى ظاهرة يجدها المرء فى كل جيل حيث يتم الاعتقاد ان الجيل الاسبق كان افضل من الحالى.
ففى اديان الاسلاف و هى منتشره بين قبائل فى افريقيا و امريكا الجنوبية ,اى الديانات التى تعبد اسلافها الراحلون,ينظر للسلف على انه الواسطه بينه و بين الله .و هكذا نرى الطقوس من طعام و رقص حول قبور الاسلاف فى سعى لاستعادة الزمن المقدس الاول ,و هذه الاستعادة تظل الوسيله الوحيدة من اجل توحيد مجموعة المؤمنين و الابقاء على التماسك الاجتماعى .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سذاجة حالم
- كم نحن اغبياء !
- دعونا نصبح فيلة !
- هل نشهد ميلاد الحداثة العربية!
- بين حربين !
- ملاحظات حول مفهوم الوطن
- نحو بناء استراتيجة الامل فى المنطقة العربية !
- لاجل قطيعة تاريخية و ابستومولوجيه مع الجزيرة العربية !
- متاعب الكتابة
- عن النمل و العصافير و عن البشر!
- هل انتهت الايديولوجيا ؟
- الكونغو (قلب الظلام!!!) الحرب المنسية : 10 مليون قتيل و ملاي ...
- شكاليات ثقافية حول التربية و التعليم؟
- رياح تهب و مصائر تقرر!
- افى سوسيولوجيا الاسلام السياسى
- على ابواب عصر جديد !
- الدرس الاكبر فى الحياة!
- فى الايديولوجيا و العنف!
- عن عادات و طقوس الكتاب!
- القليل من التامل !


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - ن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !