|
مقولة- تلقتهما الأمة بالقبول- البخاري ومسلم- رؤية نقدية
محمد صالح جالو
الحوار المتمدن-العدد: 6669 - 2020 / 9 / 6 - 21:31
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مدخل: من رونق الدين الاسلامي أنه مبني على النقل والعقل . فالنقل هو الوحي بشقيه – الكتاب والسنة الصحيحة . والعقل هو السراج الذي ينير لنا الطريق من أجل فهم النقل فهما دقيقا. فالعقل لا يتعارض مع النقل الصحيح . والسعي إلى التفريق بين العقل والنقل سعي غير موفق، ولا يخدم الدين في حد ذاته . لأن الدين جزء لا يتجزأ عن العقل ، ولا دين بدون عقل. لعل أكبر أزمة فكرية مرت – ولا تزال- على التاريخ الاسلامي هي محاربة الفلسفة بكل أبعادها ، وجعل من يتجاوز مرحلة التلقين إلى مرحلة العلم أو النقد الفكري كافرا أو فاسقا ، أو غير سني. وهذا ما أوقعنا في كارثة عبادة الحروف ، فصرنا بدل أن نقرأ القرآن ، ونفهم الدين؛ أصبحنا نهتم بما قاله الفقهاء في سياق معين ، وفي زمن معين عن الدين . فكأننا لم نخرج عن عبادة الأصنام ، إلا لندخل في عبادة الفقهاء!!. لقد تم- ظلما- إبعاد كبار المفكرين والفلاسفة ، وشن الهجوم عليهم لأسباب سياسية محضة ، فقتلوا ، بل أعدموا ، وأحرقوا . وما قصة الفيلسوف الكبير ابن رشد الحفيد عنا ببعيد، فكأني به وهو يقول : أعظم ما وقعت علي من نكبة أني وابني طردنا من المسجد بقرطبة. وما زال هذا الهجوم اللاعقلي من قبل عبدة الحروف مستمرا إلى يومنا هذا. الحق؛ أن المنهج التلقيني الحرفي يعد المشكل الجوهري في منع التطور الفكري . فلا ينبغي للجيل المعاصر التمسك باجتهادات قديمة تمسكا حرفيا . فعندي أن تفسير عالم معاصر مقدم على تفاسير القدامى. فكل مفسر يدخل في عالم التفسير من مدخله الخاص. والمداخل في العصر القديم كانت مداخل لغوية أو تاريخية ، وربما سياسية . وأما في هذا العصر الذي يشهد تطورا ملحوظا في جميع مجالات الحياة ، فلدينا مداخل كثيرة لم يكن يستطيع أحد من القدامى التطرق لها لأنها لم يكن حية أصلا، ويمكن للمفسر المعاصر أن يستفيد من القدامى من المدخل اللغوي ، والتاريخي؛ مع استحضار المنهج النقدي البناء . فعلى سبيل المثال ، عندما ترجع إلى كتب الفقهاء وهم يتحدثون عن العبد ، فإنهم يربطون العبودية باللون الأسود، وأنا أحترم هؤلاء الفقهاء والمفسرين لأنهم فسروا القرآن والسنة في سياقه التاريخي. فليس من الموضوعية في شيء أن أنقدهم في هذا الصدد، لأنهم يفكرون بطريقة مختلفة عن الطريقة المعاصرة. وهذا ما يسميه المفكر الإسلامي الكبير أركون باللآمفكر فيه. وهناك حقيقة لا بد من البوح بها هنا؛ فحواها: ليس على الخلف اتباع السلف فيما اجتهدوا فيه . لأنهم اجتهدوا في زمنهم ، وعلينا نحن أن نجتهد في قضايانا المعاصرة. فلسنا ملزمين بالعض على تلك الاجتهادات والقراءات والتفاسير بالنواجذ . ولكن يمكن الاستئناس بها عند الحاجة. وهذا ليس عيبا في حد ذاته ، ولكن الخطأ الفاضح الذي ألقى عصا تسياره في هذا العصر : هو استحضار الاجتهادات القديمة ، واعتبارها النموذج الأعلى ، أو المرجع الاساسي . فكلما نزلت نازلة هرول الفقهاء إلى التراث للبحث عن نازلة مثلها أو شبيهة بها ، مما أورث الأمة حضارة التلقين، وصار كل من يمارس النقد ، يرمى بشتى أنواع التهم : إنه علماني، عميل الغرب، منحرف، حاطب ليل. وهذا ما جعل النقد في قاموس الكثيرين علامة من علامات الردة . إن تفسير القرآن قراءة بشرية لكلام الله ، ولا يمكن لأحد الجزم بأن التفسير الفلاني هو الصحيح المطلق ، لأنه عمل اجتهادي ، والخطأ من لوازم البشرية . وهذا ما أشار إليه إمام دار الهجرة بقوله : كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر. وهذه ميزة تدل على أن القرآن كتاب حي، صالح- تلاوة وتجويدا- لا حكما وتفسيرا- لكل زمان ومكان. لأن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان والعادات . فهناك بعض الأحكام الواردة في القرآن الكريم يجب قراءتها في سياقاتها التاريخية، ومراعات الأسباب والعادات الاجتماعية في البيئة البدوية العربية القديمة ، ويمكن أن نسوق لذلك مثالا لقوله تعالى: " واهجروهن في المضاجع واضربوهن" فضرب المرأة اليوم لم يعد ممكنا ، بل حتى رفع الصوت عليها . فهذه الآية لا يمكن العمل بها اليوم، لتغير الزمان والعادة . وكذلك قطع يد السارق . وضرب الزاني . وينبغي التأكيد على أن الاسلام أمر فقط بضرب الزاني متزوجا أو محصنا ، أما قتل الزاني فمخالف لروح الاسلام الذي جاء لحفظ الأرواح . ويمكن أن أضيف مثالا أخر من أجل التوضيح ، فعندما يتكلم القرآن عن حور العين ، نجد المفسرين القدامى يصفون حور العين بأنهن نساء بيضاوات ، وهذا طبعا من منطق مفهوم الجمال في البيئة التي كانوا يعيشون فيها . فلو طلب مني كباحث افريقي وصف حور العين من منظور قرآني ، فلن أقول بأنها امرأة بيضاء طويلة الشعر، أقنى الأنف، لأن هذا مغاير عن كنه الجمال في البيئة التي نشأت فيها . فالمرأة الجميلة تختلف من ثقافة إلى أخرى. فلو نقلت حرفيا تفاسير علماء عاشوا في غير بيئتي ربما لزرعت الشك في قلوب المستمعين . فالنصوص القرآنية نصوص مفتوحة ، تحتمل قراءات وتفسيرات متعددة، ولكل زمان مفسروه. ينبغي على الصحوة العلمية المعاصرة نقد الماضي ، من أجل تصحيح الحاضر ، فالماضي لا يروى للتفاخر أو للتباهي ، أو على فكرة أنه أمجادنا. لا أدري ما لحكمة في التحسر على الماضي ؟ أليست سخرية صغيرة عندما تسمع خطيبا يتباكى على ضياع الأمجاد ؟ يثني على المعتصم بالله لأنه بطل عربي أنقذ امرأة ، ثم يلعنه لأنه من عذب الإمام حنبل ؟، يكفر ابن رشد الحفيد ، ويفتخر به لأنه الفيلسوف المسلم الذي أنار الغرب، يحذر من عذاب القبر ، ويذم الغنى ، وفي الحال يسكن في قصر منيف ، وعنده خادمة ، وسائق .. الحق أن هؤلاء البكاؤون مثقلون بالمواد الفكرية التي تعد سببا أساسيا في تخلف الاسلام . . لا تتعجب من سقوطك ، ولكن ابحث عن سبب سقوطك. الخطابات النارية قد تثير لحظة ، ولكنها سرعان ما تنطفئ حريقها.
تلقتهما الأمة بالقبول – البخاري ومسلم- إذا دققـنا النظر في الكتب الفقهية ، أو المراجع الدينية بصفة عامة، ندرك أنه يغلب عليها الثقافة الدينية التلقينية التي تحاول إرجاع الأمة المعاصرة إلى عصر ثقافة النصوص . وهذه كارثة فكرية تدفن الإبداع ، وتؤدي بكل تأكيد إلى الأزمة الفكرية ، أزمة تقديس النصوص ، بل أصحاب النصوص . ولن تمنح للأمة إلا نفس النسخ الفكرية التي لا تختلف عن سابقتها... وجدير بالذكر ، أنني عندما أنقد اجتهادا عمريا مثلا، لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال الانتقاص من مكانة عمر السامية ، ولكني بكل بساطة ؛ أناقش رأيا فقهيا اجتهد فيه عمر في زمن معين ، مختلف عن الزمن الذي أعيش فيه. فعلى سبيل المثال ، حصر عمر المدة التي يحق للزوج فيها الغياب عن زوجته بستة أشهر، وسار على ذلك الكثير من الفقهاء القدامى. ولا ريب أن هذا اجتهاد من عمر ، إذ لم يرد فيه نص صريح ، ومن المعلوم أن زمن عمر يختلف عن الزمن الذي أعيش فيه، فليس من الفقه في شي التمسك بهذا الاجتهاد العمري مع تقديري وإجلالي له . ينبغي أن نفرق بين نقد التراث الديني ، وبين أصحاب التراث . فعندما ينقد كتاب للعالم الفلاني لا يعني الانتقاص من قيمته العلمية ، ومكانته المرموقة. ما أومن به أنه لا أحد فوق النقد إلا الله ورسوله . ما يدهشني اليوم عندما أتكلم عن عالم ما ، فكأني أتكلم عن نبي مرسل لا يجوز نقده ، على الرغم أني لا أقوم بأكثر من نقد منهجه ، ومناقشة أفكاره ، وهذا حق كل باحث. رجوعا إلى الموضوع ، وبكل موضوعية ، فإن الصحيحين حظيا بما لم يحظ به أحد من علماء الحديث ، وبذلا قصارى جهدهما في جمع ما صح من الأحاديث. علما بأنهما لم يستوعبا كل الصحاح كما أشار إلى ذلك الكثير من العلماء مثل ابن الصلاح في المقدمة، والسيوطي والعراقي في ألفيتهما. إذا رجعنا إلى التراث نجد أن مقولة" تلقتهما الأمة بالقبول" أطلقها ابن الصلاح، بعبارة " أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم تبعه النووي في شرح مسلم. وهي تعني أن كل ما في الصحيحين من الاحاديث صحيحة ، ويجب العمل بها. ومن المؤكد لدى جل علماء المصطلح أن مفهوم الصحيح لا يعني القطع بصحة صدوره ، بل هو ظني الصدور مهما بلغت درجة صحته . إن قول البخاري : لم أدخل في كتابي هذا من الأحاديث إلا ما صح …. لا يعني بالضرورة القطع بصحة كلما أورد في كتابه . فالحديث مهما بلغت صحته فإنه يبقى ظني الثبوت ما لم يكن متواترا . وهذا هو مذهب جل علماء الحديث ، ورجحه النووي في التقريب . بخلاف ابن حزم في الأحكام. واختار ابن الصلاح أن ما أخرجه الشيخان أو أحدهما مقطوع بصحته ، والعمل اليقيني به . ولكن الغريب ، أن ابن الصلاح نفسه استثنى من ذلك بعض أحاديث الصحيحين التي تكلم عليها النقاد مثل الدارقطني . والحق الذي ترجحه الأدلة عندي أن الحديث الصحيح يفيد العلم اليقيني سواء في الصحيحين أو في غيره . وأن أصحاب الكتب الستة لو يستوعبوا جميع الصحاح ، وفيها بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة. فباب التصحيح والتضعيف مفتوح ، لأنه ضرب من الاجتهاد الذي لا ينقطع على حد تعبير الشاطبي . وما ذهب إليه ابن الصلاح إلى أنه يتعذر التصحيح والتضعيف قول واهن جدا . فقد رد عليه العراقي وغيره ، وأجازوا لمن قويت معرفته أن يحكم بالصحة والضعف. وقول ابن الصلاح هذا مبني على القول بمنع الاجتهاد بعد الأئمة ، وهو قول مخالف للأدلة النقلية والعقلية. قال السيوطي في ألفيته: جريا على امتناع أن يصححا في عصرنا كما إليه جنحا وغيره جـــوزه وهو الأبـــر فاحكم هنا بما له أدى النظر. ما أريد الوصول إليه ، أن الامام البخاري – وهو مقدم طبعا على مسلم- خلف مخطوطة تحتوي على ما توصل إليه من أحاديث على شروطه. وهذه النسخة التي خلفها الامام البخاري بكل تأكيد ليست هي النسخة المتداولة اليوم. وما يوقع الباحث في حيرة : أن أقدم نسخة للبخاري لم يعثر عليها إلى بعد مائتين سنة أو أكثر من وفاة البخاري. وهذا يجعلنا نميل إلى أن كتاب البخاري على فرضية أنه هو صاحب الكتاب، وظف توظيفا سياسيا و اقتصاديا ، واجتماعيا ، وفكريا ، فأدرج فيها الكثير من الأحاديث. فكل من وصلت إليه نسخة يضيف فيها ما يؤيد به مذهبه وأفكاره . خاصة وأن الامام البخاري توفي قبل أن ينتهي من تبييض كتابه كما أشار إلى ذلك الامام أبو الوليد الباجي . وحري بالذكر ، أن مسألة إجماع الأمة أو تلقتهما الأمة بالقبول، تعد جوهر مأساة الباحث المعاصر، إنه مجرد دكتاتورية فكرية ، وذبح للإبداع. الكتاب الوحيد الذي تلقته الأمة بالقبول ، وسيبقى مقبولا لدى الأمة إلى قيام الساعة هو القرآن الكريم. ما عداه ، فعمل بشري، يحتمل الصواب والخطأ. قال الإمام حنبل " من ادعى الإجماع فهو كاذب ، وما يدريه لعل الناس اختلفوا".. نماذج من الأحاديث الموضوعة في الصحيحين وغيرهما: القرآن الكريم وحي، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وحي أيضا ، لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى . فالوحيان لا يتعارضان، ولا يتعارضان مع العقل البشري. يجب أن نعطي للعقل كامل الفعليات ، ونحرر الدين من ألاعيب السياسة ، و العقل من أغلال النصوص التي تحاصره. ما لم نحرر العقل ، ونعطيه السيادة المطلقة ، فإننا سنبقى متخبطين في أوهام التخلف في كل مجالات الحياة. ما زلنا ننتظر إبداعات غربية ، ثم نصرخ في وجه العالم بأن هذا العلم موجود في القرآن ، أو في الأحاديث الشريفة. إن الدعوة إلى نقد النصوص التراثية على ضوء المنهج العلمي المعرفي لا يعني دفن الماضي ، أو الدعوة إلى التخلص منه ، فالماضي جزء من الحاضر ، والحاضر هو الجسر الموصل إلى قمة المستقبل . ولكن المشكلة هو الإيمان المطلق بالماضي ، واعتباره النموذج الأمثل الذي يجب أن نتبعه . وهنا ، وبهذه العجالة سأشير إلى بعض الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي موجودة في الصحيحين ، أو في أحدهما أو في باقي كتب الحديث، وهي مخالفة للنص القرآني ، أو للعقل البشري الذي لا يمكن أن يتعارض مع النقل ، أو مع العلم الحديث . إن رد أي حديث مخالف للعقل والعلم الحديث أسهل علي من الشك في نبوية النبي صلى الله عليه وسلم . فهناك بعض الأحاديث يجعل المرء إن لم ينتبه يشك في عدالة النبي – وهو النبي العدل، الصادق المصدوق بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم . وهنا أقول ، وأتحمل كامل المسؤولية أمام الله يوم القيامة ، أن كل حديث خالف القرآن ، أو العقل فهو رد . فالحديث جاء لتفسير القرآن لا ليعارضه ، لأنهما من مشكاة واحدة ، فأنى لهما أن يتعارضا.. لقد علم النبي بأنه سيكذب عليه ، لذلك جاء الوعيد الشديد لمن يخترع عليه الكذب. ذكر علماء الحديث أمورا كثيرة يعرف من خلالها الحديث الموضوع. قال ابن الجوزي : ما أحسن قول القائل : إذا رأيت الحديث يباين المعقول ، أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع . هذه هي القاعدة الكلية التي يجب استحضارها عند قراءة كتب الأحاديث والسير .. وكذلك اشتمال الخبر على وعد أو وعيد شديد. قال السيوطي في ألفيته: وقال بعض العلماء الكمل احكم بوضع خبر إن ينجلي قد باين المعقول أو منقولا خالفه أو ناقض الأصولا . ومن هذه الأحاديث التي يستحال نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أولا : لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة . نعلم جميعا بأن العالم ذكوري منذ القدم ، وأن جميع الشعوب كانوا ينظرون إلى المرأة نظرة دونية ، والإسلام هو الدين الذي رفع مكانة المرأة ، سوى بينها وبين الرجل ، بل جعلها شقيقة الرجل . فلا فرق بين الرجل والمرأة في الإسلام ، إذ كل إنسان رهين بعمله . وهذا الحديث وبلا شك مخالف للواقع ، وللعقل السليم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، ولا يمكن أن يقول كلاما لا فائدة منه ، لأن جميع كلماته وحي إلهي . وهذا الخطاب بغض النظر عن خلوه من أي فائدة ملموسة ، فإن فيه استخفاف بالجنس اللطيف. فعقل الرجل ليس بأذكى من عقل المرأة. لو درس رجل وامرأة الإدارة أو القانون، وتخرجا بنفس التقدير فإننا لن نجد أي فرق ملموس بينهما . فالمرأة الحاصلة على درجة علمية في الإدارة قادرة على إدارة دولة بنجاح . فقد شاهدنا نساء ناجحات في جميع المجالات المعاصرة . وكيف يعقل أن يصدر مثل هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من أنزل عليه سورة سبأ التي تحكي قصة بلقيس الملكة الناجحة ؟.. بل أمنا عائشة كانت عالمة ومثقفة . وأمنا خديجة كانت تاجرة ناجحة . ثانيا : حديث الرقية بالفاتحة : لقد شاع في هذه الآونة الأخيرة ما يعرف بالرقية الشرعية ، أو الرقية بالقرآن ، وهو ما أسيمه بالمنهج الذكي في أكل أموال الناس بالباطل . القرآن جزء ، والله هو الكل لا أعني الكلية ، والكل لا يعرف بالجزء ، ولكنه يدل عليه . وهذا الكلام يجرني إلى مسألة خلق الله ، وهي مسألة سياسية بامتياز ، لا علاقة لها بالدين .. بعيدا عن هذا البعد الفلسفي الذي لا يزيد أو ينقص من الإيمان شيئا. فلو كنت مكان الامام بن حنبل لما تحملت كل ذلك العقاب . فالله؛ وهو الكل الذي يدل عليه كل شي ، لا يعرف -حقيقة- بالجزء الذي هو القرآن . فلو لم ينزل الله القرآن لصدقنا يقينا بوجوده في السماء . القرآن كتاب عبادة ، وليس كتاب طب، أو رقية . لقد حكيت خرافات كثيرة في التاريخ الاسلامي عن العلاج بالقرآن ، وفتح البعض محلات تجارية ربحية من أجل أكل أموال الضعفاء باسم القرآن. يا سادة القرآن شفاء روحي ، ينقي القلب ، ويكسوه راحة والطمأنينة. إن كتابة القرآن لتقوية الذكاء ، أو للرزق ، أو لأي شي آخر لا يجدي نفعا . فإعجاز القرآن يكمن في لفظه المتعبد به ، وفي معانيه وأحكامه الصالحة للتغير في كل زمان ومكان . وما ورد في القرآن الكريم من آيات الشفاء مثل قوله " شفاء "" قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ". فالشفاء هنا يعني الشفاء الروحي ، أو الشفاء عن الجهل . ليس شفاء عن الأمراض البدنية . فلو كان القرآن كتاب طب ، لصار كل من فسره ، وأتقنه طبيبا . ينبغي أن نفرق بين العلم ، والدين ، فالقرآن كتاب دين ، وليس كتاب طب أو علوم أو اقتصاد ، حتى وإن ورد فيه بعض الآيات التي تعالج المشاكل الاقتصادية مثل تحريم الربا ، فإن ذلك لن يجعل القرآن كتاب اقتصاد . فمسألة الربا تندرج ضمن المشاكل الاجتماعية ، فلم يكن من المنطق أن ينزل وحي على نبي دون التعرض لهذه المشكلة التي كانت تحرق كاهل المجتمع. فأما هذا الحديث – الرقية بالفاتحة - فيبقى محل نظر ، فلو كان القرآن كتاب رقية ، أو يشفي من الأمراض غير الروحية ، لصار كل من حفظه طبيبا متخصصا . نحن نعلم بأن المسلمين وهم يقرؤون القرآن ليل نهار متخلفون في الطب . وهناك طرفة لا بد لي من سردها ، كنت أعمل راقيا مع أخ فاضل ، فكان يقول لي: إنه يرسل جميع الجان الذين يخرجهم من جسم المريض إلى فلسطين للجهاد . وقد قضى أكثر من عشرين سنة في هذا المجال ، سألته : إذا كنت قد أرسلت كل هؤلاء الجان إلى فلسطين للجهاد فلماذا لم ينتصروا إلى حد الساعة ؟… وهناك راق آخر ، يقول إنه يحدث الجان ، فإذا أسلم جني كافر ، أرسله إلى السعودية … الحق، أنه لا حقيقة لما يعرف بالعلاج بالقرآن ، ولا بالرقية الشرعية . فالحن مثل البشر ، فلن يحرقهم القرآن ، أو يقتلهم . فإذا سمع جني تلاوة القرآن كمثل سماع الانسي له. هل الكافر الانسي يصعق عند سماع القرآن ؟ . المشكلة هي ، أن العقل الانساني مولع بالخرافات ، ويميل إلى تصديقها حد اليقين . وأغرب شيء سمعناه في هذا المجال، ما يروى بأن الامام أحمد أرسل نعله مع شخص ، فخرج الجني من جسد المريض بمجرد إحضار نعل الامام ، فلما مات الامام ، جاءوا بنعله ، فقال الجني : لقد مات الامام أحمد . عندما تقرأ بعض الكتيبات في مجال الرقية الشرعية ، أو نشاهد بعض الفيديات ترى عجبا. لا شك أن المقصد الاقتصادي هو الهدف الأساسي لانتشار هذه الظاهرة. وأتساءل ، لماذا لا يصرع الناس وبهذه الكثرة إلا في البلدان الاسلامية؟. ففي الغرب مثلا، لا نسمع بأن فلانا مصاب بالمس، أو بالعين ، أو بالحسد . هل لأن الجان في البلدان الغربية متحضرة جدا لا تؤذي؟. يجب أن نتجاوز مرحلة الميتافزيقية – على حد تعبير أوجست كونت- الفرنسي- المتمثل في الإيمان المطلق بالغيبيات إيمانا مطلقا، إلى مرحلة الفلسفية ، والعلمية . أصبح كل من يشعر بألم طبيعي في الرأس، أو خسرت تجارته ، أو لم يحصل على وظيفة ، يزعم بأنه مسحور أو به مس، فيلجأ مباشرة إلى هؤلاء الرقاة فيأكلوا ماله ، ولن يحصل المراد . ثالثا : حديث حبة السوداء . حبة السوداء دواء لكل داء إلى السام . من الصعب جدا أن يصدر مثل هذا الخبر المخالف للعقل والعلم عن نبي لا ينطق عن الهوى . طبيا ، لا يوجد دواء واحد يشفي من كل الأمراض، فكيف بحبة صغيرة ؟ . وأنا أتساءل بكل موضوعية ، إذا كانت هذه الحبة دواء شاف لكل الأمراض، لماذا لا نعالج به فيروس كورونا ؟ بل لماذا لا نصنع منها دواء لكل الأمراض المعدية؟ . أقرب إلى العقل ، أن أحد الحكماء المعالجين التقليدين من أطلق هذا الحكم ، فتم إدراجه خطأ في كتب السنة . مثل قول أحدهم" لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا". فلو صح أن النبي هو من قال هذا الخبر ، لعولج بها كل الأمراض ، لأنه لا ينطق عن الهوى. ولكنه حديث موضوع ، مخالف للعقل والنقل ، والعلم الحديث .. وأغرب شي سمعته من أحد عبدة الحروف، أن هذه الحبة تعالج الايدز ، ومرض السكر ، وداء القلب .ولكن لماذا مازال داء الايدز يفتك بالناس إلى يومنا هذا، وخاصة في البدان الاسلامية. ما يجدر الاشارة إليه أن النبي ليس طبيبا ، بل كان نبيا مرسلا . فيجب التفريق بين العلم والدين ، فالطب علم مبني على التجربة ، بخلاف الدين المبني أساسا على كلام الله . انتشر الطاعون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم نسمع بأنه أمر بشرب هذه الحبة ، أو الاغتسال ببول الإبل أو شربه ، فلو كان طبيبا لما كتم ذلك ، لأن الكتمان حرام على الأنبياء . فالرسول طبيب للأرواح لا الأبدان. رابعا: ماء زمزم لما شرب له: إن قضية مناقشة النصوص الدينية ، وخاصة الأحاديث والسير لم تطرح بعد بعمق في العالم الاسلامية . وهذا ما يفسر لنا تمسك الجيل المعاصر ببعض الأحاديث المخالفة للعقل والعلم الحديث دون إمعان العقل فيها . يكفي أن يقال قال النبي كما في الصحيحين ، ليعتبر ذلك الخبر مقدسا. بمجرد الرجوع إلى التاريخ ، ندرك بأن قصة زمزم خرافة تاريخية لا حقيقة لها . أولا : باتفاق جميع الرواة ، كان ماء زمزم موجودا قبل النبي صلى الله عليه وسلم. وكان العرب يشربونه كما يشربون باقي المياه دون أي تمييز. ولم تسمع ولو شاعرا عربيا يتباهى بهذا الماء، لأنه كان مجرد ماء لا أكثر. ثانيا : عندما نتأمل قصة ظهور ماء زمزم ، نخلص إلى أن القصة حكاية من حكايات العرب القديمة ، مثل قصة حرب بسوس . وهي باختصار: إن إبراهيم عليه السلام لما أنجبت زوجته هاجر، غارت زوجته الأولى ، فأخذها إلى الصحراء ، وتركها هناك مع وليدها الصغير. ولم يترك لهما إلا قليلا من التمر والماء . فلما ولى ، نادته هاجرة ثلاثا ولم يجب ، فقالت : الله أمرك بهذا؟ فقال : نعم. فقالت: إذا لن يضيعنا الله. بعد عدة أيام ، انتهى الزاد ، فحرجت هاجر تتجول بين الصفا والمروة، وكان الوليد يبكي ، ويضرب الأرض برجليه ، وفجأة انفجر الماء ، فلما رجعت أمه ، بدأت تجمع الماء وتقول : زمزم زمزم.. وهكذا.. وبعد سنوات ساكن هاجر في هذه الصحراء العمالق ، فلما بغت ، طردتهم قبيلة جرهم، ومن هذه القبيلة تعلم إسماعيل العربية . وبعد إقامة طويلة، طغت جرهم، فنزل سيل عرم أجلاهم، فلما همت جرهم بالرحيل، ،دمرت الماء ، وطمسته حتى لم يبق له أثر . بقي مكان الماء مجهولا سنين طويلا ، حتى أتى آت إلى شيبة فأمره بحفر الماء بين فرث ودم والنمل. وفي بعض الروايات ، بقي مكان الماء مجهولا حتى حفره النبي صلى الله عليه وسلم . أشار إلى هذا العلامة الشنقيطي أحمد البدوي في عمود النسب بقوله: وربضا كان ؛ وحين انفجرا لآجر الماء لها الخلق جرى وغاض زمزم لبغض جرهم وخبؤوا فيه هدايا الحرم ليلا إذ ازمعوا الجلا وطمسوه ولم يزل غفلا لدى من آلفوا ودل شيبة عليه بالدم والفرث والنمل ونفر الأعصم والذي يبدو لي بعد جمع الروايات الواردة في هذا الباب ، بأن الماء المنتشر اليوم باسم زمزم ليس سوى نهر أجرت الحكومة السعودية . أما زمزم – هذا إن صح أصلا وجود ماء يعرف بزمزم- فإنه لم يكتشف بعد أن دمرته جرهم. ومن المعلوم أن العرب كانوا يعيشون في الصحراء ، وتعلمون شدة الحر فيها ، فلما غيض زمزم حفروا بئرا أطلق عليه اسم زمزم من أجل سقاية الحجيج. . فماء زمزم ليس سوى خرافة من الخرافات التاريخية. تأملوا معي : ترك خليل الرحمن زوجته في الصحراء، ثم انفجار الماء في الصحراء . طمس جرهم الماء. حفر شيبة له بعد مئات السنين، ثم التداوي بشربه . هذه سلسلة من الروايات المتضاربة، ليست سوى ركام من الخرفات . وهناك طرفة لا بد من ذكرها هنا ، في افريقيا هناك أنهار يقال بأنها لا تحب الضيف ، ومن الغريب أن الضيف إذا سبح في هذه الأنهار غالبا ما يغرق. وهذه الأنهار ما زالت موجودة إلى يومنا هذا . فمنذ قرون وأهل مكة يشربون زمزم بنيات مختلفة، وإلى يومنا هذا لم نسمع عن أي اكتشاف علمي ، أو اختراع تكنولوجي سعودي، أو حتى صناعة لقاح ضد فيروس معدي. فزمزم يا سادة مجرد نهر ، أجرته الحكومة السعودية من أجل سقاية الحجاج . فالماء ماء ، لا فرق بين ماء زمزم وبين ماء الأنهار الموجودة في أقاصي افريقيا . والانسان لما حلم له . والأحلام تتحقق إذا واتتها الإرادة . خامسا : الأئمة من قريش: هذا الحديث بلا شك مخالف لنص القرآن الكريم الذي جعل الأمر شورى . جعل عمر الأمر من بعده شورى . لا يخفى أن هذا الحديث وضع لغرض سياسي بحت . كل حديث خالف النص القرآن فهو موضوع . لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم اشتد الخلاف فيمن يتولى الأمر من بعده ، وذلك قبل دفنه أصلا. قال قائل : أتريدون أن تنزعوا هذا الأمر منا ، والله إن الخلافة من قريش . كسر عمر بن الخطاب جرة الخلاف بقوته ، فأعطى زمان الأمر لأبي بكر ، ثم رد أبوبكر إليه الأمر ، فلما أتى عمر اليقين ، جعل الأمر شورى. فلو أراد النبي أن يكون الأمر في أهل بيته ، لصرح بذلك، ولولى ابن عمه قبل وفاته ، ولكن لم يقدم أحدا. لأن القرآن يقول" وأمرهم شورى بينهم". سادسا : حديث الإسبال : ما أسفل من الكعبين ففي النار، وفي بعض الرواية : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر غليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل إزاره . ذكر السيوطي رحمه بأن من علامة حديث الموضوع أن يشتمل على وعيد شديد . هذا الحديث مخالف لروح الإسلام ، ولكثير من الأحاديث ، وخاصة حديث من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة . فكل من نطق بالشهادتين ، وصلى وزكى دخل الجنة بإذن الله . إن الله أرحم من أن يعذب عبده ، ولا ينظر إليه من أجل الإسبال . فاللباس مسالة شخصية ، يمكن للمرء أن يلبس ما يشاء . فالنبي كان يلبس نفس اللباس الذي كان يلبسه كفار قريش . فاللباس لا دين له . لذلك لا تشبه في اللباس . ومثل هذا الحديث من حيث الوعيد بعذاب أليم بفعل صغير ، حديث تحريم المصافحة التي رواه الطبراني : لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له .. يعني أن توضع إبرة على رأس الشخص فيدق حتى الموت خير له من يمس امرأة . من المعلوم في الشرع أن المصافحة مع الشهوة ليست من الكبائر ، فلكيف يأمر النبي بقتل من مس امرأة؟ فطبعا هذا الحديث مخالف لأحاديث كثيرة ، فالدين جاء أساسا من أجل حفظ النفس ، لأن من" قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا" ، فكيف يأمر من جاء من أجل حفظ أرواح الناس بقتل من مس امرأة ؟..حتى لو فسرنا المس هنا بالمباشرة في الفرج فإن الحديث يبق محل نظر، لأن الشارع الحكيم لم يأمر بقتل الزاني محصنا كان لا، إنما الرجم مسألة اجتهادية لا أكثر . فالقرآن الكريم لم ينص على قتل الزاني، فكيف يعقل أن يقتل إنسان اعتمادا على حديث أحاد؟ وهل تهون حياة الناس إلى هذا الحد؟.. وقد يقول قائل " لا اجتهاد ما وجود النص" وأنتم تعلمون أن عمر اجتهد في مسألة قطع يد السارق ، من ذلك اليوم لم تقطع يد . وهذه قاعدة غير دقيقة ، إذ لا يمكن الاجتهاد إلا مع وجود النص . صفوة القول: هناك أحاديث كثير في الصحيحين ، وفي باقي كتب الأحاديث ، مخالفة للمنهج النبوي الشريف ، وللنصوص القرآنية ، وللعقل البشري. فقد ذكرت البعض ، وتركت الباقي إلى حين خروج كتابنا " استخراج الأحاديث الموضوعة من الصحيحين" . مثل حديث" إعراض النبي عن الوحشي حين جاءه مسلما . وحديث تعذيب الميت ببكاء أهله عليه. أحاديث السمع والطاعة لولاة الأمر. وغيرها. وأخيرا: يجب تكوين لجنة علمية من أجل إعادة النظر في كتب الأحاديث ، وفي السير النبوية المليئة بحكايات تمس جناب النبي صلى الله عليه وسلم . إن البخاري ومسلم احتويا على كثير من الأحاديث الصحاح ، ولكن تم إدراج بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيهما لأعراض سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية . وإن مقولة" تلقتهما الأمة بالقبول" أو مصطلح الإجماع مقولات واهنة مثل بيت العنكبوت غير مبنية على أي أساس منهجي أصيل، صنعت لتضع أغلالا على العقل النقدي. الكتاب الوحيد الذي تلقته الأمة بالقبول هو القرآن ، مع أنه يجب أن نفرق بين القرآن الذي هو كلام الله، وبين كتب التفاسير التي هي تمثل بشري، يعتريه الخطأ والصواب . ندعو بقوة إلى إعادة كتابة التاريخ الاسلامي ، وتفكيك القداسة عن التراث ، على ضوء روية منهجية نقدية. بذلك يمكن لنا الوصول إلى نتيجة أقرب الاقتناع. من المؤسف جدا ، أن الحلقات العلمية ، مع الجامعات تخرج الملايين من الباحثين كل عام بلا أي عقلية نقدية . فالتاريخ في ظاهره الأخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق. كما يعبر ابن خلدون. والعقل البشري ؛ نعمة إذا تحرر، ونقمة إذا تحجر..
#محمد_صالح_جالو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحراطين وأسئلة الانتماء العرقي
-
تكوين أئمة الأفارقة بالمغرب -رؤية نقدية-
-
تساؤلات حرجة إلى علماء شنقيط؟ ؟
المزيد.....
-
5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
-
من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا
...
-
مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما
...
-
المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و
...
-
هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار
...
-
ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما
...
-
القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج
...
-
الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
-
صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد
...
-
إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|