أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ما القضية التي تشغلنا














المزيد.....


ما القضية التي تشغلنا


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن الإحاطة بتعقيدات الوضع العربي الراهن ومآلاته الممكنة، تلك الواردة في الحسبان، أو حتى تلك التي يصعب استشرافها حالياً، بمعزل عن فهم التعقيدات التي طبعت هذا الوضع طوال العقود الماضية، فالأمور ما كانت ستصل إلى ما هي عليه، إلا على خلفية أزمة شاملة متعددة الأوجه، جرى تجاهلها والاستخفاف بتبعاتها، رغم التحذيرات التي أطلقت هنا وهناك، حتى لو لم تأتِ هذه التحذيرات على شكل مشاريع واضحة وشاملة . استكمالاً لحديث سابق هنا خَلُصَ إلى دعوة بضرورة اجتراح الأسئلة الصعبة، يمكن ملاحظة أنه حتى اللحظة، يلاحظ غياب السجال الفكري والسياسي في مجتمعاتنا . صحيح أن هناك تجاذباً في الصحافة وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنه للأسف الشديد ليس سجالاً فكرياً أو سياسياً، يتناول أطروحات وأفكاراً ومفاهيم تحاول ولو من باب المحاولة على الأقل، تلمّس تعقيدات وضعنا المأزوم، واجتراح الحلول لها، وإنما هو دوامة مستمرة من السباب والهجاء الخالي من المعنى . والشاعر العربي القديم عندما كان يهجو أو حتى يمدح كان يكتب شعراً حقيقياً خلده الزمن، على خلاف ما تعج به الساحة الراهنة، من تنابز بالألقاب، ومن استنفار للغرائز المذهبية، إيغالاً في تمزيق نسيج المجتمعات وتماسكها .

روى الكاتب الراحل أنيس منصور حكايةً جرت له في وقت ما في ستينات القرن الماضي على الأرجح، إذ حدث أن دعاه أحمد بهاء الدين هو وكامل زهيري لمرافقة شاعر أجنبي كبير كان يزور مصر، يومها بدعوة رسمية، في رحلة إلى مدينة الأقصر، وفي ليلة قمرية خرج الثلاثة: منصور وبهاء الدين وزهيري إلى رحلة على متن زورق فوق سطح النيل . كان الشاعر الأجنبي مستلقياً في الزورق مأخوذاً بالقمر والليل والنيل يتأمل في ما يرى . وفجأة ومن دون سابق حديث سأل الضيف مضيفيه: ما القضية التي يتجادل حولها المفكرون والمثقفون في مصر، فيتفقون أو يختلفون؟ ما الذي يشغلكم؟ ما هي قضيتكم؟

يقول أنيس منصور إن السؤال فاجأ جميع من هم على الزورق، واجتهدوا في تقديم إجابة . كامل الزهيري تحدث عن الأدب والجدل في الواقعية كمدرسة، معها أو ضدها . منصور نفسه تحدث عن الوجودية بوصفها رداً لاعتبار الفرد في مواجهة ما فعلته به الشمولية، وأحمد بهاء الدين تحدث عن أمر ثالث، وهكذا . فما كان من الشاعر الضيف إلا أن روى لزملائه المصريين حكاية عن فنان طلب منه أن يرسم بورتريه لرجل مهم، ولكن في وجه هذا الرجل المهم ثمة عاهة، إن أظهرها في الرسم قد يأخذ عليه ذلك، فاحتال الفنان بأن رسم وجه الرجل من زاوية نظر جانبية، أو ما يعرف ب البروفايل، وما ذكرتموه من أجوبة ليس أكثر من بروفايلات لواقعكم، إنكم تتفادون النظر إلى الواقع كما هو تماماً كما فعل الفنان الذي تحاشى رسم البورتريه ولجأ إلى البروفايل . وضعنا العربي على هذا الحال، فهو وضع مركب اشتبكت فيه الأمور في عقدة بحاجة إلى فك خيوطها المتراصة، ولا تصح مقاربته على طريقة البروفايل الجانبي، وإنما على طريقة البورتريه الشامل الذي يرى المشكلة من جوانبها المختلفة، إذا أردنا فعلاً استيعاب مقدمات وتداعيات ما جرى ويجري، وتجاوزه في اتجاه المخرج .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة
- «كورونا » يكشف عاهات العالم
- محنة المثقف
- سمير أمين
- فيلتسيا لانغر.. وداعاً
- هكذا تكلّم أحمد سند في الأول من مايو
- معاقبة موسكو أم ترامب؟
- بين البحرين وتونس
- الروس والعرب
- إرهاب عابر للقارات
- ترامب الأوروبي
- المهم وغير المهم
- المرأة الحديدية
- سعيد العويناتي .. رجل ضد النسيان
- مقدمة كتاب علي دويغر
- بين القيصر والسلطان .. بندقية
- عبدالله خليفة في مبحثه عن الاتجاهات المثالية في الفلسفة العر ...
- لماذا لم يلتقِ تولستوي وديستوفسكي؟
- ناظم حكمت وبابلو نيرودا.. قدر القلوب الكبيرة


المزيد.....




- مسلسل White Lotus يجذب المزيد من السياح إلى تايلاند
- أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وط ...
- علماء يحاولون الكشف عن وظيفة بروتين -أوبسين 3- الغامض في الج ...
- دراسة: هذا ما يخيف سكان ألمانيا حالياً!
- روسيا.. ساعة نووية لاستكشاف المناطق النائية
- لماذا تزايد الاهتمام بإطلاق أقمار صناعية في مدارات منخفضة لل ...
- حاييم وايزمان: -أقود أمة من مليون رئيس-!
- المجلس الأوروبي: نريد المشاركة في مفاوضات أوكرانيا لمناقشة ه ...
- القوات المسلحة السويدية تزيد أنشطتها في القطب الشمالي
- صحيفة: المرتزقة الأجانب في أوكرانيا يخططون للتوجه إلى إسرائي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - ما القضية التي تشغلنا