أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا















المزيد.....

حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 08:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


أنشئت سلطة الحكم الذاتي بموجب الاتفاقات الفلسطينية الاسرائيلية التي عقدت بين قيادة منظمة التحرير في حينها وإسرائيل , وكان اتفاق إعلان المبادىء " أوسلو" سنة 1993الناظم الاساسي لهذه السلطة من حيث طبيعتها وماهيتها وحدود اختصاصاتها , وإلى غير ذلك من الامور المتعلقة بها .

إن المرجعية القانونية والسياسية لاتفاق أوسلو وعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية برمتها هما القراران الدوليان رقم 242 , 338 الصادران عن مجلس الامن الدولي لسنتي 1967 , 1973 على التوالي, والقرار 242 يتحدث في المجمل عن انسحاب إسرائيل من أراض احتلت عام 67 وليس من الاراضي المحتلة , بحيث تستطيع أن تفسر إسرائيل أي انسحاب منقوص على أنه انسحاب كامل طبقا لما ورد في القرار المذكور سابقا , والقرار يتحدث عن سلام بين الدول وعن حق هذه الدول بالأمن وبالحدود الآمنة وعن احترام سيادة الدول في المنطقة بشكل عام, ولذلك القرار لا يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن حقوق الشعب الفلسطيني وبالتالي عن حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المنشودة في سياق حدها الأدنى على أراضي أل67 وعاصمتها القدس الشريف , وأما بالنسبة للقضية المركزية للشعب الفلسطيني وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين , فالقرار لا يتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين وإنما يتحدث عن اللاجئين بشكل عام , بحيث يفهم من القرار بناء على التفسير الإسرائيلي والامريكي له على أنه يتعلق بعملية مقايضة ما بين اللاجئين الفلسطينيين الذين طردو أ وههجروا عن ديارهم بقوة العنف والارهاب وما بين يهود الدول العربية الذين هاجروا طواعية وأيضا من خلال عصابات العمل الصهيونية في تلك الفترة , والتي اتبعت معهم ايضا أسلوب الاكراه والارهاب, وبالنسبة للقرار 338 لسنة 1973 فهو يعيد التأكيد على ما ورد في القرار 242 .
هذا باختصار هو مرجعية عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية , والتي كان الغرض منها ليس إعطاء الفلسطينيين دولة على كامل حدود الأراضي المحتلة عام 67 فضلا عن إعادة اللاجئين والنازحين , بل كان الغرض الاساسي من عملية السلام هذه هو أولا: الاعتراف بشرعية الاحتلال من قبل فلسطينيين على أراضي 48 , وهذا ما كان لهم من خلال اعتراف قيادة منظمة التحرير بإسرائيل دون أن تعترف الأخيرة بالشعب الفلسطيني , وإنما بمنظمة التحرير ولكن بعد أن تم مسخ هذه المنظمة وتفريغها من الاسس والثوابت التي تقوم عليها , وثانيا: كان الغرض منها هو تكريس شرعية الاحتلال على ما تبقى من أرض فلسطين وهي بالطبع اراضي أل67 , وذلك بالاستناد إلى مرجعية عملية السلام وهما القراران 242 , 338 . وثالثا محاولة شطب حق العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين.
لهذا كله , فإننا نفهم جليا لما تمسكت أمريكا وإسرائيل بشروطها المعروفة في مواجهة قيادة المنظمة وهي الاعتراف بالقرارين المذكورين سابقا , والاعتراف بإسرائيل بشكل واضح وعلني ومباشر وكذلك نبذ العنف , ونبذ العنف يعني من الناحية اللغوية التعهد بعدم ممارسته بالإضافة إلى الاعتراف بالذنب والندم على ما تم القيام به سابقا , والامر في هذه الحالة يتعلق بالمقاومة ومشروعيتها, وبالفعل لبت منظمة التحرير جميع هذه الشروط المطلوبة أمريكيا وإسرائيليا .

لننظر إلى الحقائق والوقائع على الارض منذ توقيع اتفاقات السلام وحتى يومنا هذا , لنرى فيما إذا كان ما نذهب إليه من أن الغرض من عملية السلام كان تكريس شرعية الاحتلال على ما تبقى من أرض فلسطين أم لا ؟

فمنذ تلك الاتفاقيات التجزيئية مع بداية العقد الأخير من القرن الماضي لاحظنا أن عدد المستوطنين والمستوطنات قد ازداد بشكل ملحوظ , وتم تقسيم وتمزيق الضفة الغربية إلى معازل مقتولة هنا وهناك لا يصل بينها واصل ديمغرافي وجغرافي حقيقي , وتهويد مدينة القدس بقي مستمرا ويتم عزلها الآن من خلال جدار الفصل العنصري الذي يقضم بالاضافة إلى ذلك أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية , بالاضافة إلى عملية ضم الاغوار الشرقية وعزلها , والآن تقوم اسرائيل بعملية تجميع المستوطنات بحيث تحتفظ بموجبها إسرائيل بالمستوطنات الكبيرة الاربعة في الضفة الغربية والقدس , وهذه المستوطنات والحالة هذه تشكل جيوبا إقليمية لا يمكن بوجودها الحديث أبدا عن دولة مستقلة على كامل أراضي الرابع من حزيران.

إن هذه الحقائق والوقائع ليست موجودة الآن بل هي موجودة وتم تكريسها في زمن حكم قيادة المنظمة والسلطة التي تفاوضت ووقعت اتفاقات السلام مع إسرائيل.

لقد أرادت إسرائيل من كيان الحكم الذاتي أن يقوم بدورين بالنيابة عنها حتى تمضي قدما في مشروعها المذكور سابقا , وهذان الدوران هما أ: أن تقوم السلطة بدور الوكالة الامنية لإسرائيل وهذا بالمناسبة ما تم الاتفاق عليه في أوسلو , ولذلك كانت أجهزة السلطة تقوم بدور التنسيق الامني مع إسرائيل في هذا الجانب ولذلك فهي للأسف شاركت في تصفية واعتقال الكثير من المجاهدين وبالتحديد من حركتي حماس والجهاد الاسلامي ب: أما الدور الثاني : فقد تمثل بتحمل الاعباء المدنية والانسانية للفلسطينيين في الضفة والقطاع بدلا من إسرائيل.

إذن السلطة في هذه الحالة ليست مؤهلة على الاطلاق بناء على الفلسفة والغرض الذي تقوم عليه والذي هو ترجمة للرؤية الامريكية والإسرائيلية لها , والذي يتضح جليا من خلال هيكليتها البنيوية والادارية لأن تنقلب إلى دولة حقيقية أو أن تقود مقاومة الشعب الفلسطيني.

إن كاتب هذه السطور كان قد دعا في إحدى مقالاته إلى تغيير الفلسفة التي تقوم عليها السلطة الفلسطينية من فلسفة تفاوض إلى فلسفة تحرير , وما ينبني على ذلك من إعادة هيكلة لها بما يتناسب مع الفلسفة الجديدة, وقد كتبت هذا الكلام حينما خرجت بعض الدعوات لحل السلطة على إثر اختطاف سعدات والشوبكي من سجن أريحا, لكن الحكومة الجديدة ما أن استلمت مهامها حتى تم محاصرتها ماليا وسياسيا على الصعيد الدولي والاقليمي والمحلي , ففي سبيل أداء مهماتها المختلفة واجهت هذه الحكومة مؤسسة الرئاسة التي قامت بسلب وسحب الكثير من اختصاصاتها وصلاحياتها, حتى غدا الكثير من الوزراء بلا صلاحيات كما هو الحال مع وزير الداخلية والاعلام وغيرهما .

قامت إسرائيل ومنذ تسلم الحكومة الجديدة بالكثير من المجازر والاغتيلات بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبالتحديد في قطاع غزة , رغم التزام الفصائل بالتهدئة وحركة حماس على وجه الخصوص منها, مما اقتضى في نهاية الامر أن ترد المقاومة على جرائم الاحتلال , ولقد تكرس هذا الرد من خلال العملية النوعية التي سميت وبحق "الوهم المتبدد" لابعادها الامنية والعسكرية والسياسية , وفي ضوء هذه العملية قتل عدد من الجنود الصهاينة وجرح منهم من جرح بالاضافة الى اسر الجندي جلعاد شليط.

وعلى إثر ذلك أقام الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الارض ولم يقعدوها منددين ومجرمين لهذه العملية , ولم يفت الأمر كذلك الامين العام للامم المتحدة وأطراف أخرى , وطالبوا كلهم بإطلاق سراح الجندي الأسير فيما الاف الاسرى الفلسطينيين من بينهم الاطفال والنساء يقبعون في سجون وزنازين الاحتلال التي لاتتوافر فيها ادنى احتياجات الانسان العادي.

ولأن موقف الحكومة الفلسطينية ينبع من مصلحة الشعب الفلسطيني الحقيقية ولانحيازها كذلك إلى خيار المقاومة , فإن إسرائيل الآن تشرع بمهاجمة قطاع غزة واستباحة الضفة باختطافها للعشرات من وزراء الحكومة وأعضاء المجلس التشريعي الذين يتمتعون بالحصانة القانونية والسياسية والاخلاقية , وإن دل هذا فإنما يدل على أن من يريد أن يتولى السلطة لابد له أن ياتي وفقا لإرادة الاحتلال الاسرائيلي ومن ورائه أمريكا والغرب الاستعماري , أما أن تكون القيادة منتخبة من الشعب الفلسطيني وتريد تمثيل مصالحه فهذا ملا تقبله إسرائيل والاستعمار الغربي برمته .

لهذا فالخيار الحقيقي والوطني الصائب لتحقيق المنجزات للشعب الفلسطيني هو أن تحل هذه السلطة التي كبلت الشعب كثيرا باتفاقيات مهينة ومذلة , وأن يختط الشعب وقيادته الخط والمسار الذي يتناسب ويناسب طبيعة المعضلة والمشكلة وهي هنا الصراع العربي الاسرائيلي.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية
- شرعية دولية ام شرعية الدول الاستعمارية
- التاريخ يكره الفراغ


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا