محمد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 22:08
المحور:
الادب والفن
جميلة أنت كجمال الجو في تلك الليلة التي مات فيها كل أعدائي.. عندما أحرقهم الرعد والبركان ثم أغرقهم الطوفان....عندما أطفأ البرق بصرهم فسكب الزلزال أحشائهم ثم تطايرت أجسادهم الخاوية بالريح العتيد..
لم أكن من قبل مصليا أما الآن فمتيم خشوعي بالصلاة مولع...صلاة الجنازة... على جثامينهم أصلي...
ومن قبل.. لما كانت حبات المطر ترشق رؤوسهم... في المحراب صليت وصليت...كلها صلوات استسقاء.. .
الرعب الخوف والوجل الانكسار والفشل ثم التسامح المفرط والخجل .. هؤلاء هم أعدائي... .
لقد احتلوا فؤادي وقلبي واستعمروه..سبوا كل جميلة فيه والروع روعوه....سفكا تسفك فيه الدماء .
تلك المشاعر التي أفلتت من الابادة... الابادة الحاصلة في العمق والوجدان.. مشاعر كتبت لها الحياة...كانت تهرب إلى السطح إلى حيث وجهي...تتجسد حزنا وترسم عليه الأسى والشجن...
كنت أهرب إلى السطح أيضا كما تفعل مشاعري....سطح البيت... حيث خلوتي.. كيما لا ترصدني مقل الأهل...أولئك المرضى بداء حبي أولئك المدنفون ... بلغة الطب ونبرة الحكيم : الحب عامل من عوامل الاختطار وبالرؤية تنتقل عدوى الأحزان ويفشو الدمع بين الأجفان ... لأجل ذلك كنت أهرب إلى السطح.. إلى حيث خلوتي.. غيبتي...
في تلك اللية أعدائي حلت عليهم اللعنة وكانوا اناثيما... في تلك اللحظة عندما أرسلت عليهم الطبيعة آفاتها.. طبيعتي أقصد...كان من دمعي الطوفان... وفي أنفاسي صرخ سجير البركان.. من إرادتي نشأ الزلزال...وأحيح في روحي يرنم تمجيدا للاعصار...
وبعد الانتقام ومع حلول الإسفار....خفت عنفوان الطبيعة واختفت معالم الدمار وخبت كل الأتون والأنيار...حينها كان قد مات كل أعدائي السبعة؛ الرعب، الخوف، الوجل، الانكسار، الخجل، والافراط في التسامح، وأخيرا الفشل... بعد الموت تزهق الروح ويفنى البدن لكن يبقى طيف أو شبح...هم الآن موتى... هم الآن طيف....وألوان الطيف سبعة.. الآن ارتسم يا قوس قزح في طبيعي وزين الأعالي...أنت طيف أعدائي وراية النصر البهيج ترفرف في سمائي...
جميلة أنت كجمال الجو في تلك الليلة التي قهرت فيها كل أعدائي..جميلة أنت أيتها الدمعة الغالية .
#محمد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟