أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - طفولة بنات الشوارع في فنية السرد القصصي ل-هي لا تشكو.. الى مَن تشكو؟- من الهند














المزيد.....

طفولة بنات الشوارع في فنية السرد القصصي ل-هي لا تشكو.. الى مَن تشكو؟- من الهند


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 09:39
المحور: الادب والفن
    


القصة من مجموعة قصص "اليوم تبسمتُ" للقاص باللغة العربية د.محمد شافعي الوافي، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية، فمجموعته القصصية ومنها "هي لا تشكو.. الى مَن تشكو؟ " صدرت باللغة العربية عن دار السكرية في القاهرة سنة 2020.
أن مناسبة اسلوب الروي مع المكان تجعل الانتباه يلتفت لها، اذا جعل القاص محمد الوافي اسلوب صوت المتكلم في بيت الشخصية الرجل أو الشاب قبل نومه أو ربما المرأة فالشخصية هنا تساوى فيه الجندر – المذكر والمؤنث-، لذا سنعبر عنها بالشخصية الرئيسة فقط، إذ خصوصية البيت تستدعي خصوصية صوت المتكلم لأن المنولوج الداخلي فيه الخصوصية والحرية الفردية والذكريات، ومن خلال هذا الاسلوب تسترجع الشخصية الرئيسة من ذاكرتها عبر الـ(فلاش باك) موقف مرّ بها في الشارع الهندي بخصوصية المكان الشارع الهندي والذي لا يتخلف كثيرا في شرقيته عن الشارع العربي من حيث سطوة ذكورية الشارع على النساء والبنات واطفال الشوارع ومنهم الطفلة التي تذكّرتها الشخصية الرئيسة، لينتقل المتن السردي بخفّة ورشاقة من صوت المتكلم الى اسلوب الراوي العليم حين يدخل السرد منطقة الشارع وحياة الطفلة فيه منذ كانت عمرها خمس سنوات وهي في الشارع والازقة القريبة منه بعد مقتل أمّها، وهي لا تعرف والدها من قبل، لتستمر حياتها في الشارع عن تقاطع الطرق في نقطة المرور، ففي اسلوب صوت المتكلم للشخصية الرئيسة وهي تعبر عن نفسها وما يمرّ بها من شريط ذكريات بصيغة الغائب :( ها هو ذا يتصور أمامي صورة تلك الطفلة، ربما هي أولى تجاربي، لقيتها لأول مرّة وافقة قرب موقف الحافلة لم يتجاوز عمرها ثمانية اعوام،...) ثم يتواصل السرد بين صوت المتكلم واسلوب الراوي العليم بالتتابع، ومنه بأسلوب الراوي العليم :( هي وافقة بل تثرثر كنقيق الببغاء كأنها تستعين الجماعة التي تعبت في انتظار الحافلة ) فالمعروف أن النقيق صوت الضفدع إلا أن توظيفه في هذه الاستعارة للببغاء جاء بدلالتينِ الاولى النقيق يكون في المستنقع بمعنى أن الشارع مستنقع وحل لما حدث مع طفلة الشارع، والثانية كثرة كلام الببغاء الذي تعوّد أن يردد الكلام بسرعة وكثرة..، ويستمر المتن السردي بين هذا وذاك من اسلوب الروي بين بين، ثم يتحول السرد تماما الى اسلوب الراوي العليم في بداية المقطع السردي هذا :( ..في يوم كانت تتساءل المشاة والسيارات التي تمرّ بها وتقف في نقطة المرور التي تعودت هي الوقوف فيها /...) ويستمر حتى نهاية القصة.
أما الشارع المكان فقد كان مستنقعا وحلا للطفلة التي بلغت أنوثتها بين الثامنة والتاسعة من عمرها كما هي سن البلوغ في الهند للبنات وهذا يختلف عن سن البلوغ للبنات في منطقتنا العربية، مما يمنح القصة خصوصية هندية، المهم فالشارع سطوة المذكر القوي على كل ما موجود فيه ومنه طفولة بنات الشوارع حيث من اسلوب الراوي العليم:( مرّت بها سيارة فيها إلا قائدها، كأنّها هي مدت يدها متسائلة وكأنه هو يريد ان يدفع لها بضعا من النقود، لكنها لم تتقرب منه حتى جرّها الى داخل السيارة، وغطى وجهها بكامله بقميص كان قد ارتداها، ولم يلبث حتى خضعت تماما لمفتول العضلات هذا،...) ثم أخذ منها ما يريد ليرميها من سيارته وتكون واحدة من ضحاياه في الشارع، بل تكون حاملا منه في شهرها الثالث وهي في بداية سن بلوغها في الثامنة من عمرها، لتستمر تتسول في ذات الشارع والازقة التي كانت فيها مع أمّها لا تغادرها وكأن حياتها نسخة لحياة أمّها كما يعبر عن هذا بفنيّة السرد القصصي الواقعي من الهند باللغة العربية :( هي تفكر أنها تجربة والدتها ) في نهاية القصة ليعيد القارئ المتن السردي بأن أمّها كانت قد مرّت بالظرف ذاته وسطوة الشارع الذكوري ذاته..، فيما كانت لغة السرد الابداعية بمستوى وسط ويترفع منسوب هذا المستوى الى الجيد بين نصوص السرد العربي المكتوب بلغة أهل اللغة، إلا انه مستواه مع مراعاة الكاتب لا ينتمي الى موطن نشأة اللغة ويكتب مجموعة قصصية بهذا الجمال والفن، فأكيد أن المستوى ممتاز للغة الابداع هذه، فاللغة العربية صعبة المراس لا تمنح أبداعها إلا لعاشق لها سواء من موطنها أو موطن غيرها، وما اخالني بمحمد شافعي الوافي إلا مبدعا عاشقا لهذه اللغة، في إبداعه السردي هذا، وكذلك في بحثه ودراسته الاكاديمية باللغة العربية.
تنتمي قصة "هي لا تشكو.. الى مَن تشكو؟" الى الادب الواقعي بامتياز مثلما تنتمي اغلب نصوص المجموعة التي تناولت اليوميات من المواقف الحياتية في الهند ومضاف لها تجربة القاص د. محمد شافعي الوافي في الحياة وموقفه منها ومشاعره الانسانية، كما جاء على لسانه في حوار أجرته مع سماح عادل في موقع كتابات الالكتروني، عندما سألته عن قصة "قاضية من المحكمة العائلية" لجيبها أن القصة من الواقع وكذلك كان حديثه عن تصوير الواقع الهندي ببعده الانساني في قصص مجموعته "اليوم تبسمتُ" التي تميزت بنقل الواقع بفنيّة المتن السردي بين الخيال والواقع.



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يخبئه النص في جيب المكان لديوان - ثمّة قلق- عماد الحيدري
- ولادتي
- فنيّة القافية والسكون في قصيدة -أرقص معي -
- فضاء النص / الشارع في قصص -ضفاف النيل - *
- قصة همومُ أرضٍ
- بداية القصص ودلالتها في -عزف بلا أوتار-*
- - حَيْهل - وسرد الحداثة وما بعد الحداثة
- الميتا – قص ... - ما تجلّى في العتمة - *
- رمزية الحداثة وما بعد الحداثة في رواية- السقشخي - لعلي لفته ...
- الشخصية الرئيسة ودورها في بناء القصص القصيرة
- عرض وتحليل لكتاب - قصص الرواية -*
- الرفض في قصص فارس عودة
- إضاءة على البناء الروائي ل- بهّار - *
- التحايل الدلالي والسؤال الفلسفي في قصص - واسألهم عن القرية -
- قصيدة صديقتي الآن
- شعريةُ - يقظة النعناع - * للشاعر أحمد الخيّال
- قصيدة - نسيتُ -
- الخطاب الأيدلوجي ودوره في تزييف الصراع الطبقي
- المكان في قصص عراقية
- - الفقراء - والتظاهرات والمناهج النقدية


المزيد.....




- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - طفولة بنات الشوارع في فنية السرد القصصي ل-هي لا تشكو.. الى مَن تشكو؟- من الهند