أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نضال نعيسة - هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟














المزيد.....

هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 20:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من فترة غير بعيدة نشرت "بوستا" على الفيسبوك حول التقمص وتناسخ الأرواح، تضاربت، كالعادة، حوله الآراء بين مؤيد ومعارض ورافض ومصفق، ورغم أن فكرة وتصور الروح نفسها غير مثبتة ولا يمكن القطع بوجودها، إلا أنه يمكن استخدامها كمصطلح مجازي للتعبير عن حالة ووضع ما. لم يكن المنشور من أي وحي أو إيمان غيبي أو انحيازاً لعقيدة ما، رغم تعدد العقائد التي تؤمن بالتقمص، لكن من خلال محض متابعة ورصد هذه الظاهرة التي باتت تأخذ قسطاً من الاهتمام والبحث والدراسة على صعد عدة، باعتبارها واحدة من الخوارق الكونية الملموسة والألغاز الكثيرة الموجودة بالطبيعة والحياة كسواها من الظواهر الأخرى والتي، لا يمكن الاستكانة على أية ديانة في تفسيرها فكل هذه الديانات هي محض فبركات بشرية ومحاولات بائسة ويائسة لإعطاء الحلول والتفسيرات السريعة والجاهزة والمكدسة على رفوف الأديان لظواهر كونية تتطلب أكثر من الإيمان المفترض بوجود "مدير" و"مدبر" وخالق خارق مفترض لهذه الأكوان والمجرات السحيقة والمتباعدة والتي لا يوجد لها حد ولا قرار.
وترد في حياتنا اليومية المعاشة، والخطاب الجمعي المحكي، والإرث الثقافي التراكمي المتداول الكثير من المفردات والكلمات والتعابير التي تشير وبشكل عفوي، ودونما قصد إلى الظاهرة باعتبارها مفهوماً متوافقاً ومتفقاً عليه في بيئات ثقافية محددة، كقولهم" هادا مجيـّل"، أو "بيحكي بجيله"، و"مو بها الجيل"، أو بـ"الجيل الجاي"، " وبكرا بيجيل"، و"والله بعمرك ما بقا آكل بخاشوقة"،(كناية عن أن روحه ستحل في حيوان ما يدب على أربعة ويأكل من خشاش الأرض)، و" بالسبعة أجيال"(يعتقدون أن عدد تناسخ الروح وحلولها في جسد آخر هو سبع مرات)، وفي الكوميديا الزوجية يهزؤون: "الله يستر ما تطلع لي بالجيل الجاي"، ...إلخ، والكثير من هذه الأقاويل، لكن أن يرد ذلك في عمل فني، وخطاب نخبوي، وأكاديمي، أو حتى في كتب مقدسة قد نتناولها في مقال قادم، فالأمر يستوجب الكثير من التوقف، والتأمل عنده.
ولا يسعك وأنت تستمتع لكلمات أغنية عذبة ورائعة للسيدة فيروز وهي: "بيتك يا ستي الختيارة"، إلا أن تتوقف عند هذا المقطع الخارق الرومانسي المثير وتتأمل فيه وفي معناه ومضامينه الغيبية، وإيحاءاته الكثيرة، وفيما إذا كانت توحي هذه الكلمات لتلك القضية الجدلية والإشكالية حول تقمص وتناسخ الأرواح، وهي من تأليف الأخوين رحباني، والتي تقول فيها:
"يمكن عم تسقي جنينتها ع تلال الشمس وتحكي
لصبية غيري حكايتها وعم تتذكرني وتبكي
ولمن حاكيتيني بكيت وذكرتيني
بستي والدوارة يا ستي الختيارة"
طبعاً، ومنذ بدايتها، توحي، لا بل تؤكد، وفي أكثر من مقطع، كلمات أغنية السيدة فيروز وفاة جدتها المومأ لها بالأغنية باسم "ستي الختيارة"، وبأن هذا البيت الذي تزوره الآن يذكـّر هذه الطفلة أو ربما الامرأة والصبية الناضجة كما ترجح الكلمات، بجدتها المتوفاة وبيتها أيام زمان.
وفي الشرح، والقراءة التحليلية للكلمات تفترض، ولا تجزم الحفيدة (الصبية)، وتقول ربما "يمكن" جدتها "المتوفاة"، أي يحتمل أنها تكون قد "جيـّلت" أو ولدت في مكان ما أسمته "تلال الشمس"، (مكان جبلي شاعري افتراضي يناسب جمالية وروح الأغنية وهو تلال خضراء تسطع عليها الشمس وبات سكن وقرية وموئل الجدة في حياتها الجديدة)، وهي -أي الجدّة- ربما تقوم الآن بسقاية "جْنَيْنتها"(حديقتها)، وهي تستذكر "جيلها"(حياتها السابقة بما فيه حفيدتها الصبية التي تنشد وتغني الأغنية)، وربما تكون الجدة "عم تحكي" (أي تقوم بسرد قصتها)، عن الحياة السابقة التي عاشتها، لصبية أخرى جديدة، وتستذكر حفيدتها السابقة الصبية (فيروز) ومقهورة تبكي حنيناً ولوعة وألماً عليها.
هل يمكن أن نقرأ هذه الكلمات ونتفهمها من دون تلك الشائكة الإشكالية والخارقة البشرية التي تتحدث عن تقمص الأرواح وتناسخها؟ والسؤال الأهم، الذي لا بد منه هل كانت هذه القضية والثقافة والفكرة والتصور قائماً، ومتفقاً عليه ومفروغاً منه، في وعي وتصور المرحومين الرحابنة حين كتبا كلمات الأغنية واعتبرا أن المتلقي المحلي سيعتبره، أيضاً أمراً مفروغاً منه، ومسلـّماً به وسيتفهمه ويتقبله دونما منغصات؟
لا أعتقد بوجود تصور وشرح وتفسير آخر لهذه الكلمات التي لا يمكن تخيل روعتها وعمق أو تجاوز دلالاتها الإيحائية التقمصية الواضحة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز: رئيس جمهورية لبنان
- ما الذي يجمع بوتين بغازي كنعان؟
- إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم
- خرافة العلوية السياسية
- مناهضة الحداثة والإجهاز على الدولة الوطنية الحديثة
- جواز السفر الإماراتي والسوري
- أوقفوا عدوان أردوغان وبني أمية على التراث الإنساني:
- في عيد الإب: اية ذكريات
- الخطوة الألمانية والشيزوفرينيا القريشية
- خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية
- سوريا: فتوحات الأمن الجنائي وبطولاته الدونكيشوتية
- تقزيم ونسف الهوية الوطنية السورية
- يا سامعين الصوت: على أساس الإسلام هو الحل؟
- خرافات الاستقلال: شعوب المنطقة بين السيطرة والاستعباد
- وداعاً للمقاومة: انقعوها واشربوا ماءها
- مخاطر الاعتقاد بثقافة قريش
- بمناسبة عيد الدجل العالمي عند قريش: هل كرّم الإسلام المرأة؟
- ما هي الحكومة المثالية؟
- بنو أمية: إمبراطورية اللقطاء الأشرار
- لماذا يجب رفض وتجريم الدولة القومية العربية؟


المزيد.....




- -لم أعد شابا ولا أسير بسلاسة كما في السابق ولكن..- بايدن يشع ...
- ماذا سيحدث لو قرر بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة؟.. تحليل ير ...
- بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و ...
- روسيا.. مقتل 5 أشخاص بينهم طفلان في مقاطعة كورسك بقصف أوكران ...
- سيمور هيرش: الحزب الديمقراطي في أزمة وآن الأوان لصياغة خطاب ...
- استطلاع رأي يكشف كارثة حقيقية لمستقبل لبايدن
- بي بي سي تكشف هوية أخطر مهربي البشر في أوروبا تسبب في قتل خم ...
- لأول مرة في تاريخ منغوليا رئيس سابق للدولة يصبح عضوا في البر ...
- الجيش الروسي يسقط 6 مسيرات جوية فوق مقاطعات تفير وبريانسك وب ...
- من جديد.. تفكيك الرصيف الأمريكي العائم في شاطئ غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نضال نعيسة - هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟