جلال الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 17:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد الإفلاس الحقيقي الذي يعيشه نظام الاسلام السياسي، يحاول هذا النظام إعادة إنتاج نفسه عبر ذات الآليات والوسائل، فهو لا يمتلك أي برنامج للحياة، لأنه وباختصار نظام معتمد على القتل والتهجير والطائفية والنهب.
تحاول قوى وأحزاب ومليشيات الاسلام السياسي، بعد موجة الرفض الجماهيري لكل ما ينتج عن هذه المنظومة المتفسخة، تحاول ان تعيد التاريخ إلى الوراء، وتعمل بكل طاقاتها وإعلامها وجيوشها الإلكترونية من تحويل وجهة الصراع من صراع بينها وبين الجماهير العازمة على اقتلاع قوى التخلف والسرقة المتمثلة بسلطة الاسلام السياسي، إلى صراع طائفي قذر تحاول ان تتنفس من خلاله مرة أخرى فهذه القوى لا تتنفس سوى الهواء النتن الناتج عن أفكار وسياسات وأفعال قذرة موجه ضد المجتمع.
ان حرق مقر قناة دجلة الفضائية في بغداد وما رافقه من تصريحات طائفية من مختلف الجهات، يصور حجم الأزمة التي يعيشها الاسلام السياسي وتوظيفه لأتفه القضايا من أجل العودة إلى الحرب الطائفية التي برعت فيها وتفننت عصابات ومليشيات الاسلام السياسي في إدارتها خلال أعوام ليست بالبعيدة.
ليست حادثة قناة دجلة وردود الكربولي الطائفية بصددها هي الحادثة الوحيدة التي يستغلها أقطاب الطائفية الذين أخذوا يشعرون بالدوار بفعل ما أحدثته انتفاضة أكتوبر من هزات تحت أقدامهم، بل يحاول أقطاب النظام تأجيج المشاعر الطائفية مع اي حدث ومع اي تصريح. وما ان تدخل صفحات الفيس بوك حتى تجد جيوش النظام الإلكترونية وهي تتصارع وتشتم وتتهم في محاولة يائسة لجر الجماهير إلى منطق هذه القوى التي لا يمكنها العيش بدون طائفية وقتل.
بعد أن دفنت انتفاضة أكتوبر المفاهيم الطائفية والقومية وعرت الذين يتحدثون بلغة المكونات والطوائف على اعتبارهم المسبب الأول في بؤس وفقر وبطالة الجماهير وبعد أن أوشك قارب السلطة على الغرق، يأتي زعماء الخراب والرجعية من أجل إنقاذ هذا القارب المتهالك، لكن دون جدوى فلا يمكن أن تتكرر حوادث التاريخ هكذا بنفس الطريقة، فالجماهير التي كشفت متاجرة رجال الدين وأحزابهم الطائفية ونادت باسقاطهم، لن تنطلي عليها ألاعيب كاظم الصيادي وجمال الكربولي وقيس الخزعلي ومن لف لفهم، من مصاصي دماء الشعب طوال الفترة الماضية.
#جلال_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟