كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدول الأوروبية الديموقراطية التي تقول بأنها ملتزمة بالدفاع عن الحرية والعدالة والحق وحقوق الانسان تشاهد وتراقب ما ترتكبه الدولة الصهيونية من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتتابع ممارساتها العنصرية ضده واستهتارها بالقرارات الدولية المتعلقة بقضيته، وتدرك أهمية وخطورة ما ترسمه وتقترحه مراكز أبحاثها وقرارات وتشريعات " الكنيست" برلمانها وحركة جيشها الحارس لهدم المدارس والمنازل التي ساهمت تلك الدول في دفع تكاليف بنائها؛ لكنها لم تتخذ مواقف تتلاءم مع مبادئها ومسؤولياتها وثقافتها الرافضة للظلم والاستبداد، ولم تجرؤ أي من حكوماتها حتى على .. قرص أذن .. إسرائيل.
الفلسطينيون يقدرون الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه الدول الأوروبية لهم؛ فقد قدمت 20 مليار دولار للضفة الغربية وغزة خلال العقود الثلاثة الماضية ... بلا تطبيل وتزمير في وسائل إعلامها وتصريحات مسؤوليها كما يفعل بعض العرب ...! ويحترمون ويقدرون تفهمها لمعاناتهم، وتأييدها لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكنهم يستغربون التناقض بين القول والفعل السياسي الأوروبي!
فقد رفض معظم القادة الأوروبيون " صفقة القرن "، ودعا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى تقديم خطة أوروبية للسلام ردا عليها وقال " لا يمكننا أن نقول فقط اننا نشعر بالقلق ومن ثم لا نفعل شيئا"، لكنهم للأسف لم يفعلوا شيئا للضغط على إسرائيل، ولم يقدموا خطة للسلام كما وعدوا حتى الآن! بل على النقيض من ذلك فإنهم يعلنون دوما عن حرصهم على حماية إسرائيل وحقها في العيش بسلام، ويقيمون معها علاقات سياسية واقتصادية مميزة، وأصدرت العديد من دولهم تشريعات تجرم التشكيك في " الهولوكوست "، وتعتبر انتقاد الممارسات العنصرية الإسرائيلية معاداة للسامية تعرض المنتقد لمساءلة قانونية.
أي إن دول الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا الذي وصف رئيس وزرائها بوريس جونسون نفسه بأنه " صهيوني حتى النخاع"، ومعظم الدول الأوروبية الأخرى تكيل بمكيالين؛ فهي من ناحية تعلن بأنها ترفض ضم الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني وممارسات إسرائيل العنصرية وتؤيد حل الدولتين، لكنها لم تتخذ أي إجراءات سياسية واقتصادية هامة وفاعلة للضغط عليها للقبول بحل سلمي؛ إضافة إلى ذلك فإن معظمها لا تعترف بدولة فلسطين ولا تقيم علاقات دبلوماسية مع السلطة الوطنية الفلسطينية؛ فحسب معلومات وزارة الخارجية الفلسطينية فإن 138 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وعددها 193 تعترف بدولة فلسطين وتربطها بها علاقات دبلوماسية، وان بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين، إلا ان غالبية دوله، خاصة الكبرى منها كفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ما زالت لا تعترف بالدولة الفلسطينية!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟