شيخ (أبو فليس)

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 13:22
المحور: كتابات ساخرة
    

جُبِلَ الرجل على ممارسة الكثير من الرذائل ومع هذا تجده يُقسِم (بالحظ والبخت) ، والعجيب إن الكثير ممن إطلعوا على مساوء سلوكه المنحرف يؤيدون وجود (البخت) الذي يحميه هذا الرجل ويذود عنه بكل ما أوتي من قوه , بل إن بعضهم ينقل عنه مايقرب من المعجزات وخاصة في دخوله على أزمات عشائريه يحلها ونيران فتن يُطفئها ولكنه لا ينقل عنه ما رآه من سيئات الفعال ... الشيخ (حفظه الله ورعاه) مستعد دائما للدخول على الأزمات العشائريه ولديه من المَلَكات مايضمن نجاحه في الحلول , ومن بين ما عُرِفَ عنه قدرته على (حلحلة براغي) الشيخ المقابل بتقديم هدايا أو رشا لضمان سكوته أو مرونة موقفه ، الشيخ يطلب من كل مًن يُكلفه بمهمة ما مبلغ من المال أو هدايا ثمينه يتقاسمها مع المعني بالقضيه من الشيوخ الآخرين ليمُهِدْ (لإنهاء الموضوع) !.
كان (أدام الله عزه) يطرب لأي مشكله يكون طرفها الأخر الشيخ (شنون) لأنه الوحيد الذي لايطالبه ب(حصته) مما يغنمه (المحفوظ) لأن (شنون) ضعيف مهزوز وأكثر أفراد عشيرته لايطمأنون لوجوده في مجالس الصلح بسبب هزال شخصيته وقلة حيلته وكذبه وإدعاءه بأنه (حلال العُقد) , وذات مره حدثت مشاده بين شخصين يسكنان في إحدى المدن البعيده ينتمي أحدهما لعشيرة (أبو فليس) والأخر من أتباع (شنون) وكلاهما من حديثي النعم المشكوك بمصادر ثرائهما , ( أبو فليس) هش وبش وتفاءل بصيد ثمين , إتصل بتابعه وطلب منه مبلغ (دسم) لكي يتمكن من إرضاء الطرف الآخر الذي صوره له ( بعبع) لايُرضيه شيء غير (السيوله النقديه) وأخبر (شنون) بأن الموقف خطير لأن صاحبه مرتبط بأحد أحزاب الحكومه ذات الأذرع المسلحه وإن وضع غريمه خطير جدا ولايمكن تخليصه مما هو فيه إلا بدفع (المعلوم) , وماهي إلا سويعات وإذا بالطرفين يأتيان بما خف حمله وغلا ثمنه من (الأخضر الأمريكي) , قدم التابع ماجاء به الى (أبو فليس) مباشرة والآخر أوصل الأمانه ل(شنون) الذي أرسلها بدوره على جناح السرعه وبتكتم شديد لغريمه الجشع .
جلس الشيخان والخصمان في صبيحة اليوم التالي وبادر (شنون) بكيل المديح ل(أبو فليس داخلين على بخته) الذي تمكن من حل المعضله (بأقل التكاليف) والحمد لله على نعمة إصلاح ذات البين .
ثمة عارض نغص على (أبو فليس) فرحته بهذا المكسب هو الحضور غير المتوقع لشيخ آخر لم يكن طرف في الخصومه حصل على (كومشن مناسب) بغمزة من طرف عينه ... بالعافيه على الجميع .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات