|
العشق سنة شريفة..!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 08:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ يومين ثلاثة، انضم بعض فقهاء سوريا إلى موضة الإعلانات فكتبوا نصاً طالبانياً وقع عليه عددٌ من المشايخ المعروفين..! وقد أرسلوا هذا النص ( الإعلان ) إلى رئاسة الجمهورية قبل نشره وتعميمه على الملأ..! ويمكن تسمية نصهم هذا ب (( إعلان الشريعة ))..!؟ وهو كناية عن صاروخ يستهدف وزارة التربية وحشوته مضادة بامتياز للحداثة، وللعقل، وللتحضر، وللانسجام مع معارف العصر وذلك من خلال محاولة الوزارة الارتقاء بخططها التعليمية والخروج من حلبة التعليم الديني ( الشرعي ) وهي خطوة رائدة فالتعليم الشرعي من مهام المشايخ ومؤسساتهم التي لا تعد ولا تحصى وهذه المؤسسات تنشط لتعميم علومها الشرعية بكل أريحية الأمر الذي يفترض أن يصبح هذا التعليم بعيداً عن رعاية الدولة ووزارة تعليمها تحديداً..! المهم في هذه المسألة الخطيرة أن نقوم على وجه السرعة بواجبنا الشرعي فندعم مشايخنا.. ونساهم معهم في الحملة التي أطلقوها: (( إعلان الشريعة ))..! ولقد قررنا أن ندشِّن مسيرتنا الشرعية المباركة هذه بتقديم فتوى يستفيد منها الجيل الصاعد.! ومناسبة هذا الفتوى، رسالة كتبها لي فتى مسلم من هذا الجيل أرسلها من لندن حيث يدرس لنيل شهادة الماجستير، يروي فيها بتفصيل طويل عريض تعرجات مسار عشقه لفتاة رومانية تدرس معه في نفس الجامعة، ولكن المصيبة أنها غير مسلمة ومع ذلك فهو يهواها وأصبح مغرماً بها ويعشقها أكثر من الماجستير..! ولا أعرف السبب الذي دعاه لانتقائي من بين خلق الله لأخذ المشورة فيما يتوجب عليه عمله للخروج من هذه الإشكالية منتصراً وقدامه المئات من المفتين الذين تفرغوا لتعكير صفو حياة الناس الذين لا زالوا يرزحون تحت خيمة الفتاوى المقدسة.! ولم أستجب للعاشق في حينه لضيق الوقت أولاً.. ولعدم التخصص ثانياً..! غير أنني اليوم وأنا ( أستمخ ) في مقر حزب ـ الكلكة ـ وأتلذذ بقراءة إعلان (( الشريعة )) الذي أنتجه على حين غرة مشايخنا الأفاضل..! تذكرت قصة الفتى الولهان، وقالت نفسي الصاحية لنفسي الأخرى: ولماذا لا أمارس هذه المهنة حين الطلب، طالما هي بالمجان، ولا تقع تحت طائلة الغضب، والأهم أنه لا يترتب عليها الذهاب إلى بيت الخالة أو ما شابه ذلك من صنوف التكريم الوطني العالي الجودة..! وهكذا، وبهذا الشكل المريب، أقنعت نفسي بنفسي كلكاوياً بأن أستجيب للفتى الذي ظنني مفتياً ـ كما يبدو ـ بأن أكتب له فتوى شرعية مدعومة فقهياً عن موضوع العشق في الإسلام..! وحول ما إذا كان هذا العشق حلال أم حرام..!؟ لكن، من أجل أن تعم الفائدة، وربما تضاف فتوانا كملحق إلى فرع من فروع التعليم الشرعي، قررت أن أنشرها على الملأ كي يأخذ جميع العشاق المتوعكين بعشق إشكالي من هذا النوع، العلم والخبر فيما حصل..! ولإنجاز هذه المهمة العسيرة، طلبت النجدة من سيدنا ـ الطبري ـ وعلى الله يتوكل المتوكلون. كان عند الرسول عليه السلام مولى ( خادم ) اسمه الحقيقي: زيد بن حارثة.. وقد وقع هذا الزيد من سوء حظه في غرام ـ زينب بنت جحش ـ لشدة جمالها، وكياستها، وذلك وفق مقاييس الجمال عند قريش حتى أنهم كانوا يقولون: زينب من أتم نساء قريش..! وقد حاول المولى ـ زيد ـ التقرب منها دون جدوى حتى كاد يفقد عقله ويسقط أرضاً مغشياً عليه فتدارك النبي الكريم المسألة وأمر شقيق زينب السيد ـ عبد الله بن جحش ـ وكان يؤيد شقيقته في موقفها الرافض نظراً لعدم التكافؤ فزيد ليس أكثر من عبد وهو لذلك لا يضاهي عائلة بني جحش لا حسباً ولا شرفاً ولكن الرسول أمره بتزويج شقيقته زينب إلى ـ زيد ـ حالاً بالاً، وفعلاً تمَّ الأمر بالرغم عن أنف الجميلة الكحيلة، لكنها عاندته بضراوة، وتمنعت عليه ( فجنَّنته ) وطيِّرت مخه..! ولم يجد أمامه حلاً بعد طول انتظار سوى تطليقها وهذا ما كانت تنتظره بفارغ الصبر.! ويقول الطبري لا فض فوه: ذهب الرسول إلى منزل زيد قبل الطلاق وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشفت عن زينب وهي في حجرتها حاسرة فوقع إعجابها في قلب الرسول ـ ص ـ فدعته إلى الدخول فأبى ومضى وهو يقول: ( سبحان الله مصرف القلوب ) ولما جاءه زيد يطلب الطلاق طلب منه أن يصبر لكن الولهان المصدوم شرح للرسول ما جرى معه فطلقه في الحال رأفةً بحاله..! ومن بعد ذلك كان للجميلة زينب شرف الزواج من الرسول عليه السلام..! وقد تسببت حفلة عرسها كما هو معروف بفرض الحجاب على النساء..! أما الذي قد لا يكون معروفاً للكثيرين مما هو على علاقة بهذه الحكاية فإنه موضوع التبني..! فالرسول الكريم كان قد منع التبني قبل ذلك، والتبني كان شائعاً في الجاهلية ففرض على المتبنين أن يسموا كل من يتبنوه بأسمائهم كما هو حال الأولاد المنجبين منهم وهكذا كان وضع زيد بن حارثة فبعد أن تبناه الرسول أصبح اسمه: زيد بن محمد إلى أن جاءت آية تمنع نسبة المتبنين إلى الذين تبنوهم فعاد إليه اسمه الأول، ومرد ذلك يعود إلى أن زواج محمد ( صلعم ) من زينب مطلقة زيد وهو ابنٌ له بالتبني تطلب نزول أية تشرِّع للمسلمين الزواج من الأبناء الذين تولوهم وتبنوهم وقاموا بتربيتهم ولهذا كانت زينب تتفاخر وتقول: ( أنا التي زوجني ربي ). وهكذا، يمكننا أن نخلص في فتوانا البحثية هذه إلى القول للشاب السائل: الإسلام ليس ضد الحب والعشق لأن الرسول عليه السلام كان يعشق ويحب.. وهو الذي كان يقول لعائشة وهي البكر الوحيدة من بين زوجاته فقد تزوجها وهي صغيرة السن: ( حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى ) حتى أن زوجاته الأخريات تملكتهن الغيرة من شدة عشقه لها..! وقد حدث أن قدمن شكوى في ذلك للسيدة فاطمة ابنة الرسول الكريم وطلبن منها نقل شكواهن إليه وهو ما حدث فعلاً فقد ذهبت إليه وقالت له:( يا أبتي إن نساءك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في بنت أبي بكر ). فاعشق أيها السائل الكريم دون النظر إلى دين الفتاة وأنت مطمئن إلى ذلك ولكن بشرط أن ينتهي ذلك بالحلال فقد قال الرسول صلاة الله وسلامه عليه: ( لم نر للمتحابين مثل النكاح ) ونقطة أول السطر.
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قناة الآه أه..إني إني..!؟
-
كوفي عنان وتصريف الأعمال..!؟
-
مأزق العلمانيين العرب..!؟
-
فاروق جود.. صورة البورجوازي الأصيل..!؟
-
هل تنسحب موريتانيا متن الجامعة العربية..!؟
-
تخزين الديموقراطية على الطريقة اليمنية..!؟
-
خصيان الخليفة.. والخصيان الجدد..!؟
-
الراية البيضاء..!؟
-
حديث الطرشان.. ومأوى العجزة..!؟
-
الاستطلاع الهبلوجي.. والغزو الخبلوجي..!؟
-
السراب الديموقراطي.. وعروس الشاطيء..!؟
-
زواج المسيار.. وأكل البرغل..!؟
-
اللجنة.. والشورى.. والفقيه المارق..!؟
-
ومن قال: إن الشعب السوري سيقبل اعتذاركم..!؟
-
ضباب لندن أم ضباب العقل..!؟
-
رئيس الحزب في ضيافة القاعدة..!؟
-
الفقهاء الديموقراطيون الجدد..!؟
-
كيف ينظر اليعربي العلج إلى المرأة ؟
-
الجولان المحتل..والمقاومة الخلاقة..!؟
-
إمبرياليو المنافي..!؟
المزيد.....
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|