أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - إما -صمت- وإما -توسُّط-!














المزيد.....

إما -صمت- وإما -توسُّط-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 04:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أننا، ومن الوجهة المبدئية، نقف ضد الإفراج غير المشروط عن الجندي الإسرائيلي الأسير و"الشهير" جلعاد شاليت، وضد كل تلبية فلسطينية غير مشروطة لمطالب "أمنية" إسرائيلية لا تنتهي، فلا بد لنا من أن نؤكِّد تهافت منطق أولئك الذين يتوفَّرون على البحث عن أوجه التماثل بين تجربتين في أسر الجنود الإسرائيليين، تجربة "حزب الله" وتجربة "حماس" وغيرها من القوى العسكرية للمقاومة الفلسطينية.

وتهافت المنطق ذاك مرده إغفال أن "حزب الله" يملك من القوة العسكرية (وعمادها نحو عشرة آلاف صاروخ) ما يمكِّنه من ردع الجيش الإسرائيلي عن "البحث" عن أسراه في لبنان كما يبحث عن شاليت في قطاع غزة. ومرده، أيضا، إغفال أن الأهداف السياسية الكامنة في "حرب البحث عن شاليت" أكبر وأعظم من أن تشدِّد الميل لدى حكومة اولمرت إلى السماح لجهود ومساعي "الوساطة" المصرية، وغير المصرية، بأن تنجح في حل مشكلة الأسير شاليت بما يلبي ولو نزرا من المطالب والشروط الفلسطينية كمثل مطلب أو شرط الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال في مقابل الإفراج عن شاليت.

إن تلك الأهداف السياسية الكامنة هي ما يفسِّر إصرار حكومة اولمرت، ومعها إدارة الرئيس بوش، على الإفراج الفوري وغير المشروط عن شاليت. ولو أن آسري شاليت امتثلوا لهذا المطلب أو الشرط الإسرائيلي لأعلنت حكومة اولمرت أنها لن توقف حربها على الفلسطينيين، وعلى قطاع غزة، قبل أن يعلن رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية بنفسه التزام حركة "حماس" الفوري وغير المشروط التوقُّف التام والدائم عن إطلاق "الصواريخ" على الأراضي الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، وعلى سديروت على وجه الخصوص.

ولو أعلن ذلك لما انتهت المطالب والشروط "الأمنية" الإسرائيلية التي تنتهي فحسب عندما تعلن حكومة اولمرت، ومعها إدارة الرئيس بوش، أن الفلسطينيين قد استوفوا شروط معاملتهم على أنهم شعب ضد "الإرهاب" في معانيه المتَّفق عليها بين إسرائيل والولايات المتحدة.

إن نشر مزيد من الموت والدمار في قطاع غزة هو المهمة التي تصر حكومة اولمرت على إنجازها، فحربها هناك لن تتوقَّف قبل أن ترى في مواقف فلسطينية جديدة ما يشبه "الراية البيضاء". وهذا ما يفسِّر الفرق الكبير بين موقف حكومة اولمرت من قضية أسر الجندي الإسرائيلي وموقفها من قضية قتل مستوطن إسرائيلي بعد احتجازه، واستمرار احتجاز مستوطن ثانٍ في الضفة الغربية، فإنجاز الهدف السياسي الإسرائيلي الكبير إنما يستلزم تركيز الحرب الإسرائيلية، مع كوارثها ومآسيها، في قطاع غزة، فصلابة الموقف السياسي الفلسطيني من صلابة هذا الموقع (قطاع غزة).

لو كان ممكنا من وجهة نظر السياسة العملية والواقعية والتي لا أثر للوهم والخرافة فيها أن توقف حكومة اولمرت حربها على قطاع غزة في مقابل الإفراج الفوري وغير المشروط عن شاليت لأيَّدنا هذا التنازل الفلسطيني، ولكن هذا "الحل" ليس بالممكن أبدا.

ولو كان ممكنا، أيضا، أن تُظهِر الدول العربية قوة سياسية تزيد ولو قليلا عن القوة السياسية للفلسطينيين لأيَّدنا عقد قمة عربية طارئة، يقرِّر فيها القادة العرب الحل الذي يرونه مناسبا لمشكلة شاليت؛ ولأيَّدنا، أيضا، قبولا فلسطينيا فوريا وغير مشروط لهذا الحل!

إن أيَّاً من الدول العربية لم تعلن أنها تقف مع، أو ضد، الإفراج الفوري وغير المشروط عن شاليت، وكأن "الصمت" أو "التوسُّط" هو كل ما تملكه الدول العربية من "سياسة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - إما -صمت- وإما -توسُّط-!