أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - حركة الامام الحسين والظرف السياسي والاجتماعي














المزيد.....


حركة الامام الحسين والظرف السياسي والاجتماعي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6662 - 2020 / 8 / 30 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الحروب قد فعلت فعلتها بالمجتمع, حرب الجمل وصفين والنهروان التي اثارها خط النفاق بدفع من الداهية معاوية بن هند, بل ان الاشتباكات كانت غير متوقفة بين سرايا جيش معاوية مع المدن الحدودية للعراق, حيث كان يعمد معاوية على نشر الرعب, عبر غارات خاطفة لقتل الناس وتخريب القرى, واستفحل خطر معاوية بعد استشهاد الامام علي (ع), حيث كان ينكل بالأمة ويحاول سحق المجتمع, بكل ما يملك من قوة العسكر والمال والسلطة.
فكان الرعب والخوف يتسرب من قرية الى اخرى ومن حي الى اخر, بفعل سلوك نظام معاوية الارهابي.
في تلك السنوات اكتشف شيوخ القبائل ان مصالحهم لا تلتقي مع منهج الامام علي (ع), بل ان سعادتهم في الدنيا تكمن في تحقيق رضا معاوية, وهذا لا يتم الا عبر السلم معه والانخراط ضمن مشروعه الاجرامي, وهكذا تسابقت القبائل لكسب الحاكم المتغطرس معاوية لدرء مخاطر جيشه, ولتحقيق السلام لمدنهم ولكسب الدنانير الاموية, فكان اول من باع نفسه لمعاوية هم شيوخ القبائل, ثم تبعهم افراد القبائل الباحثين عن الدعة والسلام والدنانير.
من سنة 40 الى سنة 60 للهجرة تم تحقيق تغيير خطير في المجتمع الاسلامي, بعد ان اصبحت القبائل في طاعة معاوية.
ولم يقم الامام الحسين بالثورة في ايام معاوية لان المجتمع لم يكن مهيئاً للثورة, وكان هذا السبب هو الدفع للأمام الحسن (ع) لتوقيع اتفاقية هدنة لحين تغير ظروف المجتمع الاسلامي, ولم يكن للثورة ان تنجح مع تواجد معاوية بكل دهائه ومكره, والترتيبات التي يضعها للحيطة والحذر من اي تحرك ضد نظام حكمه, بل يمكنه ان يخنق اي ثورة تواجه ملكه, مع ما يملكه من جهاز اعلامي خطير (شعراء, ورواة حديث منافقين, ومستشارين يهود), كل هذا جعل حكمه محصن ضد اي تحرك ضده.
وبموت معاوية زالت جميع الاسباب التي تؤجل حركة الامام الحسين (ع), خصوصا مع اعلان المتهتك يزيد خليفة للمسلمين في دمشق بمعية اركان نظام ابيه, في واحد من ابشع ايام التاريخ الاسلامي.
ان يزيد كان على الضد من ابيه, فكان ابعد الناس عن الحيطة والحذر والتكتم, فمجونه كان ظاهرا للامة, وتحلله ما لا يخفى, لقد كان شخصا قليل العقل, متهور وسطحي, والدليل اسلوبه في معالجة الثورات التي واجهت حكمه, والسبب هي تنشئة يزيد المسيحية جعلته ضعيف الصلة بالعقيدة الاسلامية, مع انه حاكم بعنوان اسلامي!
وهكذا فشل "يزيد" في طمس اثار حركة الامام الحسين, التي كانت ضد الظلم ولإصلاح الاعوجاج الذي حصل في الامة, حتى ان انصار حكم يزيد فشلوا في تلويث ثورة الامام الحسين (ع) ولم ينفعهم اعلامهم وجيش النفاق في احداث تغيير للراي العام للامة حول حركة الامام الحسين (ع).
لقد ثار الامام الحسين (ع) من اجل الامة الاسلامية التي كانت غارقة في الانحرافات بالاضافة للظلم الذي يحيطها, لقد رفض بيعه يزيد الذي كان يسعى لتكريس منهج الظلم الذي سار عليه ابوه! حيث تبدد اموال الدولة الاسلامية, وتصرف على ملذات يزيد وزبانيته, وفي شراء الضمائر, وفي قمع الحركات التحررية, حكم يزيد كان حكما ظالما حيث كان يدفع المجتمع للاقتتال الداخلي, وقام بتعظيم شخصية القبيلة وشيوخ العشائر, في ارتداد مخيف عن صدر الاسلام وتعاليم زمن الرسول الاعظم (ص).
كل هذا الانحطاط في الامة وفي السلطة دفع بالأمام الحسين (ع) للتحرك لأيقاظ الامة من نومتها, بعد عقود من التخدير ونشر التراث الكاذب, الذي اصبح دين يتعبد فيه الناس من دون تعاليم الاسلام الاصيل,
قد لخص الامام اسباب واهداف حركته في رسالته لأخيه محمد بن الحنفية حيث يقل: " اني لم اخرج اشراً, ولا بطراً, ولا مفسداً, ولا ظالماً, وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي, اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر, فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق, ومن رد عليَ هذا أصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق, وهو خير الحاكمين".
فالإصلاح في امة المسلمين هو الهدف الاساس لحركة الامام الحسين (ع), لا طلبا لمنصب, وليس مجرد مزايدات سياسية, ولم تكن شعارات الاصلاح فقط لتكسب السياسي كما نراها في حاضرنا, بل كان الاصلاح شعاراً مع التطبيق الفعلي حتى تحقق الشهادة.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاوية والارهاب
- لماذا تغلق ابواب الدراسات العليا في العراق ؟
- تناقضات عراقية صارخة
- مشروع كبير لنشر زنا المحارم
- الكلب الضرورة
- متى تعود لشوارعنا مصلحة نقل الركاب
- العراق يغرق وسنغافورة تربح الحياة
- متى تصلح الكهرباء العراقية يا ...؟
- ماذا لو طالبت النساء بتعدد الزوجات
- القنوات الفضائية المحلية ومنهج بث السم
- غوص في رواية صخب ونساء وكاتب مغمور
- المستشفيات الاهلية بعنوان دكان قصابة لحم
- هديتي للحكومة: حل الازمة الاقتصادية
- فلسفة البطيخ العراقي
- عشرون عاما لتشكيل عالم جديد
- الامام علي شهيد العدل والرحمة
- جمهورية الكرة ما بين الفساد والاحلام
- الحكومة العراقية تقرر: توزيع قطعة ارض لكل عراقي
- اريد قطعة ارض صغيرة
- رسالة عاجلة الى الرئيس


المزيد.....




- -حرب- التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. كيف ستستجيب بكي ...
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس وزراء يلتق ...
- إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى إلى مصر مع إعادة فتح معبر رفح
- تعيين اللواء إيال زمير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي
- كاميرا تلتقط لحظة انفجار طائرة في فيلادلفيا في كارثة جوية جد ...
- بوتين يهنئ البطريرك كيريل بذكرى تنصيبه الكنسي
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبتين في مدينة جنين (فيد ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ كروز البحري بمدى يتجاوز ...
- طالبة صينية أول ضحية لقانون ترامب بترحيل الطلاب المؤيدين لفل ...
- ترامب يأمر بتوجيه -ضربة دقيقة- لاستهداف أحد زعماء -داعش-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - حركة الامام الحسين والظرف السياسي والاجتماعي