تازناخت درعة تافيلالت هل هناك مجتمع مدني...

الحسن اعبا

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 01:06
المحور: المجتمع المدني
    

ان الشعوب والمجتمعات في العالم تقاس بحجم مجتمعاتها المدنية ولا يمكن ان تكون لها مصداقية بدون هده المجتمعات التي نسميها عادة بالمجتمع المدني .وهدا مالاينطبق اساسا على جهة درعة تافيلالت وفي تازناخت بشكلها الخاص.ان السؤال الدي يطرح نفسه لمادا لم يستطع المجتمع المدني ان كان هناك فعلا مجتمعا مدنيا ان يتاثر في هدا المجتمع المدكور .وقبل ان نجيب على هدا السؤال نتساءل اولا ماهو المجتمع المدني....وماهي اهدافه..وخصائصه..واخيرا ما وظيفة هدا المجتمع ....
يعدّ المجتمع المدني القطاعَ الثالث من قطاعات المجتمع جَنبًا إلى جنب مع الحكومة وقطاع الأعمال، دون أن يتبع أيّ هيكليّة حكوميّة، وإن كان المعنى الأصليّ له هو المجتمع السياسي الذي يحكمه القانون في الدولة. ويأسس هذا مجموعة من الأفراد البارزين والرائدين في شتى المجالات من منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وذلك لخدمة المجتمع، وتعزيز مؤسسات المجتمع وتنميتها، ضمن إطار قانوني نافذ على أرض الدولة، ودون الالتزام بنسق أو نظام ثابت وموحّد في كل الدول، وهذا المقال سيتناول أهداف المجتمع المدني وخصائصه في الدولة.ويُعَرّف المجتمع بأنه مجموعة من الأفراد المشاركين في استمرار التفاعل الاجتماعيّ، وهو مفهوم يتضمّن فئة اجتماعيّة تتقاسم الموقع الجغرافي نفسَه، وعادةً ما تخضع لنفس المفاهيم والمعتقدات الثقافيّة، وتتميّز المجتمعات بأنماط من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد الذين يشتركون في نفس الثقافة أو بيئة العمل داخل المؤسسات، ويمكن وصف مجتمع معين بأنه عبارة عن مجموعة مختلفة من هذه العلاقات الاجتماعية، وتقوم المجتمعات ببناء أنماط من السلوك من خلال اعتبار بعض الأفعال أو الكلام مقبول أو غير مقبول، حيث تُعرف أنماط السلوك هذه داخل مجتمع معين باسم القواعد الاجتماعية، وتخضع المجتمعات وقواعدها لتغييرات تدريجية ودائمة، ويشير مصطلح المجتمع إلى مجموعة من المفاهيم أهمها مفهوم المجتمع المدني المتضمن لعدٍد من التفاصيل الاجتماعية. من المنظور التاريخي فإن المعنى الحقيقي لمصطلح المجتمع المدني قد تغير مرتين عن شكله الأصلي الكلاسيكي، حيث حدث التغيير الأول بعد الثورة الفرنسية، والثاني خلال سقوط الشيوعية في أوروبا، وفي العصور الغربية القديمة عادةً ما يرتبط معنى المجتمع المدني في فهمه للجمهوريين الكلاسيكيين ما قبل الحداثة بالفكر الحديث المبكر لعصر التنوير وذلك في القرن الثامن عشر، ولمصطلح المجتمع المدني تاريخ أقدم بكثير في مجال الفكر السياسي، حيث يشار إلى المجتمع المدني على أنه جمعية سياسية تحكم الصراع الاجتماعي من خلال فرض قواعد تمنع المواطنين من إيذاء بعضهم البعض، وفي الفترة الكلاسيكية استخدم مفهوم المجتمع المدني كمرادف للمجتمع الصالح، وتم اعتباره بأنه مفهوم لا يمكن تمييزه عن الدولة، ومن وجهة نظر أفلاطون كانت الدولة المثالية عبارة عن مجتمع عادل يكرس فيه الناس أنفسهم للصالح العام، ويمارسون الفضائل المدنية المتمثلة في الحكمة والشجاعة والاعتدال والعدالة، ويؤدون الدور المهني الأكثر ملائمة لهم. يضم المجتمع المدني مجموعة من المنظمات والمؤسسات التي يؤسسها الأفراد، أو ينضمون إليها بمحض إرادتهم، مثل: الأحزاب السياسية، والنقابات العمالية والمهنية، والنوادي، والاتحادات، والجمعيات الأهلية، علماً أن كل هذه المؤسسات تعبّر عن فئات وتكوينات وشرائح اجتماعية مختلفة، وهي تعمل من من أجل تحقيق مصالحها المعنوية والمادية. يستطيع الفرد الانتماء إلى أكثر من مؤسسة من مؤسسات المجمتع المدني، حيث من الممكن أن يكون عضواً في نقابة مهنية، وفي حزب سياسي، وفي اتحاد رياضي، علماً أنهم ينتمون إليها بمحض إرادتهم. لا تقوم مؤسسات المجتمع المدني على أساس تجاري هدفه الربح، لأنّ هدفها الأساسي هو حماية المصالح المعنوية والمادية لأعضائها، علماً أنّ المؤسسات التي تجني أرباحاً مالية لا توزعها على أعضائها، وإنما تستعملها في دعم نشاطاتها وتوسيعها. يتمثل هذا الإطار بمجموعة من المعايير والقيم التي تلتزم فيها المؤسسات والمنظمات، سواء في إدارة العلاقات فيما بينهما وبين الدولة أم فيما بينها هي نفسها، ومن الأمثلة على هذه المعايير: الاحترام المتبادل، والتسامح، والقبول بالتعدد، واحترام القوانين. يستخدم المجتمع المدني عادة كمفهوم وصفي لتقييم التوازن بين سلطة الدولة من جهة، والهيئات والتجمعات الخاصة من جهة أخرى فالشمولية مثلاً تقوم على إلغاء المجتمع المدني، ومن ثم يوصف نمو التجمعات والأندية الخاصة وجماعات الضغط والنقابات العمالية المستقلة في المجتمعات الشيوعية السابقة بعد انهيار الحكم الشيوعي، توصف هذه الظواهر بعودة المجتمع المدني. ومع ذلك، يلتصق مفهوم المجتمع المدني في أغلب الحالات بدلالات معيارية وأيديولوجية. فوفقاً للرؤية الليبرالية التقليدية، يتسم المجتمع المدني بأنه مجال تطوع الاختيار ، والحرية الشخصية ،و المسئولية الفردية ، تجاه المجتمع الذي يعيش فيه المرء ويريد العطاء له بما لديه من إمكانيات معرفة أو أمكانيات مادية. أى أن المجتمع المدني يتيح للأفراد المجال لتشكيل مصائرهم الخاصة ومساعدة الآخرين. ويفسر ذلك أهمية وجود مجتمع مدني قوى متسم بالحيوية في صورة تأسيس جمعيات تطوعية ومنتديات وجمعيات خيرية كملمح أساسي للديموقراطية الليبرالية، والتفضيل الأخلاقي لدى الليبراليين التقليديين للمجتمع المدني ،وهو ما يظهر في الرغبة في تعضيد عمل الأجهزة التنفيذية في الدولة عن طريق النشاط في المجال الخاص.وثالتا نجد ان اغلب هده الجمعيات او التعاونيات دات طابع عائلي وهي غير منفتحة على الاخرين بل تستفيد بالتبرعات التي تاتي من الاطراف المنتخبة لها اصلا.
وعلى ضوء كل هده التعاريف والتعليمات لايمكن ولايمكن ان نتحدث عن المجتمعات المدنية بجهة درعة تافيلالت وبتازناخت على الخصوص.نظرا لعدة اسباب.اولا..الامية المنتشرة بكثرة في المنطقة وثانيا كون اغلب هده الجمعيات المنخرطة فيما يسمى بالمجتمع المدني مسيسة ان لم نقل تابعة يتحكم فيها حزب معين رغم امها مستقلة كما ياتي في قوانينها الاساسية.


المراجع
• المراجع ^ أ ب د.مصطفى عطية جمعة (1/10/2016)، "تعريف المجتمع المدني"، http://www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2018. بتصرّف. ^ أ ب ت أ.د ليلى عبد الوهاب، منظمات المجتمع المدني، جمهورية مصر العربية: كلية الآداب -جامعة بنها، صفحة 7-12. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى المجتمع المدني في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، http://www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2018. بتصرّف. ↑ أ.أحمد عبد عباس مغير الجبوري (5/9/2011)، "المجتمع المدني و حقوق الانسان"، http://www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2018. بتصرّف.

نظرة شاملة عن المجتمع المدني في العالم العربي 2007 من موقع انتراك
• مصطلحات المشاركة المدنية -المعهد الديمقراطي الوطني - 2009
• موقع لتطوير قدرات المجتمع المدني أنا ديجيتال
• أدلة بالعربية لتطوير قدرات المجتمع المدني على موقع سيفيكس
• قائمة بالمنشورات العربية للمعهد الديمقراطي الوطني [1]
• أدلة ومطبوعات حول تعزيز المجتمع المدني من موقع شبكة الديمقراطيين في العالم العربي
• مكتبة معهد الرواد

#الحسن_اعبا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات