أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال الشريف - العولمة هي سبب كل ما حدث ويحدث من غرائب على العقل هذه الأيام














المزيد.....

العولمة هي سبب كل ما حدث ويحدث من غرائب على العقل هذه الأيام


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6659 - 2020 / 8 / 27 - 22:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في كل مقال له، ومنذ عام تقريباً، يطرح فيه صديقي اللواء منذر إرشيد، أن الزلزال قادم، متعجبا من سلوك البشر في فلسطين، وأحداث الدنيا، وهذه المتغيرات غير المسبوقة.

يتعجب بألم على السلوكيات الجديدة الأغرب، وتلك التحولات التي لا تخطر على بال في سلوك الناس والدول، ولذلك هو يدعو لإصلاح حال الناس، ويهددهم في كتاباته بالزلزال القادم، ويصف أعراض وعلامات الظاهرة والعقاب، دون تفسير علمي لها، وأن كثيرا مما يحدث من غرائب، هو يستهجنها، ولديه قناعة بأن ما يحدث سيكون عقابه زلزالا كبيرا مدمرا، حربياً كان، أو، بيئياً، أو، سياسياً، أو، أياً كان نوعه.

المهم هو يقصد ضربة كبرى تغير التاريخ والواقع، ويدعم في الغالب مقاله ببعض الآيات، وهذا جميل، وبه قوة طرح، تجد قبولا في مجتمعاتنا العربية، لأنها تخلى عنهم المسؤولية ومهمة التغيير والفعل المطلوب، عنهم.

كم أنا حزين على تعليقات كثيرة العدد، ومدى هشاشة، وعي الناس، وحتى المثقفين منهم، وطبعا بعض المسؤولين، وحالة هروبهم للقدر، وعجزهم عن الفهم، ليس إيماناً، بل هو إستسلاما تاما في إنتظار غضب السماء لتغيير الحال، وكأنهم إستنفذوا كل إجتهاداتهم، دون أن نرى لهم ثورة على واقع الحكام أو الإحتلال كمحاولة منهم، لتغيير واقعهم المزري وحال الشعب الفلسطيني المتدهور، وكأنهم فقدوا الأمل والعمل، حيث لا يعقلونها وتوكلوا على قدرهم.

.. أبكي والله على حال هذا الشعب المسكين،
الذي لا يسمع الكلام، وزاد إضطهاد حكامه، وأصبح كأنه ليس لديه إمكانية أن يفكر أبعد من قدميه، حيث الهَمُ المحيط به كبير كبير جداً.

تعالو نرى. تفسيري لما يراه اللواء. في دعوته أو تصوره الحل، هو، والناس، من تغيرات سلبية على بعضهم، من حروب، وسوء سلوك؛ وتآكل النظرة الإنسانية بين البشر والكذب والنفاق والفساد والتكالب على كل شيء دون وازع أخلاقي أو قيمي أو ديني.

تفسيري هو بإختصار شديد، ويمكنني التوسع كثيراً، ولكن لكي لا يضيع القارئ في التفاصيل :

إليكم تفسيري العلمي لما نحن والبشرية فيه الآن من غرائب، وهي بضاعتنا وسلوكنا كبشر، دون أن يعرف الكثيرين السبب، رغم ما يرونه ويشعرون به....

السبب، انتصار الرأسمالية، ومركزة رأس المال، وهو التعريف الإقتصادي للعولمة، هو من حول العالم لهذه الحالة المستهجنة والغريبة في كل شيء

نعم، بتعميم النظام الرأسمالي الذي يطلق عليه العولمة نتاجه، تغير الإنسان أي إنسان، وظهرتوأعراض ثنائية "تضخم الإنا وفراغ العين" وهذا الوصف ببسيط الكلام أذكره لتقريب الفهم للجميع، وهو الأنانية والجشع.

ولذلك ترى الكل يجري ما يدري، وهو سبب علمي ليس له علاقة باللاهوت، وهو واضح لو فكر الإنسان المطلع فكريا وثقافياً عليه، سيستنتج ذلك ..

الفقير بسبب شراسة العولمة والغني بسبب حرية السوق وحرية التجارة، كيلهما، أي الفقير والغني هم أصبحا في حالة كَلَب وهَمٍ، يعني الإنسان أصبح (مكلوب ومهموم)، على كل شيء، فالمفقور يريد تحسين وضعه الذي إنهار بسبب العولمة ، والغني يريد زيادة الثروة الذي أتاحته العولمة، وبين الهمين تتسارع الأيام دون لذة وإنبساط وارتياح لكليهما، ..

ببساطة أوضح، كان الناس قبل العولمة الجميع يأكل، فمن يأكل أكلة مميزة، مثلا، يظل يتذكر فيها ومعه الآخرين شهوراً، أو من يذهب في سفرة يبقى يذكرها بفخر لأعوام .. الآن من معه مال، يصل به الإنسان لآخر ما يتمناه من لذة الحياة وإنبساطه، وثاني يوم مباشرة يبحث عن شيء آخر، وينسى الأول، لأنه لم يشبع، ومن ليس معه يبقى يحاول سد حاجته وأسرته بالكاد ليومه، وغداً يبدأ رحلة عذاب أخرى في البحث عن لقمة عيش كريمة، وكلاهما مهموم وفي حالة طوارئ طوال الوقت سواء المستمتع الغني أو المقهور الكحيان.

كما قلت في البدء ثنائية "تضخم في الأنا وفراغ في العين" ... وبينهما تكمن السلوكيات والتغييرات الغريبة على البشر، وهي حالة عامة لليشرية، وليس نحن فقط، ولكنها تزداد حدة وطلم إجتماعي بسبب عدم تحررنا.

لقد تغير العالم، وتستغرب كيف يتخلى الناس عن بعضهم بسهولة، وكيف يصبحون أعداءاً في دقائق ... تضخم الذات بالبلدي لمن لم يطلع علىآثار العولمة أي
lmpact of Globalization

تلك الآثار السلبية في نظر الفقراء، والإيجابية في نظر الموسرين، قد تركت أثراً عميقاً شرساً على السياسة، وعلى الإقتصاد، وعلى الثقافة، وعلى الأديان، والسلوك البشري وعلى الصناعة والتجارة، وعلى كل مناحي الحياة،فصاغت سلوكاً بشرياً جديداً تغيرت فيه القيم والنقاييس والعادات القديمة، وساعدت فيها تلك الثورة الرقمية بشكل واسع وهي نتاج هذا النظام وليس غيره، ولذاك الثورة الرقمية هي الزلزال، لأن سلاح الأضاد لما حدث سيكون منتجها بالتأكيد... هنا يمكن أن يكون تفسيراً جاداً لما تتوقع من زلزال أياً كان نوعه، وكوارث وحروب ودمار، رغم أن التوقع التي تتحدث عنه أنت هو شكلا من أشكال الأثر الذي أتحدث عنه أنا للعولنة وليس شيأ لاهوتياً بالمعنى الذي يصل للجمهور، رغم إعترافنا بقدرة الخالق على عمل كل شيء، ولكن العبرة.. أن تنتظر القدر بعد أن تنتهي محاولاتك كإنسان وكشعب لتغيير واقعك البائس، وليس قبل أن تحاول.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الوعي مستمرة للائرين عل الظلم
- ثورة الوعي مستمرة للثائرين عل الظلم
- الإنتربول يحرق فيلم تصفية دحلان للممثل أردوغان والمخرج شلومو ...
- من متطلبات التغيير والثورة رسالة التثقيف
- نقول لكل المعارضين للتغيير والناقدين لحراك التغيير صح النوم ...
- لماذا يتحدث الجميع دون أن يعرفون الحقيقة عن محمد دحلان
- خطر العنف وتحويل معركة رفض التطبيع إلى معركة صراع فتحاوي على ...
- بيان القيادة والمقاومة الشعبية
- قبل السابعة واجتماع القيادة في رام الله اليوم خذو نفساً عميق ...
- في فلسطين تقادم الرسمية السياسية والإحزاب والمثقفون صنع الهز ...
- نحن نرفض أي تطبيع مع الإحتلال قبل حل القضية الفلسطينية حلاً ...
- هذا حالنا وإلى أين بندقية الثورة
- لقمة العيش أهم من مقاومة غير منتجة وطنيا وإجتماعيا طوال سنين ...
- حرب -العفريت- تتحرك في ثنايا لبنان وفلسطين
- نحو لبنان صومالي محترب طويلاً
- فوضى نصف خلاقة في فلسطين التاريخية بشقيها الفلسطيني والإسرائ ...
- هل من دماء جديدة الفراغ الحزبي يناديكم
- هل تنفيذ المصالحة بين فتح وحماس سيحتاج 4 سنوات
- حجز جوازات سفر المعارضين السياسيين من رام الله -إرهاب منظم-
- خلصتوا المعركة مع حسن عصفور يا حماس


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال الشريف - العولمة هي سبب كل ما حدث ويحدث من غرائب على العقل هذه الأيام