أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الفتاح غانم - العدوان والوحدة الوطنية















المزيد.....

العدوان والوحدة الوطنية


عبد الفتاح غانم

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 08:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما تخطط له حكومة اولمرت، من سياسات الفصل الاحادي، وفرض الحلول عن طريق القوة العسكرية الغاشمة، لا يمكن تمريره على الصعيد العالمي والاقليمي والعربي، ولكن شرط فشل كل هذه الخطط يعتمد بالدرجة الأولى على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني وصلابة وتماسك هذه الوحدة، ان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، اعاد للساحة الفلسطينية تماسكها المفقود، فقبل ذلك عاشت الفصائل الفلسطينية على حافة الاقتتال وكان الخوف والقلق يسحب نفسه على مجموع الشعب في فلسطين وفي الخارج ، وعند أول يوم من التوقيع بالاحرف الأولى على وثيقة الوفاق الوطني، قامت حكومة اولمرت بعدوانها على قطاع غزة، وأعادت الوضع إلى طبيعته بأن التناقض الرئيسي مع الاحتلال الإسرائيلي، وتراجعت على الفور التعارضات والتناقضات الثانوية، وأصبح الخطاب التعبوي الفلسطيني، مضمونه الوحدة في مواجهة جيش الاحتلال ولم تعد خطابات التحريض، والاستنفارات البينية موجودة أصلا، وكانت هذه أولى ثمار السياسة العدوانية لحكومة اولمرت.
أن الانانية والسياسات ضيقة الافق من جهة، وعدم الخبرة والجهل من جهة أخرى، تشكل اخطر ما يهدد وضعنا الفلسطيني الراهن، فمن جانب السياسة الانانية، كان البعض يسعى لاسقاط حكومة حماس مهما كلف الثمن، لان هذا البعض لم يأخذ نتائج الانتخابات التشريعية كما يجب ان تؤخذ، ولم يسلم بينه وبين نفسه بهذه النتائج، وكان يعتقد ان الجماهير الشعبية أخطأت بحق نفسها عندما انتخبت حركة حماس، وعلى هذه الجماهير ان تتحمل نتائج خيارها في هذه الانتخابات، وكانت رائحة الشماتة تفوح من كلمات هؤلاء وهم يتحدثون عن الحصار وما تلا تشكيل حماس لحكومتها، وضمن هذا المعطى فان هؤلاء كانوا ينتظرون على أحر من الجمر سقوط حماس وفشل حماس متوهمين ان الجماهير ستستقبلهم استقبال الفاتحين لأن سقوطهم كان وبالا على الشعب والقضية معا.
ان امثال هؤلاء لا تحركهم الدوافع الوطنية بل تحركهم مصالحهم وامتيازاتهم الأمر الذي كان يساهم في توتير وتسخين الوضع الداخلي وكان ينذر بتدهور الأمور بما يشكل كارثة وطنية للشعب وللقضية، ومن جانب أخر فان آخرين اعتبروا ان القدر جاء بهم محررين ومنقذين، وان القدر أوكل لهم التصرف بمستقبل الشعب كما يحلو لهم،فهم من جهة لا يقيمون وزنا للشعب الذي اختارهم، ولا للأمة التي يدعون أنها تشكل العمق والمرتكز الذي يعتمدونه في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، بل أنهم لا يعترفون بقوانين العالم كله، وبما يصدره العالم من قرارات وما كان العالم قد اصدر من قرارات ذات علاقة بقضيتهم، ان امثال هؤلاء لا يعترفون الا بأنفسهم هم، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وهم وحدهم من يرسمون مستقبل الشعب ، وعندما يواجهون بضرورة العودة للشعب باعتباره مصدر السلطات، فان الجواب الساذج والجاهز ان الله أدرى بشؤون عباده وهو الكفيل والقادر على فعل كل شيء من خير أو شر لهذا الشعب، ببساطة متناهية على كل من يحاور امثال هؤلاء ان يهيئ نفسه ليكون وجها لوجه مع الله سبحانه وتعالى، في الوقت الذي كان ينوي ان يكون جداله مع هؤلاء القوم، وهؤلاء مثل الصنف الأول من أصحاب الامتيازات والمصالح الذاتية، لا يحظون في الشارع الفلسطيني ولا تحظى أفكارهم بأي اعتبار أو تقدير، وان كانوا هم يعتقدون العكس، وهذا الصنف الثاني مثله مثل سابقيه من الصنف الأول يشكلون خطرا على وحدتنا الوطنية وهم يتشدقون بالديمقراطية وهم ألد أعدائها، ومستعدون لمناطحة العالم كله ومحاربته ولكن بأسلحة مثلومة وبالية لن تعود عليهم وعلى الشعب الا بالويلات.
دعونا نستذكر الصورة، منذ اعادة الانتشار من غزة وترحيل المستوطنين من هناك الذي باشره شارون منذ عام، كلا الطرفين كان يدعي ان قطاع غزة جرى تحريره، المفاوضات والمقاومة السياسية حررت قطاع غزة هذا من جهة ، والمقاومة الباسلة كما يرد الطرف الثاني، وحركة حماس هي عنوان المقاومة هي التي حررت غزة من الاحتلال، وبدأت التحشيدات بين فتح وحماس والشعبية...الخ، وفي هذه الأجواء المحمومة يضيع صوت العقل، الذي يقول بأن غزة لم تتحرر وكل ما قامت به حكومة شارون لا يتعدى اعادة انتشار وفصل احادي " ابارتهايد " تمييز عنصري، وهو فرض الحل من جانب واحد، ولا يعترف بان هناك شريكا فلسطينيا، وان الفضل فيما جرى في قطاع غزة انما يعود لشعبنا هناك الذي افشل مخططات الطرد وافراغ القطاع من أبناء شعبنا بعد عدوان 1967، وبمقدار ما تكون فصائلنا من هذا الشعب بالمقدار الذي تنال فيه شرف اعادة الانتشار المذكورة، بعد عام تقريبا على هذا التاريخ، تتكشف الحقائق المرة، وتهدد حكومة اولمرت بمعاودة اجتياح القطاع، على امل ضرب بذور الوحدة الوطنية كما جسدتها وثيقة الوفاق الوطني.
ودعونا نستذكر تشكيل الحكومة الفلسطينية بعد الانتخابات التشريعية، الواقع الصعب كان يكذب أوهامنا حول السلطة والحكومة والرئاسة..الخ وان الاحتلال الإسرائيلي هو الواقع الذي يتوجب علينا مقاومته ومواجهته، ولكن بعض السابقين اوهموا أنفسهم واوهموا الشعب بأن هناك سلطة وطنية وإنها مقدمة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وبعض اللاحقين اعتبروا ان الانتخابات فتحت امامهم أبواب المستقبل، فأداروا الظهر لكل ما سبق ، وشكلوا حكومة اللون الواحد الحمساوية،وكان العقل والمنطق يقول لقيادة حماس إياكم ان تدخلوا هيكل الأوهام والأضاليل، احتفظوا بما أحرزتم وابقوا مقاومة ورقابة على الحكومة خير لكم ألف مرة من دخولها، ولكن هذه المزامير لم تعد تستسيغها اذان الإخوة، وحصل ما حصل.
اما بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد كانت الحكمة والعقل والمنطق تفرض على قيادة حماس الإعلان والاعتراف بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب ليس حبا بالمنظمة وصفاتها التمثيلية ولكن حرصا على حركة حماس نفسها، فالحركة متهمة ومصنفة من إدارة بوش والاتحاد الأوروبي باعتبارها حركة إرهابية وطبعا هذا التوصيف ظالم وغير صحيح، ودخول حماس إلى المنظمة المعترف بها في الأمم المتحدة، والمعترف بها من أكثر من 135 دولة يشكل حماية لحركة حماس ويرد التهمة الظالمة الموجهة لها، ولكن لا حياة لمن تنادي.
أخيرا بعد ان عض ناب الحصار الإجرامي كل جماهير الشعب الفلسطيني، ومنهم حماس وفتح وغيرهما، وبعد ان وجدت الحكومة الجديدة نفسها محاصرة من الخارج وتقف على رأس أجهزة أمنية ومؤسسات لا تلبي أوامرها في الداخل، قام وزير الداخلية بتشكيل ما عرف بالقوة التنفيذية، وهذه كانت بداية الاشتباكات بين هذه القوة الجديدة وغيرها من مؤسسات السلطة، وخاصة الأمن الوقائي، وعاش شعبنا كوابيس الاقتتال الداخلي ومخاطره المرعبة، وتقدم الأسرى بوثيقة الوفاق الوطني، حرصا منهم على وحدة شعبهم المهددة، وحرصا على التوازن المطلوب بين النضال السياسي والديبلوماسي من جهة وبين النضال المقاوم للاحتلال من جهة أخرى، ووضع ضوابط وطنية لكل من هذه الاشكال، وكان صوت العقل والحكمة يقول للجميع هذه خشبة الخلاص للجميع، وهي المتراس الكفيل بحشد الجميع خلفه لمواجهة ومقاومة الاحتلال ، ولكن الأمور جرت على طريق الحشد لمواجهة الأخر الفلسطيني بدلا من الأخر الصهيوني، اطراف وفصائل تؤيد حماس بأن وثيقة الأسرى لا تمثل كل الأسرى، وان الوثيقة ليست كلاما منزلا، وهذا كله صحيح ولا يستوجب اصطفافا كالذي جرى واطراف وفصائل أخرى تتحشد على الجانب الأخر، وتعتبر وثيقة الأسرى هي الأساس الجامع المانع، ولا بد من اقرارها أو الذهاب للاستفتاء الشعبي كما طرحه الرئيس محمود عباس، ثم جرت التعبئة والتحريض والمحاججة حول شرعية الاستفتاء أو عدم شرعية الاستفتاء...الخ.
كل هذا ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت، يضع رجلا على رجل ويضحك ويقهقه على سذاجتنا وغبائنا، ويذكر من حذروه من فوز حماس ومن حكومة حماس " الم اقل لكم انه بعد عام سيقتلون بعضهم بعضا ".
ان صورة النضال الفلسطيني انعكست بسلبياتها على جماهير شعبنا في الخارج ففي لبنان على سبيل المثال انتقلت الخلافات إلى هناك، حتى كان التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة الأسرى أخيرا.
الم يكن من الأجدى لنا ولقضيتنا ان يتم الحوار والتوافق وحتى طرح موضوع الاستفتاء بعيدا عن أجواء الإثارة والشحن والحملات الإعلامية؟ وحتى في هذه المعركة التي وحدتنا من جديد، هل سيبقى الرهان على وحشية الاحتلال لفض خلافاتنا ، واستنفارنا العسكري ولترسيخ وحدتنا الوطنية؟ وهل سيبقى الشعب الفلسطيني أسيرا للجهالة والعمالة وحقلا للتجارب؟، ممن يثبت الواقع انهم بلا عقول تدرك وبلا اذان تسمع وبلا عيون ترى؟ إلى متى يبقى شعبنا تحت رحمة هؤلاء الصغار في التفكير والتدبير؟ وعند كل خلاف وأزمة داخلية هل سيهب اولمرت لإنقاذنا من شرور اعمالنا وتدبيرنا.
هذا هو السؤال للجميع.



#عبد_الفتاح_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
- مذكرة حول الازمةالوطنية الراهنة
- الحوار الوطني...او الانتحار الوطني
- الحوار الوطني الفلسطيني
- الزرقاوي في بلاد العجائب
- ديانات جديدة...انبياء جدد!!!
- الظواهري جندي أمريكي وقاضٍ إسلامي لتخوين المناضلين
- حماس والخيارات الصعبة
- العلاج بالصدمة الانتخابية
- الانتخابات التشريعية الفلسطينية خطوات للوراء بدون أي خطوة لل ...
- ميليس يفضح هشاشة الأنظمة العربية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الفتاح غانم - العدوان والوحدة الوطنية