أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !














المزيد.....

أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6657 - 2020 / 8 / 25 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنبدأ بهذه القصيدة التي كتبها الشاعر محمد مهدي الجواهري في السبعينات من القرن الماضي

جللٌ مصابُك يا بيروت يبكينا/ يا أخت بغداد ما يؤذيك يؤذينا
ماذا أصابك يا بيروت دامية/ والموت يخطف أهليك وأهلينا
‏عضّي على الجُرح يا بغداد صابرةً/ بيروت تعرفُ ما فيها وما فينا
بيروتُ تعرفُ من بالروعِ يفجعنا/ علم اليقين وكأس الموت يسقينا
نادي بنيكِ وقصّي بين أظهرهم/ ضفائر الطهر أو حتى الشرايينا
عضّي على الجُرح يابغداد واتعظي/ من أحرق الأرز لن يسقي بساتينا...
تتوجه الأنظار هذه الأيام ، ليس في المنطقة فحسب، بل وفي العالم نحو لبنان، وبالتحديد نحو مدينة بيروت بعد الفاجعة الأليمة التي وقعت يوم الثلاثاء الرابع من آب / أغسطس 2020، اثر انفجار كم هائل من مادة نترات الامونيوم التي كانت مخزونة في مرفأ بيروت منذ حوالي سبع سنوات ، هذا الانفجار الكبير راح ضحيته حوالي مئتي شخص وجرح حوالي ستة آلاف وفقدان العشرات وتشريد اكثر من 300 الف ، بالإضافة الى الدمار الهائل الذي لحق ببيروت، تلك المدينة التي كانت تسمى يوما بـ ( باريس الشرق ) باتت اليوم مدينة منكوبة تفتقر الى ابسط مقومات العيش .
تأتي هذه الكارثة لتضيف مأساة انسانية عميقة وكبيرة اخرى وجرح اخر الى السجل الطويل من المعاناة التي يرسف بها المواطن في لبنان. فمن الجوع، الفقر، البطالة، وجائحة كورونا، وعقود من الحروب واستهتار المليشيات بحياة الانسان في هذا البلد الى حكومة محاصصاتية قومية وطائفية عديمة المسؤولية الى ابعد الحدود غارقة في الفساد والنهب والتنصل عن كل خدمات وحقوق حتى الاولية منها.

كل هذه الكوارث التي ألمت بهذا البلد لم تأتي من فراغ ، فتأريخه ومنذ استقلاله عن فرنسا عام 1943 ولحد يومنا هذا ، تأريخ مزقته الطائفية المذهبية والقومية ، الاستعمار الفرنسي الذي حكم فيه لحوالي عشرين عاما لم يتركه قبل أن يزرع هذه الطائفية بين شعبه ويقسمه حسب المذاهب والطوائف (المسيحية بمختلف طوائفها – الإسلامية السنية والشيعية ـ الدرزية ) ثم جاءت الحرب الاهلية اللبنانية ( 1975 / 1990 ) والتي انتهت بتكريس الطائفية بموجب اتفاق رسمته السعودية ، سمي باتفاق الطائف (أيلول 1989) والذي سمح بموجبه لتدخل عسكري سوري وخضوعه لنوع من الوصاية العسكرية ( 1976 / 2005 ) والذي أفضي الى تشكيل ميليشيا حزب الله من قبل ايران ، تلك الميليشيا التي تشكل اليوم دولة داخل دولة ، ثم جاءت الحرب مع إسرائيل في منطقة مزارع شبعا المحاذية لإسرائيل والذي لعب فيها حزب الله الشيعي وميليشياته الدور الرئيسي وانتهت بانسحاب إسرائيل .
اذا نظرنا الى هذا التأريخ نجد بان هذا البلد وبناء على موقعه الاستراتيجي المهم الواقع على البحر المتوسط ، كان محط أنظار الدول الإقليمية والدولية على مر التأريخ ، بلد لاتريد له هذه الدول الاستقرار كي تصطاد في الماء العكر متى ما أرادت ، فالدول الامبريالية الغربية وفي مقدمتها فرنسا تعول على الطائفة المسيحية ، السعودية تعول على الطائفة السنية ، ايران تعول على الطائفة الشيعية ، هكذا اصبح لبنان اسير هذه التجاذبات في ظل سلطة تجني أموالا ثم ينتهي بها الأمر إلى حشو جيوب حكام البلاد، الذين كثيرًا ما تغلبوا على خلافاتهم السياسية لتقاسم موارد الدولة بينهم.

انطلق حراك جماهيري عابر للطوائف والمذاهب والاقوام في أكتوبر / تشرين الأول عام 2019 ضد السلطة الطائفية الفاسدة المتشكلة من أمراء الحرب، خطى هذا الحراك خطوات واسعة ، ثابتة نحو اسقاط هذه السلطة الى ان جاءت جائحة كورونا ودخول البلد في دوامة انهيار اقتصادي لم يسبق له مثيل ساهم في تحميل هذا الحراك نوعا من التراجع . مقارنة بسيطة بين ما هو جار في العراق ولبنان يُظهر بشكل جلي أوجه التشابه في الحالتين من حيث نوعية الحكم و أسباب اندلاع الانتفاضة وكون كلتا الحالتين ترتبطان ارتباطا مباشرا مع الحركة العالمية المناهضة للرأسمالية وموديلها الاقتصادي الحالي النيوليبرالية ، مرتبط ارتباطا مباشرا مع نضالات الطبقة العاملة العالمية والكادحين والمحرومين ، نضال يسير بثبات وعزم وإصرار نحو تحقيق حياة تسودها الحرية والمساواة والعيش المرفه للجميع .
على الجماهير في لبنان والعراق اليوم أن تدرك بأن مستقبلها بات على المحك ،وهي اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، فأما ان تسقط هذه السلطة الطائفية والقومية وتحل محلها سلطة مجالس الجماهير الثورية المنتخبة ، كخطوة أولى نحو السير لتحقيق سلطة العمال وكادحين وبالتالي تحقيق الاشتراكية، أو الإبقاء على هذه السلطة مع ترقيع وتغيير في الأوجه ، أي بمعنى أما نحن أو هم .
ان النظام الرأسمالي يزداد توحشا يوما بعد يوم، لذا فإن التطلع والنضال من أجل تحقيق الاشتراكية بات اليوم ضرورة ملحة ليس في هذين البلدين فحسب ، بل وحتى في الشرق الاوسط والعالم ، نظام اشتراكي قائم على أساس الحرية والمساواة والكرامة الانسانية التي لا يمكن انتهاكها، وهو ما سيفتح آفاقاً لشرق أوسط وعالم حر ومتساو يتوفر فيه الأمن الدائم والسلام والعيش المرفه للجميع على السواء.



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع بين إسرائيل والامارات خطوة على طريق تنفيذ - صفقة الق ...
- أين نحن من أزمة الكهرباء ؟
- تونس ، نظرةٌ من الداخل !
- هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟
- بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !
- أمريكا ليست بيضاء كما يريدها ترامب !
- التوحش ضد المرأة يزداد ضراوة !
- إقليم كوردستان ، من سيدفع الثمن ؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !
- لنرفع القبعة للكوادر الطبية!
- الرأسمالية تترنح، آن أوان رحيلها!
- وباء كورونا وَحَّدَ العالم وفَرَّقَ المسلمين!
- حقائق يؤكدها فايروس كورونا !
- كوكب واحد، بشر واحد ومصير واحد!
- عدنان الزرفي على مقصلة الاقصاء!


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !