|
عولمة بالدهن الحر ..مصالخة وطنية
وجيه عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 07:37
المحور:
كتابات ساخرة
أشهد أن قلمي (إبن ستين كلب)، ينتصب حين ينام الناس،ويعوي مثل مولّدة جاري التي جعلتني أضع تقاعد البرلمانيين الجدد في مقدمة اولوية أمنياتي للعصر الصليخي الجديد، لكن أقسم بجميع أخلاق الراقصات الوطنيات اللواتي يقرأن ( الكرآآآآن!) قبل أن يصعدن إلى ستيج الرقص العربي ،انني أوقفت قلمي وتوسلت به أن يترك مصائب تسونامي التوافق والتفجير النووي لإئتلافي،وأن يتناسى مؤقتاً كيف رقص ملائكة الضاري ( الجوبي) على شواطيء فقراء العالم الطامث في الكَيارة،وجزر كناري الجوادر ،توسلت بقلمي وحلّفته ببلمي ،أن يضع جانبا جنون هذا الزمن البقري الذي ينضح بالبذاءة" مثل بائع الطيور"، توسلت إليه بأعز الأشياء على روحي ،بتدويرة المصالحة الفنية ورمزها الذي تتهيب الحكومات من الولوج إلى تسطّحاته وتشقّقاته المبدئية ،وأعني به كارثة فيفي عبده التي نظر إليها أرخميدس ، فآمن بكروية الأرض ، وإلى تكويرة هند رستم الفاتحة لشهيّة القمصان ،وجمهورية سيقان سعدية الزيدي ، ولحية ياسر عرفات ،رجوته أن يقف علــــى بعد( شمرة عصا ) من الميليشيات المصلّخة،لأنهم (يملّشون) رؤوسنا (تمليشاً) بأسلحتهم التي تنبح بالكراهية والحقد،وربّما قادتنا وتقودنا مثل خرفان أليفة إلى حرب بسوس جديدة لايكون سببها بعير أجرب من حزب البعران القومي التقدمي ........ الحرب ياأخوتي ..َ..أوّل ماتكون بسبسةٌ..... ثم حسحسةٌ..وآخرها يكون بسبوسة لاينال الخيّرين منها سوى وجع الرأس وبالتالي قطفه، كل تلك الأسباب الموجبة للصمت أنكرها قلمي وأظهر عدم إحترامه لي لأنني سكت مرغما على مشروع المصالخة الوطنية . قبل أن أكتب،يطيب لي أن أهنيء القرّاء على خبر عاجل بثّته قناة الـ (MBC ) وفيه أعلنت حكومة تنزانيا إرتياحها للمصالخة الوطنية التي أعلنتها حكومة العراق الفيدرالي الإتحادي والطابوق الجمهوري،وأعلنت أنها وبموجب بنود فقرات المصالخة المرفوعة على صدور وبطون السادة النواب،فإنها ربما ستلجأ إلى إعلان نفس المصالخة – بنسختها التنزانية،حتى يتسنى للشعب التنزاني المظلوم الثأر من بعثية تنزانيا ،وختانهم بالطرق الصحية الحديثة . الواقع العراقي السياسي الجديد جلب رياضة مصارعة الجيران إلى بيوت العراقيين،قام السادة والقادة بإدخال المكَاريد إلى قاعة صدام المغلقة للألعاب السياسية،كان الوقت فيدرالياً،وقبل أن يُنفّذ حكم الإعلام بهم،وقفت الميليشيات المسلحة (من جميع الأطراف) ،ووقف الشعب العراقي حافيا جائعا مذعورا مثل فأر على قطعة جبن مثلثة وسط البحر،إن أكل الجبنة غرق ومات،وإن بقي يموت من الجوع،وقبل أن يثور أي ثور غير مربوط بمباديء الشفافية والتكنوقراط ،علت أصوات الجميع،قالوا أن رسالة وصلت من السيد الوطن،سكت الجميع،ومن الذي يجرؤ أن يتكلم حين يبدأ الوطن بتلاوة قرآنه في مآتم الشهداء الجماعية....أيها السياسيون لقد أخجلتم الوطن بكم .... ثوب الوطن طويل وعريض،يتعلق بأذياله كل من دبَّ وسبَّ،ومن وجد مقاعده محجوزة جاز له التمسّك بنعليه ،لاأشرف من نعال الوطن المرمية على أبواب جوامعه وحسينياته حين يتقاتل حفاة الكراسي عليها. كارثة الجميع أن الميليشيات تقتل باسم الوطن،وكأن الوطن شرف منتهك وعرض مُباح يوجب الستر عليه،والتستر عليه وقتل من تسبب في جراحه،لهذا حملت الأرض عشائر الجثث الملقاة على التراب،وحمل دجلة الشيعي قتلى الولاية التي كفّرهم إبن تيمية وأذنابه،فيما تعذّر على الفرات السني حمل قتلى الخلافة،لأن الأنهار لاتجري من الجنوب إلى الشمال ،سوى نهر النيل،النهر الشاذ الذي علّم الراقصات سكب عرق الجبين (لاأدري هل كان قتلة الحسين من واوية القاعدة ليجعلوا الفرات يمتنع عن سقي الحسينَ الماءَ حين كان الملاّ عمر وإبن لادين يلعبان الروليت الأموي في مغارات قندهار؟). إبتدأت معركة الميليشيات لخدمة دين محمد الغريب (ص)[ لاأدري هل كان محمد الرحيم يملك من الميليشيات مثلما تملك العمائم المسلحةالآن؟أريد إسلاما خاصاً يرميني بنظرات رزان مغربي لألطم على صدري وأصيح مثل طرزان:اشهد أن لاإمرأة إلا أنت ولتذهب جميع النساء إلى القاعة....فالقاعة ممتلئة بالشعب،والاحزاب متخمة بالقادة،والحسينيات ممتلئة بالسادة،والمآذن ممتلئة بالقناصين،من يجرؤعلى المشي في طرقات بغداد بعد السادسة من مساء الذل،وهناك مجاهد أكَشر أتخم مخزن بيته بالدولارات،ومخزن بندقيته بالطلقات،وفمه بشهادة زور أن لاإله إلا الله وأن محمّدا رسول الله؟ إقتل عراقياً واحداً باسم الثأر أوالسرقة أو حتى الدفاع عن التنس في زمن الفيفا المشفّر،سينظر إليك الجميع من الغربية والشرقية ،حتى في تنزانيا التي نظرت إلى المصالحة الوطنية نظرة ملؤها الدولمة،سينظرون جميعا إليك كما ينظرون إلى مجرم تافه ليس إلاّ!! إقتل ألف عراقي(سني أو شيعي) باسم الوطن،مرّة على أن محبّةعلي هي المدخل إلى حب الوطن،ومرّة أن محبة أبي بكر الصديق هي المخرج إلى حيث يصلّي الوطن،لايهم أن كنت مع هيئة علماء السموات أو لجنة إجتثاث البطّات التي تصهل عالياً على المكاتب المسكونة باسم الله والوطن والقائد،سيصفق الجميع لك أيها المجاهد الغيور على دينه وطينه وتينه( طبعاً أنا أموت على التين). وأقول : ماذا أرضعتكم أفغانستان ياأولاد الحيض الديني؟؟ كارثة العراقيين جميعا،أنهم وجدوا أنفسهم بين ميليشيات متناحرة،كلُّهم يدّعي خلافة الأرض،ووصاية الأيتام،كلهم ولاأستثني أحداً سوى فرقة أحباب القائد،لكل ميليشيا رب صغير يسكن في بيت مؤجّر في السماء السادسة،ولها محمد يخصها وحدها،لايشبه العظيم محمّدا(ص)،من هذا الرب الصغير ومحمد البديل ،تتنزل الفتيا لتحصد بالرؤوس العراقية،ربّما بعد سنتين سينقرض العراقيون عن بكرة أبيهم وإبرة أمهم ومخيط جدّتهم،حينها فقط سيملأ هذه الأرض أخوتنا من تنزانيا الذين نظروا إلى المصالحة الوطنية نظرة ملؤها القوزي والتمن والتشريب قبل أن تتحول إلى دليمية . يقف الآن،وعلى دجلة،أهالي المختطفين من شركة الصناعات،ينظرون إلى النهر عسى أن يحمل إليهم أجساد آبائهم وإخوانهم وأخواتهم،لقد تعدد المشاركون في قتلنا،وحملنا،حتى دجلة الذي إختص بحمل جثث الشيعة وإخفاء معالم وجوه القتلة باسم الرب الصغير ومحمد البديل والعمامة المستأجرة بالباطل. هكذا كانت رسالة الوطن فارغة،بيضاء من غير ضوء،لايوجد سوى البسملة،منهم تأوّل فقال:هذه إشارة الذبح فاذبحوا العراقيين، ومنهم من قال :هذه إشارة الدفن،فادفنوهم أحياء،لم يكن لنا شفيع منهم سوى جلودنا.... لم نر عنكبوتا ينسج على باب القاعة بيتاً أوهن من بيوت الطين،ولم تكن هناك حمامة تبيض،لأن صقور الأحزاب أرعبوها،فباضت إطلاقات الرحمة على رؤوسنا التي شبع الطير منها. لاعتب على وطن بزّاز يوزّع ملابس الفرح على جيرانه،ويُبقي الملابس السود والأكفان لبنيه الخائفين من تصفيات ميليشيات العالم فوق ملاعب حياته...لاأمل في الهدف الذهبي لرأس يحمل إسم علي أو عمر أو أبي بكر...كان لنا رئيس واحد نخاف من مخابراته،الآن أصبح لدينا عشيرة رؤساء لاتخاف منهم مخابراتهم،الجميع يتقاتل على عرش مصاب بالكساح..ميليشيات الشيعة يقتلون السنة ويصلخون جلودهم من أجل الوصول إلى مقام المصالحة،وميليشيات السنة يقتلون الشيعة ويصلخون جلودهم من أجل الوصول إلى مقام المصالحة...لابد للمصالحة من مصالخة تسبقها في الإتجاه وتعاكسها في طريقة القتل.....وإلاّ كيف تريدون أن ينظر العالم المتحضر إلينا إذا تصالحنا على شيء تافه....لابد أن تجري دماؤنا بيننا ونجعل الرصافة شيعية والكرخ محميّة سنيّة وليذهب الوطن ومن يريد أن يبقى موحّداً إلى حيث.... ربما بعد سنتين من هذا الزمن المغمّس بالميليشيات،وبعد أن يعتمد العراقيون صوت العبوات الناسفة سفيرا فوق العادة الشهرية في الأعراس على هيئة (هلاهل)،وشظايا السيارات المفخخة سفيرة للنوايا الخشنة على هيئة (واهلية)،وبعد أن تغسل الميليشيات أيادي بنادقها من دخانها،والملابس من دمائنا،سينظرون إلى وطن بلا رؤوس،ونخيل بلا سعف،حينها لاتجد مريم العذراء نخلتها التي شهدت لها بالطهر،ليعود اليهود والمسلمون يتهمونها بالزنا للمرة المليون. يافرسان المصالحة الوطنية، تنكة على مصالحتكم ،إخجلوا منّا قليلاً،تصالحوا مع أنفسكم أولاً،ثم مع ميليشياتكم،لايهمّنا إن خرج الخوارج من بين أظهركم،لايوجد قرآن تعترفون به أصلاً لتحملوه على رؤوسكم،كثرالعالون وعبد الرحمانون، وقلَّ عليّ ، قولوا لأصحاب الذيول أن المصالحة كفيلة بأن تخفي أذنابهم خلف ثيابها،لايوجد وطن يحترم الطغاة ويعاملهم بالديمقراطية مثل العراق ويعامل بنيه بالقتل دون السماح لهم برؤية وجه قاتليهم وذبّاحيهم،إن شئتم تصالحوا،وإن أبيتم تصالخوا،فقط إتركوا العراقيين (شيعة وسنة) يتسابقون،ولاتطلقوا ذئابكم عليهم لأن نبي الله يوسف(ع) لايأتمن (البطّات) مثلما أمن من الجب.... دخيل الله دخيل محمد دخيل تنزانيا دخيل الفيفا لقد مللنا من تشييع أحبّتنا باسم الدين الحمد لله الذي لم يكن شيعيا ولاسنيّا،وليس لديه ميليشيات مسلّحة تختطفنا في البطّات وتفجّرنا في الكيات...تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا
#وجيه_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عولمة بالدهن الحر- التانغو الأخير لمحمد جبير
-
سيciaعولمة بالدهن الحر تحليل بوليـ
-
عولمة بالدهن الحر- قيطان الكلام
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|