|
الاتحاد الأوروبي قوة رجعية لماذا؟
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 14:00
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كلمات الشاعر الشيوعي احمد فؤاد نجم عبرت بعبقرية عن ازداوجية الخطاب النيوليبرالي اذا ما قارناه بالنتائج الفعلية وقد غناها الشيخ امام "والفقرا حياكلوا بطاطا وحيمشوا بكل ألاطه وبدال مايسموا شلاطة حيسموا عيالهم جان ودا بفضل صديكي ديستان الرومانتيكي ولا حدش فيكو شريكي في المسكن والسكان" فاليري جيسكار ديستان نفسه الذي يقال انه وضع الخطوط الاساسية للدستور الأوروبي هو من صرح عام 1992 وبعد الامضاء على معاهدة ماستريخت في 7 شباط فبراير 1992 ان :الاشتراكية الان باتت ممنوعة " بهذا دشنت الأقلية النيوليبرالية إعادة صياغة معنى السوق الأوروبية المشتركية الى اتحاد أوروبي دون قيود على حكم سلطة رأس المال لاقلية مالية غير منتخبة وبيرقراطية ببروكسل واعدام أي صدى للبرلمانات المنتخبة أوروبيا بل اتبع بعد ذلك سياسات هيمنت على الأحزاب التقليدية باغلبيتها الساحقة مما دعاها تردد بشكل ببغاوي ما يطرحه مقاولي الرجعية الأوروبية الجديدة في المفوضية الأوروبية ببروكسل بحيث أصبحت السلطة في الاتحاد الأوروبي في مجالها السياسي والاقتصادي بيد الأقلية النيوليبرالية التي تقوم سياساتها على استقطاب الثروة لها وتخصيص كل المؤسسات العامة وفرض سياسات فاشية اسمها التقشف الغير معنية بمهمة الدولة بتوفير العيش الكريم للمواطن بل انها وصلت الى سرقة حفاضات الأطفال بتقليل مخصصات كل طفل بالعائلة رغم غلاء المعيشة تحت شعارات قادتها أحزاب نازية عنصرية تابعة لميركل والبنك المركزي الألماني سواء بمسميات قومية او لغوية و ما الى ذلك.. وعندما يتم اختيار الشخصيات الديكتاتورية في اعلى هرم الاتحاد الأوروبي كرئيس المفوضية ورئيس الاتحاد يتم النظر الى ملفه من حلف الناتو ليوافق على شخصيات خادمة للمشروع الرجعي الأطلسي النازي في أوروبا الذي تمثلة الأقلية الاوليغارشية المالية أي ان الشخصيات الأهم والمقررة لسياسات الاتحاد الأوروبي وبالتالي الشعوب الأوروبية يتم اختيارها بما يتناسب مع مصالح الأقلية المالية التي تنهب أموال دافعي الضرائب الأوروبية وثروات الشعوب الأوروبية واموال الدول ولا يتم انتخابها واختيارها بما يناسب مصالح الشعوب الأوروبية لهذا ليس مستغربا ان نرى ان العلاقة بين المانيا ببنكها المركزي وشعوب الجنوب كايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان لاتختلف عن علاقة الاستعمار الصهيوني مع الأراضي الفلسطينية ولكن دونما يبدو انها تستعمل العنف الوحشي للصهاينة فسلطة المال أيضا وحشية بمآلاتها رغم انها تبدو على عكس ذلك.. فوز القوى الفاشية اليمينية ألاوروبية تعكس نوعا من الانتحار الجماعي الأوروبي حيث لاتوجه هذه القوى أصابع الاتهام للاتحاد الأوروبي وعصابته الأطلسية الحاكمة وانه بمعاهدة ماستريخت التي تمنع البديل الشعبي الوحيد لاوروبا وهو اليسار الجذري فانه من الصعب إيجاد أي افق لنهوض تنموي أوروبي فتوجيه القوى اليمنية التي باتت قوية اصابعها الاتهامية الى اشد ضحايا الاتحاد الأوروبي معاناة كالاجانب ومن هم من أصول اجنبية ومن يختلف مع بعضهم لغويا او مناطقيا كشعار بينما الحقيقة استهدافه لانه مهمش اكثر من عصابات اليمن الفاشي الأوروبي أي انها تتوزع المهمة مع عصابة الأقلية الاوليغارشية المالية التعويل على إمكانية ان يقدم هذا الاتحاد حلولا سحرية من اغلبية برلمانية كبيرة و ضعيفة أيضا نوع من الانتحار الجماعي فاعدام معاهدة ماستريخت الخيار الاشتراكي هو اعدام لمصالح اغلبية المواطنين الأوروبيين بان النهاية ستكون كالحربين العالميتين الأولى والثانية أي الوصول الى كساد كبير ثم اشعال حرب عالمية ثالثة لتشغيل المعامل الحربية التي تملكها الأقلية البنكية والتأمينية نفسها ..فليس صدفة ان الاتحاد الأوروبي عاجز عن اتخاذ أي قرار لمصلحة المواطنين الأوروبيين لان دستوره ومعاهداته تصب في خدمة الأقلية المالية التي تتغول وتسيطر على الاعلام وتشتري المزيد والمزيد من القوى السياسية الأوروبية التقليدية وتخدمها لمصلحتها كشفت ازمة وباء فيروس كورونا المستجد عن البناء الأوروبي بما يشبه الفضيحة فكل يغني على ليلاه وتبين ان الاتحاد الأوروبي فص ملح وذاب لان كل عصابة مالية حاكمة اختارت النجاة بنفسها مما يؤكد ان لا اتحاد لشعوب أوروبية بل اتحاد مؤقت لعصابات مالية مكونة من البنوك وشركات التأمين الكبرى وملحقاتها وهي خادمة لحلف الناتو الأمريكي ولتسيد الولايات المتحدة رغم ان كل علامات تآكلها باتت واضحة للعيان امام قوى صاعدة كالصين بحزبها الشيوعي الماوي وغيرها الاتحاد الأوروبي قوة فاشية لانه يمثل اقلية مالية تحكم قرارته بما يناسب استقطابها للثروة و سياساتها لاتتجاوز سياسات التقشف الفاشية التي تستهتر بحقوق المواطنين من الأطفال الى المتقاعدين والعجزة والشغيلة وتنهبهم وتنهب صناديقهم بحيل خبيثة بعد ان تكون صرفت اموالات طائلة على الدعاية ان العكس سيحصل فهي تنهب أموال الشعوب الأوروبية بحجة إيجاد فرص عمل اذا نهبتها الأقلية بينما نجد ان فرص العمل اختفت ومئات الاف العمال باتوا في مناخ البطالة في حين ان ثروات الأقلية المالية بلغت أرقاما فلكية وهذا ما يمكن ان نتابعة بعد حكم ماكرون بفرنسا بوضوح بقوانين عمل تحابي صاحب رأس المال وتعدم اغلب الحقوق للمال فقد زادت البطالة وارتفعت ثروات اقلية مالية فرنسية عشرات عشرات المليارات خلال سنة او سنتين.. وقد ضمت القائمة الحديثة لأثرياء العالم لعام 2018، نحو 500 فرنسياً، بإجمالي ثروات 650 مليار يورو بزيادة بلغت 13 %عن العام الماضي..هذا فقط في عام واحد من حكم ماكرون الروتشيلدي. وفي اللعبة الانتخابية الفرنسية المدارة من قبل الأقلية المالية انتخب ماكرون فقط 16 بالمئة من الشعب الفرنسي وشعبيته - مع ان السلطة بيده الان – لا تتجاوز عشرين بالمئة أي ان الناس فقدت ثقتها بالعملية الانتخابية لان ميلنشون الشيوعي اكثر شعبية من ماكرون وسائر عصابة الأقلية الاوليغارشية المالية وكان هو الفائز الفعلي بأي نظام حقيقي لايزور الانتخابات كما تفعل الأقلية المالية الحاكمة فعليا على الارض ما تحتاجه أوروبا جرأة جديدة ليسار جذري ضد البناء الأوروبي وسياسة المانيا النازية الجديدة التي باتت تستعمر أوروبا الشرقية وجنوب أوروبا وتقرر مصير الحياة السياسة مع القوى النيوليبرالية والقومجية في بلدان الشمال الأوروبي وان لابديل عن أوروبا يسارية واي اتحاد أوروبي لا يضع في اول بنوده الوصول الى حكم اشتراكي وبسياسات يسارية جذرية مصيره التفكك والانهيار والمآسي الاجتماعية والتخلف عن ركب القوى الصاعدة الحضارية الشيوعية كالصين
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة : فضاء جيتارة تشدو
-
الصين كبديل وحيد للعالم الثالث
-
قصيدة : ما الفرح الموسيقي في معاني العاشقات..
-
قصيدة : خلف هذا البحر المستحيل ..
-
قصيدة : أنسى كلام الصحو..
-
قصيدة : اله عصر رأس المال
-
قصيدة :ما الذي يبلل عالمي ؟
-
قصيدة : ماذا تبقى لي..
-
ترجمة لقصيدة وليم ييتس :كم ارغب بحياكة اقمشة السماء لكِ
-
قصيدة : العيون الغريبة
-
قصيدة :ادراج القلق المكتظة بمرايا العذاب
-
قصيدة : في فم بيروت حلاوة كرمل البلاد
-
قصيدة :انتفاضات حضارات الهلال الخصيب
-
قصيدة: بيروت ، يا حبر القصائد الحمراء
-
قصيدة :انفاس تمتد الى ساحة النافورة
-
قصيدة : نبض تمام العبدالله الذي لا يموت
-
قصيدة : ثمار التين المشوية
-
قصيدة : ييتس ودبلن ووسامتي
-
قصيدة : كورك سحر فلسطين المتدحرج
-
قصيدة : هجرة نبكي في حضنها
المزيد.....
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
-
للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م
...
-
مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|