شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 00:09
المحور:
الادب والفن
1
كانت الشهور تعبى
تلهث في محيط السنين
يوم تفتّحت على أرض تمايزت بالطقوس الدينيّة
كان الموكب الحسيني يستهلك أحد عشر شهراً
لينغمر في قميصه الليلي
حيث تخفق الرايات السود
في اليوم الأوّل من شهر عاشوراء
شهر الحزن والقهر والدموع
تلك طقوس تعيشها بحزن وألم
شيعة اهل بيت النبوّة
ستبقى تلك الطقوس ما بقية الأرض
وكلّ يوم يمسّ النبض الشيعي بشكل خاص
وكذلك يحزن فيه جميع المسلمين في الأرض
بشكل متفاوت
ليس في تاريخ الأمم جميعاً كتاريخ وحزن
العراقيين على الحسين وليس في تاريخ
أمم أهل الأرض مصيبة كمصيبة الحسين
عليه السلام
هناك انبياء ورسل عليهم السلام وهناك
ثوّار تعرّضوا للإبادة وحروب
اكلت الأخضر واليابس وكقنبلتي هيروا شيما
وكنك زاكي وهما ذروة الدمار سطرتا على
على صفحات التاريخ وكذلك حرق روما
بكبريت سيّدها نيرون الدموي
كلّ تلك الأحداث طويت ودرست
وغرست لها مصابيح للذكرى
وعطوراً في شجرة التاريخ
وكذلك رأس المعمدان يوحنّا
عند اخوتنا الصابئة
كلّ هذه الأحداث التي مرّت بتاريخ البشريّة
تلامس النفوس كغيمة حزن داكن الى جانب
عشرات الاحداث كنكبة ومذابح الأرمن
في تركيا وغيرها وآلاف النكبات مرّت وتمرّ
في تاريخ الجنس البشري كلّها احداث دمويّة
ومرعبة
إلا قضيّة الحسين حيث أصحابه يقتلون واحداً
واحداً بين يديه وواحداً بعد الآخر وهو يرى ويسمع
ويعانق ويقبل ويراقب ويحارب ويودّع
ابتداء من اوّل أنصاره الى آخرهم ومن اوّل اهل
بيته واحداً بعد الآخر الي حد ذبح عبد الله
الطفل وهو في حجره بسهم غادر سهم من
لا يرق ولا يرحم اهل بيت عطاش وسيوف العدو
تحيط بهم الى جانب محنة العطش واشعال
النار في الخيام ثمّ استشهد وهو ظامئ
هذه هي ملحمة كربلاء
فسلام على الحسين
يوم قتل
ويوم دفن
ويوم صار قبلة للزوّار
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟