|
مساعى السلام والتطبيع قطار سريع .. عربيٌ نحو الركوع وتناسى فلسطين ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 17:11
المحور:
القضية الفلسطينية
نناشدكم نُحلفكم بكل ما لديكم من قوة في مبالغ الاموال وعظمة الارقام التي تكدسونها في البنوك العالمية بكل عهر وصلافة تزعمون ريعها من عائدات النفط والغاز وبقايا مشتقات الينابيع التي تسكنون فوق رمالها . قمتم مؤخراً في بناء وتشييد الابراج والناطحات السحاب بعد فترة البزخ والفائض المالي نتيجة " الربا" او الفائدة التي تجنوها من الحسابات المصرفية المكدسة في شبه ودائع لدى بنوك سويسرية وفرنسية وبريطانية والمانية وامريكية ، على الاقل هذا ما يعرفهُ شعبكم او محكوميكم عن مهاترات اثناء الانتقال من مساكن وخيم العشيرة والبداوة الى قصور متعددة الغرف والردهات التي بالكاد يزورها اصحابها او من اوعز لبناءها ويتركونها للخدم والحراس الذين لا يدرون ماذا يحرسون ؟! . لم ولن يتأثر الشارع العربي وبالأخص في ميادين مدينة القتل المباح وحدود الشريط الفاصل بين أسوار وحيطان "الجداريات " التي بنتها الصهيونية الاسرائيلية بالتنسيق مع رجال اعمال من فلسطين يقطنون ويسكنون في امارات ابو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وحتى عواصم خليجية كالكويت والمنامة والدوحة وعُمان والرياض ومدن اخرى خليجية يعمل على اراضيها رجال يُصرفون اعمال تجارية وتذهب عمولاتها وتعود اليهم عبر بنوك ومصارف خارجة عن السيطرة والمألوف والمعلوم منها . ويتم التداول للأسماء وللأرقام باللغة العبرية والعربية والفرنسية والانجليزية ولغات عالمية شائعة اخرى . تتناسب مع تداولها للزبائن الذين لديهم خبرة دولية في التوسع في مجال التجارة الدولية . نعم جميعهم ساهموا في موت القضية الفلسطينية ليس في غزة وحدُها ، وسيطرة حركة حماس عليها وعلى مستقبلها الامنى والعسكري والسياسي الذي يبتعد في هوةٍ غارقة منفصلاً عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني الذي لَهُ حرية تحديد اسم ورسم سياسة من يحكم راماالله ؟ لا يغفل على أحد بعد اليوم ربما منذ عقود خلت في السماح لرجال الاعمال من اصول فلسطينية ان يمارسوا كافة ادراج التواصل في الاسواق العالمية وبالعملات الصعبة كذلك . وبمبالغ لا حصر لها على الاقل بعد رحيل قائد الثورة والرمز ياسر عرفات عام "2004" تاركاً ثروة مالية ضخمة كانت تخضع لقادة نجعلهم ولا نعرف اسماؤهم ، وهم يعرفون بعضهم البعض ويُدركون كيف تم حصار اموال الثورة التي كانت تأتي عبر التبرعات السخية على مدى عقود وللواقع ان قادة العرب كانوا يتنافسون في بذخهم المعهود والناتج عن الشهامة العربية واغاثة الملهوف، منحت منظمة التحرير الفلسطينية الملايين من الدولارات انذاك بعد الاعتراف بالمنظمة اثناء اعوام منتصف السبعينيات زمن العمل الفدائي الذي تنامى حينها وسبب حرجاً للعرب ولأصدقاؤهم في الناحيتين الامريكية والسوفيتية وتعاملوا مع القضية ضمن حماية الدولة الغاصبة اسرائيل على اساس سلمي بإمتياز ؟ كان عام 1974 بعد خطبة القائد ياسر عرفات رافعاً مشروع إستمرار الثورة والمسدس الحربي على خاصرتهِ من جهة ، والتلويح بغصن الزيتون الذي يرمزُ الى بلادنا القديمة والعريقة التي يتجاوز عمر جذورها وجذوع شُحيرات الزيتون المعمر ؟ من هناك كان مشروع السلام ممكناً ومفتوحاً وسهلاً ومقبولاً ؟ من الجميع وربما من ذلك الزمن هناك من صاغ بيانات الإعتراف السريع وطرح مشروع العلاقات وفتح القنوات الديبلوماسية مع الدولة المغتصبة الكيان الصهيوني وإستساغة قضية التطبيع ؟. اذا ما عدنا قليلا للتاريخ الى الوراء فسوف نتأكد جيداً ان الرئيس المصري محمد انور السادات كان من الأوائل الذين عملوا وسعوا علناً وليس سراً تنفيذاً للأرضية الواقعية لخطاب ياسر عرفات الشهير بين تحديد ماذا نريد وما نستطيع ان نقدمه لفلسطين سلاماً وحرباً ؟ من على ردهات الامم المتحدة ومجلس الامن اخذ على عاتقه مسيرة الشوط الاول والمسير في إختراق الاجواء الاسرائيلية وذهب السادات الى القدس المحتلة فاتحاً خاطباً وإلتقى بزعماء بني صهيون ومن ذلك الزمن الى اللحظة كانت المحاسبة والعقاب لا ترتقى مع طموح وآمال الشعوب العربية وخصوصاً الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات في آنٍ واحد ؟ كما ان المملكة الاردنية الهاشمية قد رسمت حينها عن افصاح في التعامل الديبلوماسي مع اسرائيل في السر قبل خطاب الحرب والسلم عام 1974 . الان بعد مرور اكثر من 45 عاماً على إدراج مشروع السلام والعار والخزى في الماضي والحاضر والقادم الينا لامحالة في المستقبل ؟ لدينا اسئلة جليّة وخطيرة وعميقة حول هل ؟ انتظرنا تلك الاعوام من الصبر والجوع والتفقير والترحيل "والترانسفير الجماعي " في مخيمات لبنان وسوريا والاردن وحتى فلسطين لم يسلم شعبها من سكن مخيمات الصفيح وحصارهم ونبذهم على العلن وتحت اعلان حقوق الانسان ، كذلك كانت بعض تجمعات من ابناء فلسطين في مصر قد تم معاقبتهم تحت مسميات الغرباء ؟ كان لتجوال الجالية الفلسطينية في دول مجلس التعاون الخليجي مؤخراً خاصة بعد الدمار الذي تعرضت لَهُ الجالية الفلسطينية بعد "نكسة وغزوة الكويت عام 1990 " اثناء الاحتلال كان دور الرئيس ياسر عرفات بعدما قدِم الى بغداد معانقاً صدام حسين حيث كان يغمز عرفات ان العرب "ذاهبون وينتظرون بالطوابير " على ابواب ومكاتب البعثات الامريكية والفرنسية والإنجليزية وحتى التركية والايرانية والمملكة العربية السعودية في فتح العبارات من اوسع ابوابها لمد جسور التبادل الديبلوماسي مع دولة الصهاينة ؟ ياللأسف على ذهاب الاعداد الهائلة بعد تفاقم الارقام الى الملايين اذا ما جمعنا الشعوب العربية كافة التي تم اجبارها على القتال والحرب في غير امكنة الصراع العربي الاسرائيلي على سبيل المثال وليس الحصر " الحرب العراقية الايرانية " التي حصدتها ضحية لها شهداء تحت اسم فلسطين ؟. على مرأى ومشهد لا يبتعد رحلة ساعات عن حدود رسمتها الدول الاستعمارية والاستبدادية المستغلة لخيرات ولحريات الشعوب وفلسطين في مقدمة الإنتهاك . يجب الملاحظة هنا القول ان دولة الامارات العربية المتحدة التي تم الاعتراف بها رسمياً بعد وفاة الرئيس المصري القائد جمال عبد الناصر عام 1970 ؟ اى عز وقت وفورة النزاع والصراع المفتوح كان اوجه نحو التحرير لفلسطين بأسلوب الثورة والمثابرة . بإختصار يذهبُ من يُرِيدُ الى مصالحة اسرائيل ويتبادل سفراء وعلاقات تجارية واقتصادية واتفاقات ومعاهدات وصولاً الى رفع الكؤوس والأنخاب ، لكن الرجاء الاخير ان لا تزيدوا تفاقماً الى قائمة الهزائم للعاطلين عن العمل في بلادنا العربية وتطردوا اليد العاملة الفلسطينية والسورية واللبنانية من الخليج ، وإستبدالها بإسماء من دول تمليها اسرائيل كنوايا في صدقها للدول الحليفة بعد الإنفتاح في طرح مشروع الشراكة للجميع والضغط على الدول التي ساهمت في لعب دوراً انفتاحياً في توسع ارضية اسرائيل على فجور بناء سد النهضة وحرب وتقسيم السودان والجوار وصولاً الى موريتانيا و اليمن . كما اننا ندعوكم بعد التطبيع الكامل والإنبطاح المتسارع " ان لا تطردوا اليد العاملة " التي ساهمت على اكتافها في بناء وتشييد العمارات الشاهقة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي يبدو جلياً انهُ مهرولاً ومتسرعاً في حجز دقائق فقط مع العدو الصهيوني لكى يُيرِمُ بقايا الخزى والعار والتطبيع للأتفاقات الأتية قريباً مع بداية ولاية لترامب جديدة لكى تكتمل معالم صفقة العرب الشهيرة القرن المقصوف في اذلال فلسطين وشعبها .
عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في / 23 / آب / 2020 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القراصِنة الصهاينة يتذرعون بحماية امن .. معابر ناقلات النفط
...
-
من افكار الجنرال غورو إيصال .. لبنان الكبير الى جيل إيمانويل
...
-
الجمهورية العائمة على .. فساد وفوضى دائمة ..
-
الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون
...
-
رِثاءُ بقايا رُبوع الوطن
-
كُنوز مِن مناجِمّ إبداعات كريم مروة. .. إصرار وإدخار دمج الز
...
-
أثار الخراب السياسي للعراق بعد .. إحتلال الكويت منذُ الثاني
...
-
الحياد الماروني الملغوم في .. مواجهة نمط المقاومة المعلوم ..
-
الشارع المصري بين الوهم والحلم ... الحرية دربها ليس عقيماً .
...
-
إنبعاث الغرور والعربدة والسماجة العثمانية .. مجدداً لتطال ال
...
-
حاكم دار الباب العالي .. تحول الى سلطان بإسم الديموقراطية..
-
لا سلام قبل الحرب .. ولا حرب إلا وبعدُها سلام .. أين نحنُ من
...
-
الإتحاد السوفييتي السابق .. و روسيا اليوم ..
-
عاصفة توبيخ السفيرة الأمريكية .. اعقبها مواقف مُبطنة تحتاجُ
...
-
المشروع الصهيوني .. المحضون دولياً ..
-
صِراع و نِزاع أحفاد عُمر المختار .. على إحتكار منابع النفط و
...
-
خمسون عاماً .. ارنستو تشي غيفارا .. قابضاً على الزناد .. سعي
...
-
جورج حاوي .. محسن إبراهيم .. ابو خالد فينا ..
-
سيرة رحيل القومندانتا فيديل كاسترو
-
أعظم دولة ملعونة تُقاصص و تُعاقب قيصرياً
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|