فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 12:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما ينحدر البارود من فوهة كاتم الصوت، لينطفئ لهيبه في فم الجرح، طاوية أمامها زرقة السماء، حاملة ربيعها ملء الجراحات وملء الأعين الحزينة وهموم العراق، وتغلق الأبواب والمسالك الموصدة الخفية عن القاتل، ويستعر الغضب الجريء والحقد وما تبصمه أحذية القتلة، وما تصبه الدماء في فم التراب، يا قمراً غدرت به الحيتان في يوم أسود، وسيف الغدر في قلب الشهداء مغمد، ولهاث قوافٍ مختنقة شواض لهيب مستعر، من أسلحة الكاتم الهمجي المستورد، يا وطني طعناتك في قلبي غضبي يمتد إليك، يا وطني أنا منك وأنت مني ونحن الاثنان دم يقصد، لا أملك إلا أن أتعذب يا وطني، لنعفر وجهك يا وطني ونحيلك مقبرة كبرى، لا شيء أملكه سوى غضبي، بعد أن زرع فينا (المجهول) أشواك الحقد والألم، يا سيدي في أغانينا شدوناك ولم تأبه بنا، في مهاوينا سألناك فأفضى ألف لا شيء لنا أيها الموغل في صمتك .. ألم تذق مآسينا هنا ؟ أيها الموت الذي يزرع في حقل أمانينا الغناء عد إلى الأرض وكن مزيجاً من لهيب، كن أعاصير غضب، عد إلينا منجلاً يجتث طغيان السنين الماضية، عد إلينا من وراء الصمت أحقاداً وثأر، عد إلينا قبل أن ينغلق الليل على أشلاء موتى في العراء، عد إلينا قبل أن يمسخ تاريخ بلاد وطأتها الغرباء، عد إلينا قبل أن تلتصق الأوجه في الأرض حياء وعذاب، عد إلينا قبل أن نغفوا على قهر عيون الشهداء، عد إلينا قبل أن نقضي الحياة صامتين، ليكن هذا ولكن لا كصمت العاجزين.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟