وداد فرحان
كاتبة- وصحفية
(Widad Farhan)
الحوار المتمدن-العدد: 6654 - 2020 / 8 / 22 - 17:45
المحور:
كتابات ساخرة
لم يعد الموت معلومة غامضة لا نحيط بمفهومها إلا قليلا، ولم يعد ذلك السر العظيم الذي ملأ حياتنا بالألغاز وكأنه طريق لا نعرف مؤداه، كما أننا لم نعد بحاجة الى التناقضات النظرية المختلف عليها من الفلاسفة، فلو عاش "أبيقور" و"افلاطون" في عراق اليوم لغيّرا مفاهيمهما عن الموت في ظل تنوعه واستمراره وديمومة وقوعه.
الموت في العراق لا يحتاج تعريفا ميتافيزيقيا، ولا يتطلب معرفة الاختلاف بين العدم والحياة الأخرى، فالعدم هو نهاية الحياة دون استمرارها غيبيا، والحياة الأخرى هي ما تؤمن به الأديان من حياة نقية ومتحررة، بل أن الموت ظاهرة عمت عموم العراق باختلاف أنواعه.
الموت في العراق، اغتيال في وضح النهار، مقابر جماعية، تسميم، تحت التعذيب، انفجارات، ذبح، خنق، دريل.
والقائمة تطول..
والموت في العراق هو جفاف الأنهر، موت الأرض التي أصبحت خاوية وخالية بلا زرع فلا تهز ولا تربت، موت الطيور والعصافير وموت الطبيعة.
الاغتيالات الجديدة بنوعها الغريبوالجريء، يضاف الى القائمة المفتوحة للموت في العراق، بعد الموت بالتلوث في مياه الشرب في البصرة، وكالعادة لم تستطع السلطات من تحديد أسبابها أو تشخيص فاعلها.
يضحك البعض، ويتندر الاخر ويقول: متى ما عرفوا كل الفاعلين والقاتلين في لائحة الموت المفتوح، سنعرف القاتل هذه المرة!!
#وداد_فرحان (هاشتاغ)
Widad_Farhan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟