|
الياسمين والقداح لكتابة مقال بعطر فواح !
احمد الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 01:20
المحور:
الادب والفن
اذا كنت تطمح بأن تكون كاتبا محترفا يريد مغادرة عتبة الهواة الى غير رجعة وولوج عالم المحترفين فعليك أن تهتم جديا بمعاني المفردات ومدلولات الالفاظ والمصطلحات وأن لاتخلط حابلا بنابل وأن لا تأتي بالمصطلح على عواهنه هكذا من دون تمحيص ولا فهم لمعناه لتضعه في غير محله ظنا منك بأن هذا هو مكانه الصحيح والمؤثر فتقع بالمحذور وبما لاتحمد عقباه .اقول ذلك لأنني اشخص خلطا عجيبا بين الكلمات والمفردات ولاسيما منها المترادفات ، مثال ذلك أن مفردة حبس غير مفردة سجن ، فكن على بينة من أمرك " الحبس في القوانين العربية الوضعية مدته تترواح بين 24 ساعة وصولا الى 3 سنين ، اما السجن فمدته من 3 سنين الى المؤبد أو مدى الحياة " ، كذلك الجناية غير الجنحة ، الجناية عقوبتها السجن ، والجنحة عقوبتها الحبس ..السجن المؤبد = 25 عاما ، مدى الحياة = حتى الممات في حال لم يصدر عفو خاص أو عام أو تقليص مدة المحكومية لحسن السيرة والسلوك وبالتالي فإن الاتيان بالمؤبد للدلالة على مدى الحياة ، أو ذكر السجن بدلا من الحبس ضمن النص المكتوب بمثابة خطأ فادح والعكس بالعكس ...وكل ما ذكرته آنفا يعني ان تكون مجتهدا وملما بشيء ولو يسير من علوم القانون ومصطلحات ومفاهيم المحاكم والنظم والدساتير كجزء من المنظومة الاحترافية في الكتابة وكخطوة مهمة في طريق الالف ميل وما يصدق هنا على المعرفة القانونية يصدق على العلوم السياسية ، والاقتصادية ،والطبية والتأريخية ،والادبية وسواها اذ من غير المعقول ولا المقبول ان تكتب مقالا او عمودا صحفيا ثابتا مخصصا لك في الصفحة الرياضية وانت لاتفرق بين القائم والعارضة ، بين الفاول والاوف سايد في كرة القدم ..ولا تفرق بين الكونغ فو الصينية والكاراتيه اليابانية والتايكواندو الكورية والمواي تاي التايلندية والسيلات الماليزية وكلها فنون قتالية ...ان لاتفرق بين المصارعة الحرة والرومانية في عالم المصارعة الاولمبية ...بين سباحة الظهر والصدر والحرة والفراشة في رياضة السباحة الاولمبية ، بين رفعة النتر ورفعة الخطف في رياضة رفع الاثقال ! التأبين على سبيل المثال لا الحصر غير النعي وغير الندب وغير العزاء ، فالتأبين هو الثناء على الميت وبيان فضائله واستعراض مزاياه بعد وفاته ، اما النعي فهو اعلان وفاته وبيانه للناس " تنعى نقابة الفنانين المصريين فقيدها الراحل الفنان فلان الفلاني الذي وافاه الاجل المحتوم بمرض عضال عن عمر ناهز الـ 70 عاما ...الخ " ، فيما الندب هو بكاء الميت والحزن عليه وربما اظهار الجزع بوفاته ايضا ، اما العزاء فهو تطييب خاطر ذوي المتوفى وتفقد احوالهم وتقديم واجب العزاء لهم والتفكر في الموت وما وراءه للعبرة والعظة ، وكلها تندرج تحت عنوان جامع هو " الرثاء " وللعرب باب ادبي كامل في المرثيات فمنهم من رثى حاله ، ومنهم من رثى وطنه ، ومنهم رثى قومه ، حبيبته ، ابنه ، امه ، اطلاله ، زمانه ، وهكذا دواليك والخلط بينها غير مقبول ولا محبب بالمرة ! التقريظ غير التقديم غير التوطئة في الكتب والمؤلفات ، الاول مدح الكتاب ومؤلفه على سواء في حياته ..اما الثاني فالتعريف بمضمون الكتاب وفصوله عموما ، أما التوطئة فهي بمثابة موضع القدم الذي تطأ به عتبة الباب تمهيدا لولوجه ! الجشع غير الطمع ...الاول يتمثل بالرغبة العارمة للاستيلاء على ما بيد الغير وان كان قليلا وان كان ما عندك اكثر بكثير ..اما الطمع فالرغبة بالمزيد سواء اكان للغير مثلها أو اكثر أو اقل " ان يكون لك بيت فتطمع ببيتين وتتمنى لجارك السكن في شقة مستأجرة قديمة بعمارة متهالكة فهذا جشع ..ان تكون لك سيارة فتريد سيارتين ولو كان لجارك مثلها فهذا طمع ولا يملأ فم ابن آدم الا التراب ! الاعتقال غير الاسر غير السجن والحبس ..الاول يطلق على القاء القبض على المعارضين السياسيين ومعارضي الفكر والمنهج في الاعم الاغلب ، اما الثاني فالقبض يكون من قبل الاعداء ، اما الحبس والسجن فعلى المتورطين بجنح او جنايات ..فلايصح ان تقول "لقد تم اسر تاجر المخدرات فلان الفلاني ..أو اعتقال قاتل جاره علان العلاني"، كذلك المشرد غير النازح غير المهجر غير المهاجر غير اللاجئ ..الاول سكن الفيافي والقفار وافترش الارصفة لضر مادي ومعنوي لحقه واصابه ، فيما الثاني هجر داره ومنطقته بسبب الحروب والكوارث الطبيعية وامثالها ما إضطره لترك مسكنه ودياره مضطرا ليسكن الخيام والكامبات بعد ان صار نازحا ، الثالث اضطر للهجرة بحثا عن لقمة العيش عن الامان عن المستقبل المفقود في بلده في - زمكان - معين قد يطول وقد يقصر، اما المُهَجَّر فهو من اجبر على هجر منطقته ودياره عنوة وبالقوة لتغيرات ديمغرافية تعقب او تتزامن عادة مع الحروب الاهلية والاحتراب الداخلي ، بينما اللاجئ هو من فر بدينه ،بنفسه ،،بفكره ليطلب اللجوء الانساني او السياسي في بلد اخر لظروف اجتماعية وسياسية ما تعصف ببلده الام لم يعد بمقدوره تحملها ، وللعرب ادب رفيع عن مآسي " المخيمات ...المنافي ..المهاجر ..الاغتراب ..التشرد ..اللجوء " ومن المفارقات المحزنة ان الادباء والمثقفين العراقيين لهم باع في هذا اللون الادبي الانساني الرفيع ولطالما كتبوا عن محنة ولاجئي فلسطين الحبيبة بسبب العصابات الصهيونية ، كذلك عن محنة الجزائر ايام الاستدمار الفرنسي ، وعن معاناة الليبيين ايام الاستحمار الايطالي ، حتى صار المثقفون العرب كلهم يكتبون عن نزوح العراقي وهجرته وتهجيره ولجوئه بعدما كان ملاذا آمنا وبيتا حاضنا وقلبا رحيما لكل اللاجئين العرب ! البخل غير الشح ...الشح هو السعي المحموم للحصول على شيء والانانية والجشع فيه ، بينما البخل هو التقصير ببذل ولو جزء يسير منه بعد قبض الشيء والحصول عليه لا قبله ، كما ان الشح يكون حتى في العلم والتعليم وبذل النصيحة واخراج زكاة الحسب والنسب والجاه والمكانة فلايتوسط ولاينصح لأحد الا بمقابل مادي او معنوي ..فيما البخل غالبا ما يكون بالمال. العلم غير المعرفة ..الاول يستحصل بالتعلم والتعليم ، بينما الثاني بالتجارب الشخصية والافادة من التجارب الانسانية السابقة واللاحقة والاعراف والتقاليد والخبرات المتراكمة والمشورة ونحوها فضلا عن التعلم والتعليم ..وبذلك يمكنك ان ترى صحفيا درس علم الاعلام وتفوق فيه على سبيل المثال الا انه لايجيد كتابة مقال واحد، تحرير خبر واحد ، كتابة تقرير خبري واحد ، عمل حوار او تحقيق صحفي واحد فهذا يعلم الاعلام نظريا لاتطبيقيا ..بينما تجد صحفيا ربما لم يدرس الاعلام يوما او انه درس الاعلام ولم يتفوق فيه نظريا الا انه مارسه ميدانيا وعمليا فصار كاتبا واعلاميا بارزا يشار له بالبنان قد لايشق له غبار ..وقس على ذلك .اودعناكم اغاتي
#احمد_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور الحكم والامثال في طبخ وتجميل المقال وبيان واقع الحال !
-
معركة الوعي ماضية وحرب - الاستحمار- كذلك !
-
بدأنا ب-طالع-..ثنينا ب-قانع-..ثلثنا ب-نازع-!
-
الشعب اللبناني بحاجة الى مساعدات انسانية رحمانية عفيفة..لا ا
...
-
-سعدي البديل- خلاصة الواقع العراقي الهزيل !
-
حدث في 8/8/1988 أن زعل الحظ الأسمر ولم يقل لي بعدها مرحبا !
-
أنطق ياحجر ...وإصرخ ياضمير !
-
نعم أخطأت وأعترف ...ومحزن أن تعترف بالخطأ متأخرا !
-
الطبيب مشالي ليس الأول ولن يكون الأخيرة !
-
-القطة جلي- التي أطلعت البشرية على جوانب الرحمة في الاسلام ب
...
-
تراحموا ...وشكرا للعراقي الرحيم - محمد كريم- !
-
لنصحح مفاهيمنا المغلوطة ولنبدأ بالمناهج والإعلام ..!
-
شكرا نبيل جاسم ..وداعا هشام الهاشمي !
-
مصري عشق عراق الحضارات فكتب ...وعراقي أحب مصر الكنانة فرد !
-
زغردي يابهية نورا صارت نور ..وسعيد صار سعدية !!
-
صدور كتاب (التوطئة في أحكام الأوبئة في ضوء الفقه التكاملي)
-
ليست عتبا ولا ملامة بل غضبة للحق لعل الضمير النائم يصحو !
-
قال صديقي الجزائري المحب للعراق ..وعلقت !
-
#تعازينا_الكترونية_بالحقبة_الكورونية !
-
حتى إلحادهم ..طك عطية !!
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|