علي الأمين السويد
الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 23:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عندما قامت الثورة السورية اتفقت السعودية و قطر من حيث المبدأ على نصرة الشعب السوري و اسقاط نظام الأسد، لكن سرعان ما نشب الخلاف بين قيادتي البلدين بسبب القضية السورية.
فالسعودية تريد اسقاط النظام و تحقيق أهداف الثورة كما يريدها الشعب السوري الذي فجرها.
بينما قطر اعتبرت أن الشعب السوري هو جماعة الاخوان المسلمين فقط وقررت أنه إما أن ينتصر الاخوان المسلمون أو ليبقى بشار الاسد في السلطة.
ولأجل تحقيق أهدافها، قامت قطر بدفع عشرة أضعاف ما دفعه السعوديون الذين دفعوا لدعم الثورة الشعبية فقط واشترت ذمم قادة الفصائل الارهابية و المتأسلمة و قضت على الجيش الحر فعليا و ابقت على اسمه شكليا بمساعدة تركيا.
بطريقة أو بأخرى خرجت السعودية من المنافسة التفصيلية و ذهبت للعب دور صاحب التوقيع الاخير الذي لن يتم شيء دون موافقته مهما حاصت او لاصت قطر و مهما دفعت من مال لابي عمشة أو أبي حطبة.
كل التطبيل الان لتركيا التي تعتبر و اجهة قطر واصبحت القرد الذي يقود الدب. و بما أنه قد فشل الاخوان المسلمون في الانتصار على النظام فقد جاء دور تثبيت النظام بهمة قطر و تركيا.
إلا أن هذا لن يحدث لأن همة الشعب السوري لم تنطفئ و لأن جرائم النظام الاسدي أعظم من أن يتغاضى عنها المجتمع الدولي و لان القلم مازال بيد السعودية.
حاليا ليس للشعب دور سوى الترقب و الدعاء و التمني و الحقيقة بأن الشعب هو من ارتضى لنفسه هذا الدور بعد اعتماده الخيارات الخاطئة بتقديم كل ماهو غوغائي و اسلاماوي على كل ما هوي وطني و ثوري.
أخيرا و باختصار يمكن القول بأنه تفجرت ثورتان في سورية. ثورة ضد نظام الاسد و ثورة ضد من ثار ضد نظام الاسد بقيادة الاخوان المسلمين متأخرة خطوة واحدة عن الاولى هدفت الى " إما للاخوان أو لبيت الاسد" و للشعب السوري الالم و المعاناة فقط.
#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟