أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /14















المزيد.....

سهد التهجير /14


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


الصراع القائم على موارد البيئة صراع لا يدركه أصحاب الطبقة المتوسطة و ان ادركوه لا يتحملوا مسؤولية قانونية حياله
يتركوه للحكم السياسي الذي لا يدركه ايضا لأنه الحكم الاقل شأنا بين الأمم و غير قادر على الخوض في امور خارج حدود المنطقة الدولية المرسومة له و يدور بفلكها .
الكل يدور حول امتلاك موارد البيئة صراع عنيف بين الأمم قبل اكتشاف النفط و بعده
لا يؤثر على هذا الصراع سوى الضعف العسكري و تغيير النظام الطبقي الأبوي الديني
تشجع جميع النظم السياسية المعاصرة قوة الخضوع للأعلى
الأعلى المتمثل بحلقة تدور من الزوج إلى حاكم النظام إلى الالة
حلقة أبوية تحكم البيئة و تطوقها على الخضوع
و هل تخضع البيئة للأعلى
مثلما خضع البشر ؟!!!
الموارد تتبدد لتخزن عند القوى الكبرى المسيطرة و لا شيء للأمم الناشئة سوى فتات الخبز و القهر
عندما يخضع الإنسان يخضع كل شيء يده عليه
كأن الخضوع صفة بشرية تتأثر بها الكائنات الأخرى .

البيئة بدورها تخضع لا لكنها لا تؤثر في الخضوع الواقع عليها
تنهمر كأنها تقول كفى جشعا يا بني الإنسان
لكنه اصم يستنزفها بقوته و جبروت الغبي
إلى آخر قطرة لتبقى الأرض بؤرة جفاف و موت
في حين تنتعش ارض أخرى بالثمار و الاستثمار لا تبعد عن الأولى سوى مسافة قريبة
و تطوق الأرض المثمرة المنعشة بسور قوى محكم يمنع المتطفلين من الفقراء العامة الذين اصبحوا أغلبية بائسة من الاقتراب او التصوير حتى !!!!!!
لا يدرك الإنسان مصائب قراراته الفردية الا عندما تنتهي مرارة الأرض بلفظ مدخراتها
حينها يتحول الاستثمار نحو البشر لتعويض النقص الحاصل في البيئة
إذ لم يختفي البشر عندما تنهار البيئة
لأننا محكومين بها و دونها لا شيء سوى الانقراض .

في جانب آخر من الكوكب مرافئ الوصول انقطعت بها السبل
الاقتتال الطائفي لأجل القدسية الزائفة بلغ حدا لا يمكن ايقافه
تغيير بيئي من نوع آخر ليس لأجل النفط او الغذاء او الدواء
تغيير مقدس استعماري رغم انف الحاقدين
يسعى لتدمير المكونات الاجتماعية داخل مدن الطبقة المتوسطة ليتمكن النظام من بسط سلطته بلا قلق من مظاهرات او انقلابات او حتى نقد في خطاب خاص حول مائدة إحدى الأسرة المهمشة.
تغيير ديموغرافي لأجل الإلهة السعيدة المخفية خلف السماء تمتزج فيها رائحة القرابين البشرية لإسعادها .
تغيير يدفع الوطن ثمنه بالدم و الفقر و الذل ليس لسبب ما بل لمجرد أثر قديم لإحدى الطوائف تمت المصادقة علية من قبل ( جمعية كرطوس ) .

الصراع الأسري حول البيئة يختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية
فطبقة المهمشين يزرعون و يدجنون الحيوانات سرا لأجل إنتاج القوت و يعملون على استصلاح الأراضي رغم قلة الإمكانيات
اما الطبقة المتوسطة طبقة استهلاكية بشعه تتطلع نحو الثراء الفاحش دون أن تمتلكه
و تبقى تتطلع إليه بالرغم من انها تدرك أن الطبقة العليا من الأثرياء لا تسمح لها بذلك
تستهلك الطبقة المتوسطة الناتج المحلي من الفتات الذي يلقيه النظام الحاكم بمعدل يزيد عن الضعف المسموح لها باستهلاكه
دائرة مفرغه من الامتلاء اول الشهر و الخمول عند نهايته
لا تدرك الخطر الأكبر على البيئة و لا تهتم بالتنمية البيئية بدلا من الاقتتال و الصراع الديني التافه .

لا تنتج الطبقة المتوسطة الا قدر قليل من الإنتاج مما أدى إلى انتشار الارهاب بكافة اشكاله
عدم الإنتاج تسبب بخروج الخمامسه و جمعية كرطوس إلى واجهه المجتمع المدني و القضاء عليه تحت اسم القدسية .

اما الطبقة العليا فإنها تأخذ و لا تعطي
تأكل و لا تشبع
تغتصب الأرض و المال و الكل مسخر لها
حالة هستيرية تصل لمرحلة استثنائية للاعتزاز الكاذب بالنفس و تمجيدها دون سبب وجيه و تحليل قوتها أمام العامة و غيرها من الحالات المرضية التي تحتاج إلى علاج .
كثرة الرغبات تعزز الطموح و تدلل الهيمنة و هذا شعار الطبقة العليا( رغبتي هي الصالح العام ) .

كلمات اغنية براقه تخطف العيون و تستقر في العقول لكنها مخادعة تحمل أكثر من معنى ينطوي تحتها الفقر و الذل و التهميش والإقصاء و القتل
كلمات تتغنى بها الطبقات العليا بصورة مستفزة و فوقيه
كلمات مبهمة لغويا لكنها مقنعه و قوية التأثير
من كلمة ( الصالح العام ) و كلمة (الديمقراطية ) و كلمة (الانتخاب الحر ) و كلمة (السوق الحر) و كلمة (القدسية )
كلمات ذات الوجهين تحمل النقائض و لا يبرر لها السوء الا اللغة
اللغة التي تمايلت مع المصالح و تطوعت لأكثر من معنى و أكثر من شرح و أكثر من رؤية .
و كما الالهة تجد من يبرر لها
كذلك اللغة فهي مطيعة و تجمعنا على التصديق بأي قرار
و الادهى من ذلك البعض من الطبقة المتوسطة لا يعرف معاني المصطلحات السياسية و الكلمات اللغوية المتشابكة التي يذخرها الاعلام على لسان مائل لاحد القتلة .
و أدرك الاب بأن الوجوه البائسة المجعدة أشرف الوجوه و اطهرها
اما الوجوه الحمراء المشدودة بحقن التجميل فهي للقتلة و الفاسدين
و هل لدى البائس و المتصارع لأجل لقمة العيش لأطفاله متسع من الوقت لحقن الدماء المتجددة في بشرته لتصبح ورديه اللون ؟!!!!
هل العامل البائس و الموظف البسيط يأتي بيد ناعمه يمسك الأموال و يودعها لأجل تجديد البشرة و شدها
او تشغله هواجس الشباب و تقصير رقم العمر بالحقن و الشفط و التدليك ؟!!!

و كما يتم تطويع اللغة سيتم تطويع الجسد .

الجسد في مفهوم الطبقة المتوسطة لا يعدو سوى كونه ملكية خاصة ليس لحامليه بل للآلهة
الالهة تتحكم في الجسد فهي من خلقته فهو لها و لا شأن لحامله سوى تطويع جسده كما قالت الإلهة عبر كتاب البقايوقات المقدس
و تختلف تفاسير الاهتمام بالجسد حسب الطوائف المتناحرة لأجل بلوغ درجه القدسية
بعضهم يقدم الدم لأجلها وذلك بقتل أعداء البقايوقات
و بعضهم يقدم دمه كقربان داخل أروقة اثار جمعية كرطوس
اما البعض الآخر يعرف الغباء لكنه يصمت و يتاجر بأفكارهم حمايته لجسده من البطش .

الخوف عنوان عريض داخل عقلية الطبقة المتوسطة لا يواجهه سوى القلة ممن قتلوا أثناء التظاهرات السابقة .

و كما أن هناك صراعات و مواجهات بين الطبقات و بين الدول فأن البيئة ترد بطريقتها الغاضبة لتعويض النقص الحاصل و فجأة يرى الإنسان صغر حجمه أمام الكائنات الأخرى حينما يفر هربا من غضب الطبيعة .
لا يستوعب الإنسان أنه سينقرض و تبقى الأرض كما هي من دونه
لأنه المتحكم في كل شيء فلا يضع ذلك الانقراض في الحسبان متناسيا بأنه كائن حي يرتبط بالمجاميع الحية بقرابه المصير المحتوم .
لكن النسيان و الجبروت يفكك النوايا المطلقة اليقينية في حياة البشر يمدهم بشعور السلطة و القوة .
و شعور السلطة بنكهة القوة شعور لا يوصف وحدها الإلهة ادركته من قبل لكن على درجه عالية
اما القلة من البشر عند شعورهم بهذه النكهة يحسبون بانهم كسروا الحاجز الغامض بين الالهة و البشر
يحسبون بأنهم حاله وسطى ذات درجه عالية فوق البشر الآخرين و ذات درجه اقل قليلا من الإلهة العليا
و السعادة تغمرهم أكثر عندما يدركوا بأن سلطتهم و قوتهم يتم إدراكها مباشرة من قبل البشر الآخرين على عكس الإلهة التي تخفي نفسها من الفعل لكنه يعزى لها بشكل ضمير مستتر غامض بعد وقوع الحادثة
اما هم فلا على العكس تماما
فهم يتركوا انطباعا لدى العامة بأنهم السبب أثناء وقوع الحادثة و قبلها ايضا بمسكة قلم جاف او إشارة اصبع
او حتى بأيماءه رمش
فهم يتجسدون على غيرهم و أمامه و يتحكمون به و هذا ما لا تقدر ان تفعله الإلهة فإنها لا تتجسد بشيء سوى بالكلمات على الورق القديم .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير /13
- بغداد ام بيروت ..... الهم واحد
- سهد التهجير /12
- سهد التهجير /11
- سهد التهجير / 10
- سهد التهجير /9
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 3
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 2
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 1
- سهد التهجير /8
- سهد التهجير /7
- سهد التهجير /6
- سهد التهجير /5
- سهد التهجير /4
- أغلق الباب بقوة !!!!
- التجرد من الحواس
- سهد التهجير /3
- سهد التهجير /2
- سهد التهجير /1
- سعادة الخيال المعاصر


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /14