حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 13:58
المحور:
كتابات ساخرة
سوالف حريم
من الحبّ ما قتل
أنا من المهتمّين بالإقتصاد المنزلي، لذا فإنّني أزرع حديقتي ببعض الخضار للاستهلاك المنزلي، إضافة إلى الأشجار المثمرة، والورود وأشجار الزّينة التي تسرّ الناظرين. كما أقوم بتربيّة بعض الحيوانات كالدّجاج والحمام والأرانب، وأخيرا اهتديت لتربية البطّ.
وقامت إحدى البطّات بالرّقود على خمس بيضات، ففقست البيضات وجاءت فراخ البطّ لتزرع الفرحة في قلبي، وأخذت أجالسها وأداعبها وأطعمها من يديّ، حتّى أصبحت بيننا ألفة لم أعهدها من قبل.
وبما أنّني أبادل حيواناتي حبّا بحبّ، فإنّني لا أبخل عليها بشيء أستطيعه. وشاءت الصّدفة يوم أمس أن أقطف حبّات تين من شجرة في حديقتنا، فتمتّعت بمذاقها الحلو، وحملت بضع حبّات منها لأخصّ بها فراخ البطّ الصّغيرة، ظنّا منّي أنها ستفرح بها. فتحت حبّات التّين أمام الفراخ التي اعتادت أن تهرول إليّ كلّما تراني، فأخذت تنقر حبّات التيّن بشهيّة أفرحتني. لكنّ فرحتي لم تدم فقد نفقت الفراخ في أقلّ من خمس دقائق، ولم أكن أعلم أنّ ثمار التّين ستشكّل مادّة سامّة لها. أحزنني نفوق الفراخ فبكيتها وأنا ألوم نفسي، حملتها وواريتها التّراب الذي رويته بدموعي، لكنّ حزني ازداد عندما رأيت البطّة الأمّ تقف أمامي وكأنّها تسألني عن صغارها.
19-8-2020
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟