أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!















المزيد.....

رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 13:12
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن حكم المحكمة الدولية في لاهاي مفاجأة بالنسبة لي، فكل قضايا الاغتيال الكبرى التي قرأتها في التاريخ استهدفت منفذي الجريمة، ولم تستهدف أصحاب عقيدة الجريمة التي زرعوها في القلوب، لأن الحكم النهائي على الجرائم السياسية الكبرى والتطهير العرقي يكون عادة بوساطة مؤرخين نزهاء بعد سنوات تطول أو تقصر حسب امتداد نفوذ أصحاب عقيدة الجريمة، وهذه ليست مأمورية القضاة، الذين قد يصدرون أحكاماً قد تبدو لعامة الناس غير معقولة، أو سياسية تراعي الصالح العام لمنع نشوب أزمات أو فوضى اجتماعية، أو تقع في نطاق الكوميديا السوداء عند أمثالي، فيتناولوها بالكتابات الساخرة، نظرا للتناقضات الفظيعة بين الحكم وبين ما يعرفه الناس ولا يأخذ القضاة به.
عقيدة الجريمة
بناء على ذلك، تجاوزت محكمة العدل الدولية في لاهاي الصراع السني الشيعي في لبنان، واستهداف أكبر شخصية سُنّية تمثل التيار الوهابي، وأبرأت من قرائن جريمة اغتيال رفيق الحريري "حزب الله" الذي قال أمينه حسن نصر الله حرفيا إبان وجود الخوميني: "في الوقت الحاضر ليس لنا مشروع نظام في لبنان.. نحن نعتقد بأن علينا أن نزيح الحالة الاستعمارية والإسرائيلية، وحينئذ يمكن أن يُنفذ مشروع، ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دول إسلامية وحكم الاسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه الإمام الخوميني".
يعني ضياع واحة المسيحيين التي كان مشايخ البترول السُنة يذهبون إليها، هرباً من سجون تقاليد مجتمعاتهم.
المحكمة الدولية لا شأن لها من ثمة بأصحاب العقيدة التي كانت دافعاً لاغتيال رجل الوهابية القوي في لبنان رفيق الحريري، وما رأته المحكمة كان مجرد وقائع وقرائن ملموسة تمثلت في سليم عياش المذنب الرئيسي بالجريمة، فأدانته بالقتل وارتكاب عمل إرهابي في ما يتصل بقتل الحريري وواحد وعشرين آخرين. المتهمون الثلاثة حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، تمت تبرأتهم. ولم تقتنع غرفة الدرجة الأولى بأن مصطفى بدر الدين كان العقل المدبر لاغتيال الحريري، لكنها أكدّت أنه كانت لديه النية وقام بالأفعال اللازمة لوقوع الاغتيال. وهذه التبرأة تمت رغم أن أي بهلوان يعمل في السياسة في لبنان يعرف دور المذكورين في اغتيال رفيق الحريري.
عند المحكمة، لا دليل مادياً بأن قيادة حزب الله كان لها دوراً في اغتيال الحريري، وليس هناك أي دليل مباشر على ضلوع سورية. وتفسير ذلك سؤال بسيط: هل لدى المحكمة أمرا مكتوبا أو تسجيلا تلفونياً بتنفيذ هذه الجريمة من الأمين العام أو القيادة السورية باغتيال الحريري؟ لا.
عقوبة المجرم ستُحدد لاحقا، والمحكمة ستواصل النظر بثلاث قضايا أخرى مرتبطة بقضية الحريري وهي محاولتا اغتيال مروان حمادة والياس المر، واغتيال جورج حاوي، وتحدثت عن مسار لتعويض المتضررين. وهذا الأمر سيستغرق خمس عشرة سنة أخرى إن لم يكن أكثر.
أبو عدس بالنسبة للمحكمة "ليس من نفذ الاغتيال، بل إنتحاري آخر قام بتفجير نفسه ولم يتم التعرف عليه وتبقى هويته مجهولة". هل يُعقل أن يموت أحد في بلد ولا يعرف أهله أو زوجته بموته وتبقى هويته مجهولة؟
حسب المحكمة، اغتيال الحريري عملية إرهابية تم تنفيذها لأهداف سياسية. وهنا تنطبق بعض الأقوال اللبنانية المأثورة بالعامية على هذا القرار مثل: المحكمة "اكتشفت النفتالين" بعد خمس عشرة سنة من البحث والتدقيق والتمحيص والمراجعة والرحلات المكوكية مِن وإلى بيروت.
الله يرحم إلّي ماتوا ومنكمل بلّي بقيوا.
الكوميديا السوداء
هل ستُنفذ عقوبة بعد تحديدها على سليم عياش منفذ الجريمة؟ سؤال فقهي يلزمه خمس عشرة سنة أخرى، لعدم وجود دولة في لبنان، أو قوة تنفيذية تنفّذ حكم محكمة، أو على الأقل وزير نقل يمكنه منع ما يحدث في مطار ومرفأ بيروت. فمن سينفذ العقوبة على مجرم يبلغ من العمر اليوم 56 سنة وبعد 15 سنة سيكون شيخاً لن يستطيع تحمل السجن لتضخم البروستاتا أو مرض السكري أو السرطان، مع احتمال موته خلال هذه الفترة بنسخة أكثر تطورا من فيروس كورونا أو وقوع بلكون عليه، فالوقوع من البلكون مهمة تنفذها جهة استخبارية أخرى.
وأكمل الكوميديا السوداء المسيطرة على المقال وربما تشفي غليل اللبناني الذي لم تعرف حكومته بأمر نترات الأمونيوم في مرفأها، ولا حتى بوجود بوابة فاطمة فيه، وما يتم تهريبه وتصديره واستيراده منها تحت سيطرة صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه، ولا حتى كيف وصل كارلوس منعم إلى أراضيها.
هلوسة سوداء أوحت لأحدهم بكتابة نكتة على صفحته على "فيس بوك" تقول: احتل اللبناني المرتبة الأولى في الصبر بعدما فقد الصبّار المركز الأول، وجاء في المركز الثاني متفوقاً على أبو بريص الذي حل ثالثا.
أقول بناء على أجواء الكوميديا السوداء هذه التي من تجلياتها وجود رئيس مجلس نيابي في دولة ديموقراطية منذ أكثر من ربع قرن، وظاهرة طفل الأنفاق جبران باسيل وكفائته أنه فهلوي وحربوق وكذّاب من فئة 5 نجوم وزوج ابنة رئيس قطعة الشطرنج التي تتم الأحداث عليها لكن أطلقوا عليها لبنان الكبير، ومن هذه الأحداث أن سليم عياش سمع من مصادر موثوقة أن رفيق الحريري كان يدندن باستمرار في الطريق إلى سيارته في الفترة التي سبقت اغتياله بيتين من الشعر الأندلسي:
كلِفٌ بغزال ذي هيفٍ
خوف الواشين يشرده
نصبت عيناي له شركا
في النوم فعز تصيده
وبعد البحث اكتشف سليم عياش أن عشيقة الحريري إمرأة شيعية، فقام بشراء أكثر من ألف كيلو ديناميت من شركوتيه حنا السكران (شركوتيه كلمة فرنسية معناها ملحمة ويستعملوها في لبنان) ثم وضعها في شاحنة بمساعدة أصدقاء عقائديين يعلمون إرضاءً لصاحب الزمان، قادها شبح عقائدي تهمته أنه يقول لا إله إلاّ الله ونسف موكب الحريري في جريمة شرف عشق سُني لشيعية. تصرّف عيّاش بشكل منفرد بدون علم الأمين العام لحزب الله أو القيادة السورية، وباغت الجميع ليدخل الجنة مع رفاقه الأبرار بهذه العمل.
الله يرحم إلّي ماتوا ومنكمل بلّي بقيوا.
يبقى إهداء أغنية "الزعيم الوطني" لحسن نصر الله وميشال عون اللذين قالا خطابيّن عبارة عن كذب في كذب، وسعد الحريري الذي تقبّل حكم المحكمة ويريد تنفيذ العدالة فلا مساومة مع الدم.
وهنا كلمات الأغنية لمَن لم يسمع بها، وهي من تأليف وتلحين وغناء زياد الرحباني وموجودة على موقع المشركين "يوتيوب"
" أنا والله فكري هنّيك .. يعني وهنّي اهلك فيك
ع النضافة بالمواقف ..
وع المواقف بالسياسة ..
وعلى كل شي اسمو تكتيك ..
بهنيك .. بهني نفسي فيك
خلّي كل شي في حيطان .. شهدا وعالم كيف ما كان
شهدا قدما وشهدا جداد .. في شي كبار وفي شي ولاد
بعدا الجرايد كيف ما عمِلتْ.. يومية بتتمتل فيك ..
اذا واعي منرفز .. بتموت عالم وبتنهد بيوت
واذا واعي رايق .. بالفل بنّسهر جنبو الياقوت
والشعب الطيب موافق .. ما بدو إلّا يكافيك
للخلايق للعباد .. للمستقبل في البلاد
للي بيقولوا حرية .. عم سجل هيدي الغنية
يمكن عمري يخلص قبلك .. عمري كلو ما يكفيك...
والعالم رجعت لله .. رجعت للعيشة بتقواه
يعني حط حالك محلا .. إنتا إلّي سايقها كلا
لو الله مقرر ياخدك .. ما بظني كان مخليك
أنا والله فكري هنّيك .. يعني وهنّي أهلك فيك
ع النضافة بالمواقف .. وع المواقف بالسياسة
وعلى كل شي اسمو تكتيك ..
بهنيك .. بهني نفسي فيك
وما تفكر إنو عم هنّي .. إلّا إنو غصبن عني
ما شعبي كلو مجددلك.. لازم على راسي هنيك
لك بهنّيك .. بهنّي نفسي فيك
بهنّيك....



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحك دواء بدون أعراض جانبية
- أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف
- سلامة المجتمعات من الانهيار
- رسالة إلى الرئيس ترمب
- الناجحون في الفشل
- الشك في بقاء المسيحية حيّة في الشرق الاوسط
- -مدرسة المشاغبين- ثمرة عصر الارتجال
- صندوق الاسلام وصندوق الانسان
- -غَزَل البنات- أيقونة مصر والمتمصرين
- قبل تحوّل أوروبا لعشوائيات إرهابية
- أيهما كان الأسبق: عبد الناصر أم الخوميني؟
- بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين
- سبعون سنة أخرى من التعاسة
- كوميديا سياسية سوداء
- عقيدة مكة وإيديولوجية يثرب
- الرئيس ماكرون اكتشف النفتالين
- لبنانيون في المنسى
- -التنوير- هو المُبشر وليس الوافدين


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!