أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر النابلسي - نحن الداء وليسوا هُمْ فقط!














المزيد.....

نحن الداء وليسوا هُمْ فقط!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 08:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


-1-

كم من المرات قلنا أن العيب في العرب بالدرجة الأولى هو في تركيب المجتمع العربي، وليس دائماً بمن يحكم هذه المجتمعات. وعندما يرى الحكام شعوبهم متخلفة ومتزمتة ومتشددة، وتحكمها أعراف وتقاليد منذ مئات السنين من الصعب التخلي عنها، يستغلون ذلك في شعوبهم، مما يساعدهم على البقاء مدة أطول في حكمهم. وكنا في الماضي قد قلنا بأن القاء اللوم على أنظمة الحكم السياسية العربية القائمة ليس بالحكم المنصف أو باللوم المنصف دائماً. وأنه لولا وجود شعوب ذات رؤوس مهيئة ومصممة لمثل هذه القبعات السياسية، لما كنا قد لبسنا هذه القبعات منذ مئات السنين. وكما يقول المثل العربي (هالراس لهالطاقية).



-2-



أقول قولي هذا، بعد أن تبينت نتائج انتخابات الكويت التشريعية حيث لم تفز امرأة واحدة من ضمن عدد لا بأس به من المرشحات. وما كنا ننتظر من المجتمع الكويتي بين ليلة وضحاها، ومنذ أول انتخابات تشريعية تشارك فيها المرأة بثماني وعشرين مرشحة و195 ألف ناخبة وبنسبة 57 % من اجمالي عدد الناخبين، أن ينتخب المجتمع امرأة للبرلمان الكويتي. فما زال الطريق طويلاً. ولعل محاولات أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الصباح من تمرير قانون اعطاء الحقوق السياسية للمرأة الكويتية كان سابقاً بمسافات طويلة للوعي الاجتماعي، وللوعي السياسي الكويتي.



-3-



ولقد حدث الشيء ذاته في الأردن. فمنذ انتخابات 1987 التشريعية، اعطيت المرأة الأردنية حقها السياسي كاملاً، ولكن الانتخابات لم تقدم لنا أية سيدة لمجلس النواب الأردني، مما اضطر الدولة إلى تخصيص "كوتا" نسائية لمجلس النواب، بمعني فرض المرأة فرضاً سياسياً واجتماعياً على الحياة النيابية الأردنية.

وأنا اقترح على الحكومة الكويتية أن تفعل ما فعلته الحكومة الأردنية، حتى يعتاد المجتمع الكويتي على أن يرى المرأة الكويتية في مجلس النواب الكويتي نائبةً، وحتى تثبت المرأة الكويتية للناخب الكويتي جدارتها السياسية وشفافيتها وصدقها في أن تكون نائبة الأمة المخلصة والجريئة في مجلس الأمة.



-4-



وهناك مثال آخر يجب أن لا ننكره، وقد تعرّضنا له من قبل، وهو مسألة حق المرأة السعودية في قيادة السيارة. وقد شاهدنا كيف تجرأ محمد أبو زلفة وعبد الله بخاري وغيرهما من أعضاء مجلس الشوري السعودي وعرضا مذكرة بهذا الخصوص على مجلس الشورى، وكيف قوبلت هذه المذكرة بالاستنكار والتبرؤ منها. وكيف أن المجتمع السعودي كان برمته ضد هذه المذكرة، وضد أن يصدر قرار أو قانون بشأنها. وقال وزير الداخلية السعودية وقتها: "ليتفق المجتمع أولاً ، وبعدها سنرى".

وكانت السعودية دائماً المثال الواضح على تقدم الحكام وتخلف المجتمع، بدءاً من محاربة رجال الدين لادخال التليفون والراديو إلى الحياة السعودية في عهد المؤسس الراحل الملك عبد العزيز مروراً بمعارضة المجتمع بافتتاح محطة تلفزيون القصيم الذي تمَّ بعد منتصف الليل، تحاشياً لنقمة رجال الدين، وهيئات المجتمع، وانتهاء بموضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة. وهي أمثلة حية، تدلُّ على مدى العمل المطلوب لتطوير المجتمعات العربية، وتغيير الكثير من الأفكار التي تتحكم في هذه المجتمعات.



-5-



لست حزيناً لأنه لم تنجح المرأة الكويتية في الانتخابات التشريعية. فمن المؤكد أنها ستنجح في الدورات القادمة. وفي حقيقة الأمر، فالمرأة الكويتية قد نجحت في هذه الانتخابات.

نحجت في أنها امتلكت الشجاعة الكافية لترشيح نفسها.

ونجحت في أنها لم تسمع لفتاوى رجال الدين الذين ارغموها على أن تنتخب ما يشير عليه زوجها. فانتخبت من تريد، ومن ترى فيه الخير لمستقبل الكويت، بعيداً عن وصاية العشيرة والأقارب والأزواج والأبناء.

ونجحت في أنها قدمت نفسها للمجتمع الكويتي كعنصر سياسي قادر على الدفاع عن مكتسبات هذا المجتمع. وقد سبق أن قدمت نفسها كأستاذة جامعية ومحامية وطبيبة وناشطة سياسية ومدافعة عن حقوق الانسان.



-6-



نتائج الانتخابات التشريعية هذا العام لم تكن في صالح المرأة الكويتية. فالانتخابات كمواسم الزراعة سنوات تأتي بالخير، وسنوات يكون فيها الناتج سيئاً أو مُمحِلاً. سنوات تأتي باليمين، وسنوات تأتي باليسار، وسنوات أخرى بالوسط، وذلك حسب المناخ وعوامل الطبيعة المختلفة الغامضة أحياناً. وهذا لا يعني أن نكف عن الزراعة والمشاركة في كل موسم. بل علينا أن نزرع ونشارك في كل في موسم. ونحاول، ونحاول ، ثم نحاول إلى ما لا نهاية، حتى يأتي الموسم غلالاً طيباًلصالح المستقبل والحداثة.

وهذا ما ينبغي على المرأة الكويتية أن تفعله في كل انتخابات بلدية أو تشريعية في الكويت. وكذلك الأمر في كل أنحاء العالم العربي.

لقد خسرت المرأة الكويتية انتخابات، ولم تخسر ثقة الشعب الكويتي ودعمه. والانتخابات القادمة بعد أربع سنوات ستكون شأناً آخر، فيما لو استطاعت المرأة الكويتية أن تعد نفسها الاعداد السياسي اللائق



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس آخر حتى الموت رغم أنفه!
- سكين -الوثيقة- هل هي لقطع تورتة الدولة الفلسطينية أم لذبح ال ...
- مهالك الفلسطينيين: تنكيل وفساد وغباء وصمت
- سيّد القمني في رحاب الحرية
- البقاءُ للعراق، ولا عزاءَ للإرهابيين
- هل سيبني الفلسطينيون دولتهم من وراء القضبان؟
- كلمات على حائط المبكى الفلسطيني
- حماس الفنادق وحماس البنادق
- وأخيراً نَفَثَ الطوطم الأعظم سُمَّه!
- هل سترث الإمبراطورية الفارسية الجديدة العالم العربي؟
- القنبلة النووية الشيعية: هل هي المهدي المنتظر؟
- العرب بين إسلام القرآن وإسلام الفقهاء
- WANTED
- خسئتم فنحن نتحداكم ولن نستسلم
- سقط هُبْل وبقي هُبْلان
- عَوْدٌ أحمد يا سيّدنا القمني!
- لماذا يعادي رجال الدين العَلمانية؟
- هل العلمانية الإسلامية هي الحل؟
- لم تسقط بغداد بل سقطت معابد الاستبداد
- الأمة الهابطة والفن الهابط


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر النابلسي - نحن الداء وليسوا هُمْ فقط!