يزيد عاشور
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 13:54
المحور:
الادب والفن
أكره جدول الضرب أكره برمجة أي مشروع وأكره الخطوات التي أعرفها مسبقاً رغم أني أقوم بها على مضض في الكثير من الأحيان وهي كثيرة بالمناسبة
كل صباح وأنا نصف مستيقظ أدري أنني سأدخل الحمام وأنتقل بعده للمطبخ أضع مسحوق القهوة اللعين في فلتر جديد بعد أن أرمي فلتريوم أمس وأنتظر قهوتي المقطرة ولا أفهم لماذا أشتري قهوة جيفاليا رغم أن هناك عشرات الأصناف من القهوة وربما كان مذاقها أطيب ولكنني أصبحت وبطريقة جحيشية أمد يدي لأتناول قهوة جيفاليا من رف المتجر دون تفكير
تلك الرتابة التي أعيشها ولم أحبها يوماً وأنا أبن مدينة المفاجأت عادة في الصباح خبر جديد أو أكثر على الطريق تتناثر الأخبار على الجانبين وعادي أن تقرر الذهاب لسوق باعة اللحم والذي منح جزء من حصته لباعة الخضرة حيث تختلط روائح الدم بالدجاج والذباب والقطط الجائعة دوماً والكلاب الضالة
اصوات باعة الخضرة بندو يا بندورة خيار يلا خيار قرب عالكوسا قررب بينما باعة اللحم يبيعون بضاعتهم بصمت ويرسمون ابتسامة ساخرة من أصوات باعة الخضرة ثم لا تدري كيف خطاك تقودك للخابور
لن أشعربخيبة أمل اذا ما قررت صنع تبولة وأكتشفت غياب البقدونس كي ينتهي بي المطاف الى صحن فتوش مثلاً ولن أحزن
حزني ينمو في الملل يرتوي من الرتابة ويستعمرني بكامل نذالته وكامل استسلامي حين أعرف كيف يبدأ يومي وكيف سينتهي
سأسكب سائل القهوة الداكن في فنجان ليس صغير وأتناول علبة سجائري وبحركات ألية الى حد كبير أفتح باب الغرفة الذي سيمنحني فسحة صغيرة تشبه العتبة تطل على العمارة المقابلة حينها سيكون عندي متسع من الوقت كي أشتم العصافير التي تصرخ بطريقة غبية على الشجرة القريبة من نافذتي سأشتم النوارس الوقحة سأشتم العشب الأخضر وسأفكر ملياً بجارتي التي تفتح الشباك لتمنحني فرصة أن أشاهد نصفها العلوي فقط تنظر ألي وتشلح فستانها خلف النافذة وتبقي على حمالة الصدر تنظر ألي ثانية وتُغلق الشباك حينها ستكسر روتين ايقاع القهوة وتجعلني أعيد نفس السؤال كل صباح بنت هالكلب ليش تكرهني
#يزيد_عاشور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟