|
قرون الأحباط
درويش محمى
الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 11:23
المحور:
كتابات ساخرة
نشرت صحيفة الأيام اليمنية ، حدث في غاية الغرابة والدهشة ، بالكلمة والصورة ،"وصدقوا أو لا تصدقوا"رجل مسن يسمى صالح بن طالب صالح ، مواطن يمني ، نبت له قرنان في رأسه. حدث مهم أخر ، أيضاً في اليمن ، لكنه لا يحمل في طياته أي مفاجئة ، ولايدعوا للأستغراب ولا للدهشة ولامن يحزنون ، الرئيس علي عبد الله صالح ، قرر أن يرشح نفسه لمدة رئاسية خامسة ، ويحكم اليمن لمدة خمسة وثلاثون عاماً ، ويعلن عن نفسه كقبضان للسفينة اليمنية يقودها لشاطئ الأمان . تفاصيل الحدثين والعلاقة بينهما ، يجعلان المرء في حيرة من أمره ، وحالة من التوجس و التساؤل والفضول ، أي من الحدثين كان له الأسبقية و وقع أولاً، والأمر في غاية الأهمية ، أي وقوع الحدث ، لما يترتب عليه من نتائج غاية في الأهمية ، هناك فرضيتين ، الفرضية الأولى تقول أن القرون نبتت ومن ثم برزت في رأس المواطن اليمني "الصالح"قبل أعلان الرئيس "صالح" عن قراره ونيته البقاء في الحكم والرئاسة ، و بالتالي عدم الوفاء بتعهدادته بعدم الترشيح لفترة رئاسية مقبلة ، في حال صحة هذه الفرضية يكون الرئيس علي عبدالله صالح قد إكتشف أن شعبه في محنة ، وأن السفينة التي قادها طوال ثلاثة قرون ، ستغرق لا محالة ، لو عفى نفسه بنفسه من مسؤوليات الرئاسة ، وسرح نفسه بنفسه عن مهنته كقبطان ، كيف لا وركاب السفينة لهم قرون تنبت في رؤوسهم ، وهو القبضان الوحيد الذي يجيد القيادة ، أما البقية الباقية من ركاب السفينة ، منهمكون بمضغ القات والتفاخر بخناجرهم وحسب ، وبالتالي وتحت الضغط الجماهيري ، ونزولاً وصعوداً عند الرغبة الشعبية ، والتهديد بالإمتناع عن القات مدى الحياة ، تنازل الرئيس عن وعده بعدم الترشح ، وترشح مشكوراً ، أما في حال صحة الفرضية الثانية والتي تقول القرون نبتت ومن ثم برزت في رأس المواطن بعد اعلان الرئيس عن قراره ونيته البقاء في سدة الحكم ، وهي الفرضية الأقرب الى الصحة والحقيقة ، يبدو أن المواطن اليمني ، و"ذنبه على جنبه" قد وثق وصدق الوعود والعهود التي قطعها الرئيس على نفسه بعدم الترشح ، وقد اصابته الخيبة والأحباط عند سماعه الخبر المعاكس ، فبرزت القرون وحدث ما حدث. بحكم كوني لست بضليع في الشأن اليمني ، أجد من الصعوبة بمكان الحكم على العلاقة بين الحدثين والرابط بينهما ، ولكن وبعد سماع ومشاهدة الخبر ، أعلن عن تضامني مع المواطن اليمني في محنته ، وتمنياتي له في رحلته البحرية ، والتي ستستغرق ، وأرجوا ألا تغرق ، مدة سبعة أعوام أخرى ، وفي الوقت نفسه لن أخجل الأفصاح عن الحسد الذي سيصيب الكثير من المواطنين السوريين ، وحالة الإحساس بلا عدل ، فرحلتنا البحرية الهائجة ، كانت وما تزال ، أطول وأقسى ، ولا نرى في الأفق لا شاطئ ولا بر أمان ، وليس في مركبنا قات نمضغه ، ولا قرون نبطح بها بطحاً كل من يدعي بأنه القبضان . كل يوم يمر على المواطن السوري ، يحمل معه حدثاً، وأي حدث ، البارحة على سبيل المثال لا الحصر، أربعة من الطائرات الحربية الأسرائيلية ، تحلق على أرتفاع منخفض ، فوق إحدى قصور الرئاسة في مسقط رأس الرئيس ، مدينة القرداحة ، المدينة الأم ، منبع الرؤساء ورجال الدولة العظام ، و"القبضاية" ، وقراصنة الدولة ، والمواطن السوري مصاب بالدهشة والحيرة ، ولاعجب ، أن تبرز لنا قرون في قحوفنا بطول برج إيفل ، لهول الحادث ، الى أي جيب ذهبت وفي أي معدة هضمت وعلى أي قصر صرفت ، أموال الشعب السوري وموارده ، بأسم الصمود والتصدي ، والتوازن الإستراتيجي العسكري ، والتحدي ، وعلى مدى أربعة عقود . تحسسوا أيها المواطنون السوريون بأصابعكم فوق رؤوسكم ، فالزمن ليس بزمنكم ، والناس تنبت لها قرون ، سبحان الله.
#درويش_محمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا 2010
-
البداوة السياسية في الجمهورلكية السورية
-
سر علاقتي بالوزيرة سعبان
-
لكل -طاغوت تابوت
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي
...
-
جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن
...
-
كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر
...
-
شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير
...
-
وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح
...
-
مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد
...
-
أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه
...
-
وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا
...
-
عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب
...
-
موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|